نشاة علم التجويد
تعريف التجويد
التجويد لُغةً: مصدرٌ من جوَّد يُجوِّد، ومعنى جاد الشيءَ أي حسّنهُ، فيُقال يُجود، ويُجيد جَودةً فهو جيّدٌ أي حسَنٌ، ويقال أ
تعريف علم التجويد اصطلاحاً: هو العِلم الذي يتناول ويبحث في كيفيّات نطقالحروف ويعتني بنطق الحروف من مخارجها، مع مُراعاة صفاتها، وما يُعرض لحروف اللغة العربيّة من أحكامٍ، وما يتعلّق بها عند الوقف، والابتداء، والوصل، والقطع.
والغايةُ والهدفُ من علم التجويد التوصّل إلى أجود وأحسن مستويات إتقان تلاوة القرآن الكريم، بأدقِ أداءٍ ممكنٍ، مع مراعاة جماليات الحروف الذاتيةِ عند نُطقها، والابتعاد عن اللحن، والخطأ في تلاوة القرآن الكريم.
أنواع أحكام التجويد
أحكام التجويد متنوعةٌ وكثيرةٌ، ومنها ا،ك ومنها أحكام الميم الساكنة، ومنها أحكام الترقيق والتفخيم، وأحكام المدود، والاستعاذة والبسملة، وغير ذلك من الأحكام التفصيلية المُتَفرِّعة عن هذه الأحكام الرئيسيّة.
تجويد وتشعُّب تفاصيلها وتفريعاتها، يُكتفى بذكر أنواع أحكام التجويد إجمالاً لا تفصيلاً، كما يلي:
أحكام الابتداء
- معنى الابتداء عند القُرّاء هو: الشُّروع في تلاوة وقراءة القرآن بعد قطع ا أو التَوقُّف عنها؛ فإذا وقع الابتداء بعد قطع التلاوة فيَجب عندها أن يَبدأ قارئ القرآن بالاستعاذة، ثم بعد الاستعاذة البسملة، وذلك إذا وقع الابتداء في بدايات،ل وأما إذا وَقع الابتداء في مُنتصفها؛ فيُخيَّر القارئ بين الإتيان بالبسملة أو تركها بعد الاستعاذة.
- ولا يُبسمل؛ وذلك لأنه حينها يُعتَبَرُ مُستأنفاً ومُستمرّاً في القراءة، وإنما كان التَوقف ليُريح نَفسه ثم يُكمل التلاوة والقراءة، أمّا إذا كان مُستمرّاً في القراءة حتى وصل إلى نهاية السورة ثمّ رغب بالانتقال إلى السورة التي بعدها فيبدأ حينها بالبسملة دون الاستعاذة.
- وقع الابتداء في التلاوة بعد الوقف مُباشرةً فلا يَستعيذ القارئ
- يُطلب من قارئ القرآن عند الابتداء ما يُطلب منه وقت الوقف، فلا يَكون الابتداء بقراءة السُور والآيات، إلا بكَلامٍ تام المعنى، فلا يجوز للقارئ أن يَبتدئ بالفاعل ويَترُك الفعل، ولا يَبدأ بالوصف تاركاً المَوصوف، ولا يَبدأ باسم الإشارة دون المُشار إليه، وليس له أن يَبدأ بالخبر مُتجاوزاً المبتدأ، ولا بالحال بدون صاحبها، ولا بالمعطوف عليه مع ترك المعطوف، ولا بالبدل خالياً عن المُبدل منه، ولا بالمُضاف مُجرَّداً عن المُضاف إليه، ولا بِخبر كان أو إن أو أخواتهما مع تَرك أحرفها وأسمائها.[٥]
أحكام النون الساكنة والتنوين
- المقصود بأحكام النون الساكنة والتنوين: أن يَنبني حُكمٌ من حالتجويد عند التقاء النون الساكنة أو التنوين مع أحد حروف اللغة العربيّة، والتَنوينُ في حقيقته هو: نُونٌ ساكنةٌ؛ ولذلك جُمِع بين النون الساكنة والتنوين في الحُكم، وللنون الساكنة والتنوين أربعةُ أحكامٍ، هي: الإظهارُ، وحُروفه الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، وهي أول حرفٍ من كل كلمةٍ في قولهم (أخي هاك علماً حازه غير خاسرٍ).
- والإدغام ويُقسم إلى قسمين بِغنَّةٍ، وحروفه مجموعةٌ بكلمة (ينمو)، وبغير غُنَّةٍ، وحروفه اللام والراء، والإقلاب، وله حرفٌ واحدٌ فقط، هو حرف الباء، والإخفاء، وحروفه بقيَّةُ حروف اللغة العربيّة.
أحكام الميم الساكنة أحكامٌ خاصةٌ
فهي ميمٌ واحدةٌ فقط، مُنفردةٌ وليست مكررة، ولها عدة أحكامٍ تَتَعلق بها على النحو الآتي:
الإدغام الشفوي: ويَتحقق الإدغام الشفوي بأن تأتي الميم الساكنة في آخر الكلمة الأولى، وتأتي أول الكلمة التي بعدها ميم متحرّكة، فيُدغمان معاً بحيث يصيران ميماً واحدةً مشدّدةً.
أحكامٌ خاصةٌ، فهي ميمٌ واحدةٌ فقط، مُنفردةٌ وليست مكررة، ولها عدة أحكامٍ تَتَعلق بها على النحو الآتي: ويَتحقق الإدغام الشفوي بأن تأتي الميم الساكنة في آخر الكلمة الأولى، وتأتي أول الكلمة التي بعدها ميم متحرّكة، فيُدغمان معاً بحيث يصيران ميماً واحدةً مشدّدةً.
الإخفاء الشفوي: ويَتحقق الإخفاء الشفوي بأن تأتي الميم الساكنة في آخر الكلمة الأولى، وباءٌ في أول الكلمة التي بعدها، فيكون الحكم التجويدي في هذه الحالة إخفاءً شفويّاً.
الإظهار الشفوي: وهو أن تأتي الميم الساكنة في آخر الكلمة الأولى، ويأتي أول حرف في الكلمة التي بعدها مُباشرةً أحد حروف اللغة العربية ما عدا حرفي الميم والباء، وتَتَحقق أشدّ حالات الإظهار الشفوي إذا وَقع بعد الميم الساكنة حرفا الواو والفاء؛ لقرب مَخرجهما من مخرج الميم الساكنة.
مخارج الحروف
- يُعتبر علمُ مخارج الحروفأحد العلوم المتّصلة بعلم التجويد، بل ويَتفرعُ عن علم التجويد، وهو علمٌ بالغ الأهميّة؛ وذلك لتعلّقه باللفظ، وطريقة النطق الصحيح للحروف التي نزل بها القران الكريم وكذلك لتشعُّب علم مخارج الحروف، وكثرة تفاصيله.
- والمخارج لغةً: جمع مخرج؛ والمخرج هو اسمٌ لمحل ولموضع خروج الحرف،
- ومخارج الحروف اصطلاحاً: هو محل خروج الحرف، والنُطق به، وظُهوره في الألفاظ، وهو المحل الذي ينقطع عنده صوت الحرف، والحروف: جَمع حَرف، والحرف في اللغة هو طرف الشيء.
- وأما الحرف اصطلاحاً: فهو صوتٌ يعتمد على المَخرج المحقق، أو المَخرج المُقَّدر، والمخرج المحقق: هو المَخرج الذي يَعتمد على جزءٍ مُعيّن من الحلق، أو اللسان، أو الشفتين، أمَّا المَخرج المُقدَّر: فهو الهواء في الحَلق، والفَم، وهو المَخرج لحُروف المَدّ الثلاثة.
- ومخارج الحروف سبعة عشر مخرجاً، وهي:
- الجوف ومخرجه واحدٌ، والحَلق وله ثلاثة مَخارج أقصى وأوسط وأدنى، واللسان وله خمسة مَخارج أقصى اللسان وطرفاه وحافّتاه، والشّفتان مخرجهما واحد، وأطراف الثنايا ومخارجها ثلاثة.
- ومخارج الحروف منها مَخارج عامّة، ومنها مخارج خاصة، فمَخارج الحُروف العامة هي التي تَشتمل على أكثر من مخرج، والمخارج الخاصّة وهي المخارج التي تشتمل على مخرجٍ واحدٍ فقط
أحكام المدود
تعريف عام بالمدود
المَدُ لُغةً: هو الْمَطُّ، أو الطولُ والزيادة، والمَدُّ اصطلاحاً: هو إطالة الصوت عند النطق بحرف المَدِّ بسبب الهمز، أو السكون، ويكون مقدار المد إمّا حركتين، أو أربع حَركات، أو ستّ حركات، وذلك حسبَ نوع المد. والحركة: هي تلك الفترة الزمنيّة اللازمة للنُّطق بحرفٍ المَد، سواءً أكان مُتحركاً بفتحةٍ أم ضمةٍ أم كسرة، والحَركة الواحدة هي الفتح أو الضم أو الكسر؛ فحرف الألف امتدادٌ للفتحة، فهو بمثابة فتحتين مُتتاليتين، وحرف الواو امتدادٌ للضَمّة، وحرف الياء امتِدادٌ للكسرة، وتُقدّر الحركتان في المد بحرف ألفٍ، والأربع حركات تُقدّر بمقدار ألِفَين، وأما الستّ حركات فتُقدّر بمقدار ثلاث ألِفات.
أقسام المدود
المدّ قسمان رئيسيّان: المد الطبيعيّ، والمد الفرعي، أما المد الطبيعي فهو أن تأتي الألف المدّية ويأتي ما قبلها مفتوحاً، مثال ذلك: وَالضُّحَى.