حدثت هذه الغزوة عندما كانوا بني المصطلق يستعدون للإغارة على المسلمين ومحاربتهم في المدينة المنورة، وكان قد سمع الرسول وتأكّد من هذا الخبر، فجمع عليه السلام سبعمائة مقاتل وثلاثين فرساً، وانطلق بالمسلمين إلى منطقة ماء المريسيع ليرد كيد وشر بني المصطلق عن المسلمين، وعندها أمر الرسول الكريم عمر أن ينادي الناس ليقولوا (لا إله إلا الله) ويمنعوا أنفسهم من القتال ولكنهم رفضوا، فحاربوا المسلمين إلّا أنّ القتال لم يدم طويلاً ولم يستشهد في هذه الغزوة إلّا رجلاً واحداً من المسلمين وقُتل عدد من بني المصطلق.
تاريخ غزوة بني المصطلق
جرت أحداثها في شعبان سنة 5 هجرياً عند عامة أهل المغازي، وسنة 6 هجرياً على قول ابن إسحاق.، عند ماء المريسيع، وهي جزء من غزوات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحدثت غزوة بني المصطلق بين المسلمين وبني المصطلق، وكانت نتيجة هذه الغزوة انتصار المسلمين، وكان من قادتها من المسلمين: سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن بني المصطلق الحارث بن ضرار، وسميّت المصطلق بالمريسيع نسبةً إلى مكان حدوثها (وقوعها)، وبني المصطلق هم من ساعدوا قريشاً يوم أحد وقريش هي من حرّضتهم على مقاتلة المسلمين ومحاربتهم.
أحداث الغزوة
وفي هذه الغزوة خرج عدد من المنافقين على رأسهم عبدالله بن أبي بن سلول، الذين رأوا الانتصارات المتعدّدة للمسلمين والغنائم الكثيرة التي يحصلون عليها، وهم الذين حاولوا نشر الفتنة بين المهاجرين والأنصار وزعزعة وحدتهم وإثارة الفتن والأزمات، ولكن كان النصر حليفاً للمسلمين، ولحقت ببني المصطلق الهزيمة وانتصر المسلمون بهذه الغزوة، بالرغم من قلّة عدد المسلمين وعدّتهم، إلا أنّ نصر الله كان عظيماً لرسول الله ولأصحابه رضوان الله عليهم ولكافة المسلمين في هذه الغزوة، ورزقهم الله عز وجل في هذه الغزوة غنائم كثيرة، وتمّ أسر عدد من نساء قبيلة بني المصطلق وكانت بينهم ابنة الزعيم لهذه القبيلة وهي برة بنت الحارث، والتي أسلمت بعد أسرها وتزوجها الرسول الكريم وسميت بعد ذلك بـ جويرية، كما وأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بإعتاق نساء بني المصطلق وردهم إلى قبيلتهم، ففعلوا المسلمين ما أمرهم به الرسول الكريم لتدل وتؤكد على محبة المسلمين وأدبهم لرسول الله، وكان ذلك سبباً في إسلام قبيلة بني المصطلق كافة، فبدخولهم الإسلام ازدادوا المسلمين عدداً وعدّة، وافتضح بهذه الغزوة المنافقين الذين حاولوا زرع الفتن ولكن الله رد كيدهم إلى نحرهم فكانت هذه الغزوة عِزَة للمسلمين وذلاً ومهانة للمنافقين.