هي مجموعة حملات حربية شنَّها مسيحيي أوروبا على مسلمي شرق وجنوب البحر المتوسط على مدى قرنين من الزمان، وقد تمَّ تسميتها بهذا الاسم لأنَّها اتَّخذت من الصليب شعارًا لها وقامت تحت راية تخليص يسوع المسيح وقد انبثقت هذه الشعارات من استغاثة مسيحيين الشرق والتي اتّخذها الأوروبيون كساتر و شرارة لبدء هذه الحروب التي كان هدفها الأساسي هو السيطرة على المقدَّسات المسيحية في الشرق، وقد كانت الحروب الصليبية من أضخم الحملات في التّاريخ من حيث المساحات الجغرافية التي شملتها وأعداد البشر الذين شاركوا بها .
دوافع الحروب الصليبية
الدافع الدّيني: وهو أهم دوافع الحروب الصليبية فقد عمدَت الكنيسة البابوية في ذلك الوقت إلى اعتبار الدِّين الإسلامي أشدُّ الأخطار المحيطة بها وكانت تجيِّش النّاس وتشجعهم على محاربته وطمسه. كما كانت تهدُف هذه الحملات إلى استعادة جميع المقدَّسات المسيحية الموجودة في الشّرق والسيطرة عليها.
الدافع الاقتصادي: في أواخر القرن الحادي عشر تعرضت أوروبا لسقطات عصفت باقتصادها وجعلتها عرضةً للفقر فقد عانى مُعظمُ سكّانها من تردّي الأحوال حتى أصبح أملهم في الخلاص هو هذه الحروب وما قد تجني من ثمار.
الدافع الاجتماعي: ساهمت الأحوال المعيشية في تقسيم طبقات المجتمع الأوروبي إلى ثلاثة طبقات؛ طبقة رجال الدِّين الذين رأوا في هذه الحروب وسيلة للقضاء على الدِّين المنافس وبسط نفوذهم وسيطرتهم على المجتمع أمّا الطبقة الثانية فهي طبقة النبلاء الذين سعوا إلى زيادة أراضيهم وأملاكهم وطبقة العبيد الذين شاركوا في هذه الحروب رغبةً في حياة أفضل وسبيلًا في التخلُّص من العبودية والذلّ.
الدَّافع السياسي: كان الصِّراع ومازال دائمًا بين الشَّرق والغرب ولكن الحملات الصليبية استغلَّت الضعف السياسي الذي كان يمرُّ بالشرق وقتها وانتصارهم على المسلمين في الأندلس للعمل على إسقاطهم سياسيًا وتحقيق أهداف استراتيجية لليهود في الشرق الأوسط.