تؤدّي المبايض دوراً مهمّاً في الجهاز التناسليّ الأنثويّ إلى جانب كل من قناة فالوب، والرحم، حيث إنّ المبيض المسوؤل عن إنتاج البويضات، ويتناوب كل مبيض على إنتاج بويضة واحدة شهريّاً،لتنتقل هذه البويضة عبر قناة فالوب إلى الرحم، وفي حال حدوث الإخصاب فإن البويضة المخصّبة سيتم زرعها في جدار الرحم، وفي حال عدم الإخصاب تنسلخ بطانة الرحم على شكل دم الدورة الشهرية.
لا يقتصر دور المبيض على إنتاج البويضات، بل يفرز أيضاً مجموعتين مهمّتين من الهرمونات الجنسيّة المهمّة لجسد المرأة، وهما هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، وهرمون الإستروجين مسؤول عن تطوّر الأعضاء والصفات التناسلية الأنثوية أثناء فترة البلوغ عند كل أنثى،أما هرمون البروجسترون فيهيّئ بطانة الرحم لاستقبال البويضة، ويمنع انقباضات الرحم التي يمكنها التأثير في استمرارية الحمل ورفض للبويضة، وأيضاً له دور في تحفيز نمو الأوعية الدمويّة في بطانة الرحم لتغذية الجنين، ويحضّر الثدي لإنتاج الحليب
تكيّس المبايض
يمكن أن يصاب المبيض بمشاكل عديدة، لعلّ أكثرها شيوعاً هو تكوّن أكياس على المبايض، وأكياس المبايض (بالإنجليزيّة: Ovarian Cysts) معظمها تكون مملوءة بسائل يتشكّل على المبيض غالباً لأسباب وظيفية؛ أي تتشكّل خلال الدورة الشهريّة، أو بسبب نمو غير طبيعي للخلايا،[٥] ويمكن أن تتكوّن هذه الأكياس في أي عمر، لكن معظمها يتكوّن في عمر الأنثى الإنجابيّ، وفي الغالب هذه الأكياس خطيرة، وتختفي من تلقاء نفسها بدون تدخّل طبيّ أو جراحيّ إذا ما تعدّى قطرها 5 سم.
أعراض تكيّس المبايض
من الصعب اكتشاف وجود أكياس على المبايض إذا لم تظهر أعراض على المريضة دالّة على احتمالية وجودها، حيث تظهر الأعراض فقط إذا تعرّض الكيس للانفجار، أو إذا كان كبيراً، أو تم قطع التغذية الدموية عن المبايض.من الأعراض التي يمكن أن تظهر على المريضة المصابة بتكيّس المبايض ما يلي:
شعور بالألم في منطقة الحوض، أما عن طبيعة الألم الذي يمكن أن تشعر به المريضة فيكون كشعور بالثقل، وألم خفيف نتيجة وجود كيس كبير على المبيض.
يمكن أن ينفجر الكيس أو يلتوي جذعه نتيجة التعرّض لضربة على منطقة الحوض، أو عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، أو أثناء الجماع، وذلك يؤدي إلى نشوء ألم مفاجئ وحاد في طبيعته في جهة واحدة من منطقة الحوض، وأحياناً إلى انتفاخ في البطن وحدوث نزيف.زيادة الحاجة إلى التبوّل، نتيجة الضغط الذي يسببه الكيس في منطقة الحوض.
شعور بعدم الراحة وألم في منطقة الحوض أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
الإصابة بالإمساك.
عدم انتظام الدورة الشهرية وحدوث تغييرات فيها، كأن يصبح دم الدورة الشهرية غزيراً أو أقلّ من المعتاد.
انتفاخ البطن والشعور بالامتلاء والإحساس بالحرقة في منطقة المريء.
الشعور بالشبع السريع حتى بتناول كميات قليلة من الطعام.
إذا حدث نزيف نتيجة انفجار الكيس؛ فمن الممكن أن تصاب المريضة بانخفاض الضغط، وزيادة عدد دقات القلب.
ويمكن أن يؤدي التواء جذع الكيس إلى زيادة درجة حرارة المريضة.
في حالات قليلة ونادرة يمكن أن يكون كيس المبيض أحد الأعراض المبكرة لنشوء سرطان المبيض.
نسبة حدوث تكيّس المبايض
تقريباً تصاب معظم النساء بأكياس المبايض على الأقل مرّة خلال حياتهنّ، قبل بلوغهن سن اليأس، وحوالي 18% من النساء اللاتي وصلن سنّ اليأس،ولأن هذه الأكياس في معظم الحالات لا تسبب ألماً أو أيّة أعراض أخرى، يتم اكتشافها عن طريق فحص منطقة الحوض لسبب أو لآخر، أما عن نسبة ظهور أعراض لأكياس المبايض فواحدة من كل خمس وعشرين امرأة مصابة بتكيّس المبايض تظهر عليها الأعراض.
أنواع أكياس المبايض
يمكن أن تكون الأكياس التي تنشأ في المبيض أو على سطحه وظيفيّة أو مرضيّة المنشأ، من أهم الأمثلة على الأكياس الوظيفيّة وأكثرها شيوعاً هو الكيس الجريبي (بالإنجليزيّة: Follicular cysts) الذي يتكوّن نتيجة فشل انفجار الجراب الذي يحتوي على البويضة، وبالتالي تحوّله إلى كيس، يختفي الكيس الجريبي خلال بضعة أسابيع أو أشهر، وفي الغالب لا يسبّب أية أعراض للمريضة. ومن الأمثلة الأخرى على الأكياس الوظيفيّة البسيطة هو كيس الجسم الأصفر (بالإنجليزيّة: Corpus leteum cyst) وينشأ هذا الكيس بعد أن تتحرّر البويضة من الجراب، حيث يتحوّل الجراب إلى جسم أصفر، الذي بدوره يتحلّل في حال عدم حدوث حمل، وفي حال عدم تحلّل الجسم الأصفر وتراكم المزيد في السوائل داخل الكيس يتكوّن ما يُسمّى بكيس الجراب الأصفر،وعادة ما يتكوّن كيس الجسم الأصفر على مبيض واحد، ولا يسبّب أية أعراض.