بطانة الرحميتكوّن الرحم من ثلاث طبقات رئيسية، وهي بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium) وعضل الرحم (بالإنجليزية: Myometrium)، ومصلية الرحم (بالإنجليزية: Serosa)، وفي الحقيقة يمكن القول إنّ مصلية الرحم تُمثّل طبقة رقيقة مكونة من الخلايا الطلائية التي تُغلّف نسيج الرحم، وأمّا طبقة عضل الرحم فإنّها تتكون بشكلٍ أساسيّ من الخلايا العضلية الملساء كما أنّها تُشكّل معظم حجم الرحم، في حين أنّ بطانة الرحم تُمثّل الطبقة الداخلية للرحم وهي أكثر طبقات الرحم نشاطاً وتتأثر بالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية كما أنّها تلعب دوراً أساسياً في تنظيم وظيفة الجهاز التناسلي الأنثوي.
سُمك بطانة الرحم
يُمثل سمك بطانة الرحم مقياساً معتمداً عند الأطباء المختصين في الأمراض والمشاكل النسائية، وذلك لأنّ معرفة سمك بطانة الرحم والمدى الطبيعي له يُمكِّن من التنبؤ بمدى خطورة إصابة المرأة بسرطان بطانة الرحم، واستناداً إلى القيم المأخوذة بعد إجراء الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسيّ، فإنّ القيم الطبيعية لسمك بطانة الرحم تأتي على النحو الآتي:
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث: إذ تشهد هذه المرحلة اختلافاً في سمك بطانة الرحم باختلاف الوقت من الدورة الشهرية، وذلك كما يلي:
يتراوح سمك بطانة الرحم خلال فترة نزول دم الدورة الشهرية ما بين 2-4 ملم.
يتراوح سمك بطانة الرحم خلال أوائل الطور التَّكاثُري أي الفترة ما بين اليوم 6 و14 من الدورة الشهرية ما بين 5-7 ملم.
يبلغ سمك بطانة الرحم خلال أواخر الطور التَّكاثُري والتي تمثل مرحلة ما قبل الإباضة حوالي 11 ملم.
يتراوح سمك بطانة الرحم خلال الطور الإفرازي ما بين 7-16 ملم.
يبلغ سمك بطانة الرحم بعد الخضوع للإجهاض التلقائيّ أو عمليات توسيع وكحت الرحم (بالإنجليزية: Dilatation and curettage) أقل من 5 ملم، وفي حال كان سمك بطانة الرحم أكثر من 5 ملم فإنّ ذلك يدل على وجود بقايا من الحمل في الرحم.
مرحلة ما بعد انقطاع الطمث: في واقع الحال يكون سمك بطانة الرحم خلال هذه المرحلة أقل من 5 ملم، ولكنّه مرتبط بدلالات وظروف أخرى، وذلك على النحو الآتي:
إذا كانت المرأة في هذه المرحلة لا تعاني من نزيف مهبلي فإنّ المدى الطبيعي لسمك بطانة الرحم يتراوح ما بين 8-11 ملم، وفيما يخص خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم فإنّه يبلغ حوالي 0.002% إذا كان سمك بطانة الرحم أقل من 11 ملم، أما في حالة زيادة سمك البطانة بحيث يتجاوز 11 ملم فإنّ خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات يصل إلى ما نسبته 7%.
في حال كانت المرأة تتناول دواء تاموكسيفين (بالإنجليزية: Tamoxifen)، فإنّ المدى الطبيعي لسمك بطانة الرحم يكون أقل من 5 ملم إلا أنّ واقع كثير من الحالات أي بما نسبته 50% من السيدات اللاتي يستخدمن هذا العقار تتجاوز سمك البطانة لديهن 8 ملم.
إذا كانت المرأة في هذه المرحلة تعاني من نزيف مهبلي ولكنّها لا تستخدم دواء تاموكسيفين، فإنّ أعلى قيمة طبيعية لسمك بطانة الرحم يجب أن تكون أقل من 5 ملم، وفي حال كانت المرأة تخضع للعلاج بالهرمونات البديلة فإنّ أعلى قيمة طبيعية لسمك بطانة الرحم تكون 5 ملم، وفيما يخص خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم فإنّه يبلغ حوالي 0.07% في حال كان سمك بطانة الرحم أقل من 5 ملم، أمّا في حالة زيادة سمك البطانة بحيث يتجاوز 5 ملم فإنّ خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات يصل إلى ما نسبته 7%.
فرط تنسج بطانة الرحم
يمكن تعريف حالة فرط تنسج بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial hyperplasia) على أنّها حالة صحية تتمثل بتكاثر الخلايا المُكوّنة لبطانة الرحم بشكلٍ غير طبيعيّ، وهذا بحد ذاته يُظهر زيادة في سمك الرحم، ويمكن أن تُصيب هذه الحالة النساء في أيّ مرحلة من العمر، وتحدث نتيجة ارتفاع هرمون الإستروجين مع وجود كميات غير كافية من الهرمونات المشابهة للبروجستيرون التي تكمن وظيفتها في الحد من تأثير الإستروجين الزائد عن الحاجة، وغالباً ما تكون هذه الاضطرابات الهرمونية ناتجة عن المعاناة من بعض الظروف الصحية مثل أورام الخلايا المحببة (بالإنجليزية: Granulosa cell tumour)، أو متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، أو السمنة، أو في حال العلاج باستخدام هرمونات الإستروجين البديلة (بالإنجليزية: Estrogen Replacement Therapy)، ومن الجدير ذكره أنّ الإصابة بفرط تنسج بطانة الرحم تزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
أعراض فرط تنسج بطانة الرحم
تظهر هذه الحالة على هيئة نزيف مهبلي، وهناك أيضاً مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تدل على الإصابة بهذه الحالة وتتطلب مراجعة الطبيب، ومن أبرزها:
حدوث النزيف في فترة ما بعد سن اليأس.
قُصر المدة الفاصلة بين كل دورةٍ والتي تليها.
غزارة الطمث (بالإنجليزية: Menorrhagia) وزيادة طول مدته.
تقلبات في المزاج.
ظهور حب الشباب.
جفاف المهبل.
الشعور بالتعب والإعياء العام.
الشعور بهبات ساخنة.
فرط نمو شعر الجسم.
الشعور بالألم أثناء الجماع.
غياب عملية الإباضة، بحيث تكون الدورات الشهرية بلا إباضة.
تسارع في نبضات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia).
غياب الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Amenorrhea).
عوامل خطر فرط تنسج بطانة الرحم
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بفرط تنسج بطانة الرحم، نذكر منها ما يأتي
وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرحم، أو القولون، أو المبيض.
الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
الإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
السُّمنة.
الإصابة بمتلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic syndrome).
الإصابة بمشكلة مقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance).
عدم انتظام دورات الحيض.
عدم الحمل طوال فترة حياتهن.
حدوث أول دورة شهرية في سن مبكرة.
تقدم النساء في العمر، وخاصةً بعد تجاوز المرأة 35 عاماً أو بعد بلوغ المرأة سن اليأس.
الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
استخدام الأدوية التي تتكون في تركيبتها من مستويات مرتفعة من هرمون الإستروجين، أو المواد الكيميائية التي تتشابه في مبدأ عملها مع الإستروجين لفترة طويل من الزمن.
التدخين.