المسك هو مادة عطرية تفرزها الغدة الكيسية في بطن حيوان غزال المسك، تستخدم كرائحةٍ ومثبتٍ، تتواجد هذه الغدة عند ذكور الغزلان فقط
المسك هو عبارة عن مادةٍ عطريةٍ تفرزها الغدة الكيسية في بطن غزال المسك، حيث توجد الغدة الكيسية عند غزلان المسك الذكور فقط، وحجمها بمقدار بيضة الدجاج، وتكون درجة لزوجة المسك كالعسل، ورائحته قوية، إذ أنّه يعمل كجاذبٍ جنسي في الحيوان، ويستخدم أيضاً في العطور كرائحةٍ ومثبتٍ للعطور، ويكون لون إفرازات الغدة عنابي اللون، وقد تصبح بعد قطع الكيس أغمق في لونها، حيث تصبح باللون البني المائل إلى السواد، وعندما تجف تصبح حبيبية الشكل، ومن جانبٍ آخر تسمى أكياس المسك في التجارة بقرون المسك، والإفرازات المجففة تسمى حبوب المسك، وعادةً تصنع صبغة الكحول من هذه الحبوب، ثمّ تضاف إلى العطور غالية الثمن، ويعتبر المكون الرئيسي الذي يعطي المسك رائحته هو المركب العضوي الذي يسمى مسكون، ويتمّ الحصول على المسك من فأر المسك والزباد أيضاً، كما أنّ بعض النباتات تنتج الزيوت التي تشبه المسك، وتشمل بذور نبات الكركدية، ونبات فيرولا في آسيا الوسطى وتركستان، ويستخدم الآن عدد من منتجات المسك الاصطناعية.
يمكن استخراج المسك من غدة الغزال الذكر الحي دون قتله، ودون الإضرار بنموه، وصحته، حيث تمّ استخراج المسك من الغزال الحي بنجاحٍ عدّة مرات، وقد دُرست خصائص المسك في حديقة كاتماندو في نيبال، وتُستلزم تقنية الاستخراج تقييداً جسدياً للغزال، وباستخدام ثلاثة أشخاصٍ في وضعية الاستلقاء الجانبي، وأن تكون منطقة السرة مكشوفةً، حيث يتمّ إدخال مغرفةٍ فضيةٍ معقمة، ومدهونةٍ بكريم مضاد حيوي، وبحركةٍ دائرية وبلطف يمسك كيس المسك ويعقد باليد الأخرى، ويتمّ جمع المسك عن طريق التدوير، ثمّ بعد ذلك يتمّ إزالة المغرفة، وعند الانتهاء يتمّ وضع كريم مضاد حيوي على الغدة؛ لمنع احتمالية التلوث، وقد يتمّ الانتهاء من عملية تقييد الحيوان واستخراج المسك بوقتٍ مقداره 15 دقيقة، وهذه التقنية هي الأكثر ملائمة، ويمكن أن تتكرر كلّ عامٍ للغزال البالغ الذكر، كما يمكن أيضاً الحصول على المسك عن طريق شقٍ بسيطٍ في الغدة لفتح وجمع المسك بالمغرفة، وتتضمن هذه الطريقة تخديراً كيميائياً، بحيث يُشكل خطراً أكبر على حياة غزال المسك، وقد تبين أنّ الوقت الأمثل لاستخراج المسك هو بين الأسبوع الثالث من كانون الأول والأسبوع الثالث من كانون الثاني.
عبر التاريخ يعود استخدام المسك إلى أكثر من 1300 سنة، حيث كان حكام الصين القدامى يستخدمونه، وقد استخدم قديماً في طب الأعشاب الصينية، ولتثبيط نشاط هرمون الأدرينالين، وتحفيز القلب والأوعية الدموية، واستخدم أيضاً كمضادٍ للالتهابات، وفي الوقت الحالي يستخدم في صناعة العطور وتثبيتها.