ماخو حكم إفطار المرأه الحامل في شهر رمضان والنتائج المترتبة علي إطار المراة الحامل في رمضان و اسباب إفطار المراة الحامل
إنّ الخوفَ الذي ينتاب الحامل في شهر رمضان خصوصًا على الجنين، من حيث أنّ جسدها لا يقوى على الصوم- يجعلُها كالمريض الذي لا يقوى على الصوم في شهر رمضان، وقد أجاز الدين الإسلاميّ الحنيف إفطار المريض طِبقًا لقوله تعالى: "أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" ، ويقيس أهل الذكر من العلماء والشيوخ الأفاضل حالَ المرأة الحامل على حال المريض، حيث إنّ واجبات الحامل تقتضي المحافظة على صحتها وصحة الجنين من خلال الزاد والدواء، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن حكم إفطار الحامل في رمضان بيانًا وتفصيلًا.
إنّ مسألة إفطار الحامل في رمضان مسألة فقهيّة كغيرها من المسائل تخضع -بحسب علم الفقه- إلى العديد من المعايير التي يستند عليها العلماء في تقديم الفتاوى، ومن هذه المعايير: القرآن الكريم والحديث الشريف والقياس والإجماع و ما ورد عن السلف، ولكنّها مسألة خلافية بين أهل العلم، وقد وردت العديد من الأحكام التي تتعلّق بها وفقَ التالي:
يقول جمهرة من العلماء الأفاضل في حكم إفطار الحامل في رمضان أنّ الأوجب علىها الإفطار و دفع فدية بعد انقضاء الشهر الفضيل أو أثنائه، حيث يجوز لها أن تُفطِرَ؛ لأنّ الحمل يتكرر و رمضان يتكرر لذا لا وقت للقضاء بينهما.
إن الحامل في شهر رمضان في حكم المريض وليست في حكم الشيخ الكبير العاجز الذي لا يستطيع قضاء ما فاته من الصيام، فالحامل تقضي إذا استطاعت ولو تأخّر القضاء بسبب التساهل و التكاسل، و عندها تلتزم القضاء أو إطعام مسكين عن كلّ يومٍ أفطرته خصوصًا إذا جاء رمضان آخر ولم تقضي ما عليها.
إنّ الحامل -حالها حال المريض- إذا شُقّ عليها الصيام أفطرت وقضت بعد ذلك، وإذا لم يشقّ عليها الصيام وكانت لها القدرة الجسدية صامت، وهذا طِبقًا لما جاء في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك الكعبيّ أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إن الله تعالى وضَع عن المسافر الصومَ وشطرَ الصلاة، وعن الحاملِ أو المُرضِع الصومَ أو الصيام"
إنّ من تتأخّر في قضاء ما عليها ويمضي عليها أكثر من عام، فالواجب قضاء ما فاتها والتوبة إلى الله نتيجة التأخير الحاصل، أمّا إذا كان التأخير من غير علّة فعليها إطعام مسكينٍ عن كل يومٍ أفطرته، وتكون الكفّارة من أرز أو تمر أو قمح أو ما يُعادل الصاع و النصف (ما يُعادل الثلاثة كيلوات)، حيث تُجمع الكمية و تُعطى لفقيرٍ واحدٍ لديه أُسرة؛ وذلك تسهيلًا للقضاء بما يتفق مع حكم إفطار الحامل في رمضان.
لقد صحَّ عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها كانت تقضي ماعليها من رمضان في شعبان، فإن تأخّر القضاء حتى دخل رمضان آخر صامتْ رمضان الحاضر، ثمّ تقضي ما عليها ولا فدية عليها إن كان التأخير بعذر، أمّا إن كان التأخير بغير عذر فيلزمها القضاء والفدية، و الفدية لا تُغني عن القضاء.
اتّفق الفقهاء على وجوب القضاء في حق المرأة الحامل إذا أفطرت خوفاً على نفسها، أو كان فطرها خوفاً على نفسها بالإضافة إلى خوفها على حياة جنينها، فتقضي ما فاتها من شهر رمضان، ولا فدية عليها في ذلك؛ قياساً على الذي أفطر لمرض أصابه، فإنه يقضي الأيام التي أفطرها، ولا تجب عليه الفدية، كما واتّفقوا على وجوب القضاء على المرأة الحامل إذا كان سبب فطرها هو الخوف على جنينها فقط، وليس الخوف على نفسها، واختلفوا في حكم الفدية في حقّها كما يأتي:
الحنفية والمالكية:
انتفاء وجوب الفدية على المرأة الحامل إذا كان سبب فطرها في شهر رمضان هو الخوف على ولدها فقط؛ وذلك لأنّ الجنين متصل بجسد المرأة الحامل، كاتصال أحد أعضائها بها، فالخوف على الجنين في حكم الخوف على أحد أعضاء المرأة الحامل، وهو قولٌ عند الشافعية.
الشافعية والحنابلة:
المرأة الحامل إذا أفطرت في شهر رمضان خوفاً على ولدها فقط، وجب عليها القضاء والفدية معاً، فتطعم عن كل يوم أفطرت فيه مسكيناً، ثم تقضي ما فاتها.
انّ صيام المرأة الحامل في الشهور الأخيرة يسبّبُ الكثير من المشاكل والأضرار للأم والجنين، حيث إنّ الامتناع عن تناول الطعام لمدّة تُقارب أربعَ عشرةَ ساعة ينتج عن ذلك نقص الجلوكوز (Glucose) وهو غذاء الجنين الأساسيّ خصوصًا فيما يتعلّق بنموّ الدماغ، علمًا أن مصدر الغذاء الوحيد الذي يتعامل معه دماغ الجنين في مرحلة النمو هو الجلوكوز، و بالتالي فإنّ نقصانه يضر بصحته وقد يؤدّي إلى تأخّرات عقلية ومشاكل في التعلّم تظهر بعد الولادة
انّ نقص الغذاء لفترات طويلة اثناء الصيام يؤدّي إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي لدى الطفل، وأحيانًا الولادة المبكرة بحيث يأتي الجنين بوزن غير طبيعيّ، ويترتّب على ذلك حاجته للرعاية الخاصة "الخداج" ولمدة طويلة ولتكاليف باهظة.
يؤدي صيام الحامل في الشهور الأخيرة إلى نقص المياه والسوائل والإصابة بالجفاف و خطورة التعرّض إلى عدوى في القناة البولية مما يؤثّر سلبًا على الجنين.
زيادة احتمالية إصابة الحامل بالضعف العام أو فقر الدم (الأنيميا).
يُمنع صيام الحامل المصابة بمرض السكري حمايةً لها من نوبات هبوط حادّ في مستويات السكر في الدم، مما يؤثّر على صحتها وعلى الجنين.
خطورة الإصابة ببعض مشاكل الكلى والمسالك البولية.
يُمنع الصيام في حال الحمل بتوأم وفي حالة الحامل التي تعرّضت للإجهاض من قبل.