اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    ماهو فضل صيام شهر شعبان؟

    0
    23 Nov 2024
    23 Nov 2024
    0
    0

    صيام التطوع ، صيام شهر شعبان ، أقسام صيام التطوع ، فضل صيام شهر شعبان ، فضل صيام التطوع ع العموم

    0


    صيام التطوع

    من فضل الله -تعالى- على النّاس أن شرع لهم من العبادات ما يقرّبهم منه، ويزيد في أجورهم ودرجاتهم، وجُلّ هذه العبادات المشروعة من جنس ما افترضه عليهم، وهذه العبادات هي المقصودة في قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم، في ما يرويه عن ربه: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه)، ومن العبادات المشروعة للإنسان حتى يتطوّع ويتنفّل لله بها فيزداد أجراً ورفعةً صيام التطوع.




    أقسام صيام التطوع

    إنّ لصيام التطوّع قسمان رئيسان؛ الأوّل منهما ما كان تطوّعاً مطلقاً في أي يومٍ أراد الإنسان أن يتطوّع بصيامه طوال السنّة، باستثناء الأيام التي حرّم الله -تعالى- الصيام فيها، وأفضل صيام التطوع المطلق صيام داوود؛ وهو صيام يوم وإفطار يوم، لِما ورد في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ السلامُ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يوماً)، أمّا القسم الثاني من صيام التطوع فهو ما كان مقيّداً، وهو بعمومه أفضل من الصيام المطلق، وقد يكون مقيداً بحال الإنسان نفسه؛ كتوجيه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الشاب الذي لا يقدر على الزواج إلى الصيام، حيث قال: (يا معشرَ الشبابِ، منِ استَطاع الباءَةَ فلْيتزوَّجْ، فإنه أغضُّ للبصَرِ وأحصَنُ للفَرْجِ، ومَن لم يستَطِعْ فعليه بالصَّومِ، فإنه له وِجاءٌ)، وإمّا أن يكون مقيداً بوقتٍ معينٍ، وهذا الوقت قد يكون أسبوعياً، أو شهرياً، أو سنوياً، وفيما يأتي بيان تفصيل ذلك:


    صيام التطوع المقيّد أسبوعياً؛ كاستحباب صيام يومي الاثنين والخميس، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يتحرّى صيامهما.

    صيام التطوّع المقيّد شهرياً؛ كاستحباب صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، والأفضل أن تكون الثلاثة الوسطى منه، وهي ما تسمى بالأيام البيض.

    صيام التطوع المقيّد سنوياً؛ فهو إمّا أن يكون يوماً بعينه؛ كصيام عرفة، أو عاشوراء، وإمّا أن يكون فترةً يُسنّ الصيام فيها؛ كالصيام في شهر محرّم، أو صيام ستة أيام من شهر شوّال، أو الصيام في شهر شعبان.



    فضل صيام شعبان

    سنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأمته الإكثار من الصيام في شهر شعبان، فقد ورد أنّه صام شعبان كلّه، كما في قول السيدة عائشة رضي الله عنها، في حديثها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لم يكنِ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يصومُ شهراً أكثرَ من شَعبانَ، فإنه كان يصومُ شعبانَ كلَّه)، ووورد في روايةٍ أخرى أنّه كان يصوم شعبان إلّا قليلاً منه، حيث قالت: (لم أرَه صائماً من شهرٍ قطُّ أكثرَ من صيامِه من شعبانَ، كان يصومُ شعبانَ كلَّه، كان يصومُ شعبانَ إلا قليلاً)، فمن فضل صيام شعبان أنّه سنّة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد أخبر الرسول أنّ شعبان شهر تُرفع فيه الأعمال، فقد كان يصوم أكثره حتى ترفع أعماله وهو صائم، وفي ذلك فضلٌ لصيامه عن غيره من الأشهر، فقد قال عندما سُئل عن سبب صيامه الكثير في شعبان: (ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).


    وقال ابن القيّم -رحمه الله- في صيام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من شعبان أنّه لثلاثة أسباب؛ أوّلها أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام، فربما فاته ذلك في بعض الأشهر فعوّضه في شعبان قبل أن يصوم الفرض في رمضان، والثاني أنّه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله -تعالى- كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام، والثالث أنّ في ذلك تعظيماً لشهر رمضان المبارك بالإتيان بسنّة قبله كما يأتي الإنسان بالسنّة قبل الصلاة المفروضة، واعتبر الإمام ابن رجب -رحمه الله- أنّ الإكثار من الصيام في شعبان فيه تعويد للنفس وتمرين لها على صيام رمضان الذي يأتي بعده، فيدخل الإنسان رمضان وهو متمرّن على العبادة، معتاد عليها نشيط فيها، فيلقى بذلك حلاوة الصيام ولذّته.




    فضل صيام التطوع عموماً

    ورد في فضل الصيام عدّة أحاديث عن الرسول، منها:


    اختصّ الله -تعالى- بالصيام لنفسه، وأخبر أنّه يجزي به، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- في ما يرويه عن ربّه: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلّا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ).

    عدّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الصيام وقاية للإنسان من عذاب النار يوم القيامة، حيث قال: (الصيامُ جُنَّةٌ وحِصْنٌ حصينٌ مِنَ النارِ).

    أخبر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة؛ حيث قال: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ).

    خصّ الله -تعالى- الصائمين ببابٍ يدخلون الجنّة منه وحدهم، يسمّى باب الريان كما أخبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (إنَّ في الجنَّةِ بابًا يُقالُ له: الرَّيَّانُ، يَدخُلُ مِنه الصَّائمونَ يومَ القيامَةِ، لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم، يُقالُ: أينَ الصَّائمونَ؟ فيَقومونَ لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم).




    23 Nov 2024