وقعت غزوة حنين في العاشر من شوّال في العام الثامن من الهجرة، وقد كانت بين المسلمين وقبيلتيّ هوازن وثقيف في وادي يدعى حنين، وهو وادي يقع بين مكّة والطائف، وقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم قائداً للمسلمين، ومالك بن عوف النصريّ من قبيلة هوازن قائداً للمشركين.
أسباب غزوة حنين
سيّر مالك بن عوف النصريّ جيشه حتّى اقترب من مكّة، وقد وصلت عندها الأخبار للمسلمين؛ فأعدّوا جيشاً كبيراً يضمّ العديد ممن أسلموا بعد فتح مكّة، وقد أُعجب المسلمون بكثرتهم جيشهم وعتادهن حتّى وصل بعضهم إلى حدّ الغرور وقالوا أنّهم لن يغلبون اليوم من قلّة.
أحداث غزوة حنين
كمِنت هوازن في الوادي واستقرّت فيه إلى ما قبل طلوع الفجر لمفاجأة المسلمين ومواجهتهم على حين غفلة، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلم قد ركب بغلته البيضاء مستعداً لقتال المشركين، وانحدر المسلمين تجاه وادي حنين، فخرجت هوازن وثقيف من مخابئها وحاصروا المسلمين، وبدؤوا برمي سهامهم ورشقهم بالحجارة من جميع الجهات، فانسحب المسلمون عن رسول الله ولم يبقَ معه إلّا القليل من المهاجرين والأنصار وأهل بيته وعشرة أشخاص أو تسعة من بني هاشم، منهم عليّ بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب.
عندما فرّ المسلمون وظهرت علامات الهزيمة، بدأ الرسول صلّى الله عليه وسلم بمناداة المسلمين وبثّ روح الجهاد فيهم من جديد بعد أن أصابهم الخوف والذعر؛ فاجتمعوا مجدداً وهجموا هجمة واحدة على المشكرين، وقتل علي بن أبي طالب عليه السلام صاحبة راية هوازن، وبعد ذلك كانت الهزيمة للمشركين، وقد أيّد الله سبحانه جنود المسلمين بجنودٍ من الملائكة وكتب النصر لهم.
نتائج غزوة حنين
قتل عدد كبير من هوازن من بينهم دريد بن الصمة، أمّا من المسلمين فقد استشهد أربعةً منهم، هم: أيمن بن عبيد من بني هاشم، ويزيد بن زمعة بن الأسود من بني أسد، وسراقة بن الحارث بن عدي من الأنصار، وأبو عامر الأشعريّ من الأشعريين.
سبى المسلمون عدد كبير من المشركين، وبلغت عدّتهم ألف فارس، وغنائمهم اثني عشر ألف ناقة، وقد أمر الرسول صلّى الله عليه وسلم بحبسها في الجعرانة، ثمّ توجّه إلى الطائف، وعندما رجع من غزوة الطائف نزل بالجعرانة، فأتته وفود من هوازن وقد اعتنقوا وأبناءهم ونساءهم الإسلام جميعاً.
الدروس المستفادة من غزوة حنين
تنبيه الله سبحانه لعباده المؤمنين بالابتعاد عن الغرور بكثرة عددهم في المعارك، وأنّ المعول عليه هو اللجوء إلى الله والاستنصار به.
عدم التعلّق بمتاع الدنيا من غنائم الحروب والانصراف عن حماية النفس من عدوّها؛ فعلى قدر الحرص والاعتزاز بالقوّة والدين والأخلاق يكون نصرها.