وقعت غزوة أحد في العام الثالث للهجرة الموافق السابع عشر من شوال بين المسلمين بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبيلة قريش بقيادة سفيان بن أبي حرب، ولقد سميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي وقعت فيها، حيث وقعت بالقرب من جبل أحد القريب من المدينة المنورة.
وتُعد غزوة أحد ثاني أكبر غزوة خاضها المسلمون بعد غزوة بدر، وكان السبب الرئيسي وراء الغزوة رغبة قريش في رد هيبتها بين القبائل والانتقام من المسلمين بعد الهزيمة الساحقة التي لحقت بهم في غزوة بدر، وأيضاً بسبب تزايد قوة المسلمين وسيطرتهم على طرق التجارة المؤدية إلى بلاد الشام، حيث كانت قريش تعتمد على رحلتيْ الصيف والشتاء وأرادت قريش أن تقضي على المسلمين قبل أن تقوى شوكتهم.
استعداد المسلمين والمشركين
استعدا المشركون لغزوة أحد
اتفق كل من عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وعبد الله بن ربيعة فيما بينهم بأن يذهبوا إلى أبي سفيان، ليطلبوا منه المساعدة في تجهيز الجيش للغزوة فوافق أبو سفيان، وأيضاً قامت قريش بتحريض القبائل على القتال ضد المسلمين وفتحوا باب التطوع للرجال لمن أراد المشاركة في الغزوة مع المشركين، فوصل عدد جيش المشركين إلى حوالي ثلاثة آلاف مقاتل، وثلاثة آلاف بعير، و700 درع واقٍ، و200 فرس، و15 ناقة، ركبت عليهنّ 15 امرأةً شاركت في الغزوة لتشجيع المشاركين ومساعدتهم في الغزوة.
استعداد المسلمون لغزوة أحد
أما المسلمون فقد شعروا بالخطر الذي يحدق بهم فقامت فرقة من الصحابة بحراسة مداخل المدينة والأسوار المحيطة بها، وكانت لديهم خطة بأن تكون المدينة أمامهم وجبل أحد من خلفهم وتوزيع ما يقارب خمسين من الرماة على هضبة عالية وأمرهم بعدم النزول مهما يحدث، وقَسّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الجيش عدة أقسام وكان هو قائدهم.
نتائج غزوة أحد
انتهت المعركة بهزيمة المسلمين فقُتل من المسلمين 70 رجلاً كان من بينهم عدد من المهاجرين وصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقتل من المشركين 23 مقاتلاً، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدفن قتلى المسلمين حيث استشهدوا بدمائهم دون أن يتم تغسليهم وحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمقتل عمه حمزة حزناً شديداً.