صلوات النوافل المتعلّقة بوقت، ومثالها:صلاة الضحى، وصلاة العيدين، والسّنن الرواتب، وصلاة التهجّد والقيام، ومنه صلاة التراويح، وإحياء العشر الأواخر من شهر رمضان.
النوافل المطلقة: وهي الصلوات التي لا تتعلّق بسببٍ أو وقتٍ معين، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّ صلاة النافلة تكون مثنى مثنى.
فوائد صلاة النافلة
ذكر العلماء أنّ لصلاة النافلة فوائد كثيرة جداً، منها:
إنّ في أدائها قُرب من الله عزّ وجلّ، وذاك القرب من شأنه أنْ يُوصل العبد لنيل محبة مولاه سبحانه، وهذا غاية مُنى العبد، وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يقولُ اللهُ تعالى: من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربةِ، وما تقرّب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه، ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه).
المداومة على النوافل سبب لكسب مرافقة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة، ففي الحديث عن ربيعة الأسلمي أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: (سلْ؛ فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنّة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ).
لصلاة النافلة نصيب من جملة ما للصلاة من أثر حسنٍ ونفعٍ، مثل: سعة الرزق، وتفريج الكُربات، وتنفيس الهموم، ومغفرة الذنوب، لذا فقد أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- بالاستكثار منها؛ فقال: (الصلاةُ خيرٌ موضوعٍ، فمَنِ استطاعَ أنْ يَسْتكْثِرَ فلْيستكْثِرْ).
صلاة الشروق
إنّ بيان المفهوم الشرعيّ لصلاة الشّروق يعطي تصوّراً في ذهن المسلم عن وقتها وطبيعتها، وقد بيّن العلماء ذلك، وفصّلوا في أحكامها وعلاقتها بصلاة الضحى، وبيان ذلك فيما يأتي:
المفهوم الشرعي لصلاة الشروق: هي صلاة من صلوات النوافل، يصلّيها المسلم حين ارتفاع الشمس في السماء قدر رمح، وأقلّ عدد ركعاتها ركعتان، وأكثرها ثمان ركعات، وعند بعض العلماء انثتا عشرة ركعة.
تسمّى صلاة الشروق بصلاة الضحى أيضاً، لكنّ بعض أهل العلم حدّدوا الفارق بين التسميتين؛ فقالوا: إذا صلّاها المسلم بعد شروق الشمس سُمّيت بصلاة الشروق، أمّا إذا صلّاها بعد ذلك سميت صلاة الضحى.
يقرأ المسلم فيها بعد كلّ ركعة بسورة الفاتحة، وما تيسّر من القرآنالكريم، حيث إنّه لم يرد بشأن القرآءة فيها سور أو آيات مخصوصة.
جاء في فضل صلاة الشّروق أجراً عظيماً، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من صلى الفجرَ في جماعةٍ ثم قعدَ يذكُرُ اللهَ حتى تطلُعُ
الشمسُ ثم صلى ركعتين كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ).
خصّ بعض أهل العلم الفضل الوارد في الحديث السابق بمنْ صلّى صلاة الفجر مع جماعة المسلمين في المسجد.
الأولى للمسلم أنْ يظلّ في مجلسه بعد انقضاء صلاة الفجر محافظاً على الذكر؛ لأجل تحصيل الثواب المترتّب على صلاة الشروق، التي هي أول وقت صلاة الضحى، ولكنّ بعض أهل العلم ذهبوا إلى تحقّق الأجر الوارد في الحديث لمن انصرف إلى بيته شريطة أنْ يبقى محافظاً على الذكر.
إذا احتاج المسلم إلى قضاء حاجته -مثلاً- أثناء انتظاره لوقت صلاة الشروق، فإنّه يرجو تحصيل أجر الحجّة والعمرة كما بيّن النبي عليه الصلاة والسلام، إذ إنّ بعض العلماء قاسوا ذلك على المسافر والمريض الذي يحصل له أجر ما كان يعمل من الصالحات بحال إقامته وعافية بدنه، وفي هذا قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مرضَ العبدُ، أو سافرَ كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ مُقيماً صحيحاً).
لا يترتّب إثم على ترك صلاة الشروق، ولا يجب عليه قضاؤها؛ لأنّها من عموم الصلوات المسنونة التي شرعها الإسلام، لا على وجه الوجوب، وينبغي للمسلم الالتزام بها، ولكنّ المفرّط فيها قد فاته ثواب عظيم، وأخرج نفسه من المنافسة في القربات والطاعات.