السّلاحف هي إحدى أنواع الزواحف من ذوات الدم البارد، جسمها محميّ بدرقة صلبة، ولها عدّة أنواع: فمنها من يعيش على اليابسة وتكون له أرجلٌ مُخصَّصة للمشي، ومنها ما يعيش في البحيرات العذبة أو البحار المالحة، والتي طوَّرت لذاتها زعانف للسِّباحة عوضاً عن السِّيقان. تتنفَّس جميع أنواع السلاحف الهواء من خلال رئتيها، ولذا حتّى عندما تقضي أوقاتاً طويلة من حياتها في المياه، ستكون بحاجةٍ للخروج منه كل فترةٍ للتنفُّس مرَّة أخرى.
خصائص السلاحف
تشترك السّلاحف في الخصائص نفسها الّتي تتميّز بها مجموعة الزّواحف، ومن بينها:
تتنفّس برئتين (بما في ذلك السلاحف المائية، التي تصعد مراراً إلى السَّطح لتُعيد ملء رئتيها).
تتكيّف حرارة جسمها مع الوسط الخارجي، فهي من ذوات الدم البارد، ولا تستطيع تعديل حرارة جسمها داخلياً.
تضع بيضها في مكان جافٍّ خارج الماء، ولا تحضنه أو ترعاه في مُعظم الأحوال.
لها قلبٌ مؤلَّف من أذَيْنَين اثنين وبطين واحد، وينقسم البطين إلى ثلاث حجرات داخليَّة مفصولةٍ بأغشية رقيقة، كما توجد في قلب السُّلحفاة حجرة رابعة تُسمَّى التجويف الوريديّ (بالإنجليزية: Sinus venosus.
لها جلد مُدرَّعٌ بحراشف قرنيّة.
لها هيكلٌ عظميّ.
أكبر السلاحف في العالم
تعيش أكبر السّلاحف في العالم على جزر الغالاباغوس الواقعة في المحيط الهادي، على مسافة 900 كيلومترٍ قبالة سواحل دولة الإكوادور في أمريكا الجنوبيَّة، والتي يُمكن لبعضها أن يصل طوله إلى مترٍ ونصف. من المُحتمل أن يتجاوز وزن ذكور سلحفاة الغالاباغوس 230 كيلوجراماً، أما الإناث فقد يتعدى وزنها 115 كيلوجراماً. تمتاز هذه السَّلاحف بسيقانٍ ثخينة ضخمة لحمل وزنها الهائل، لكنَّها مع ذلك تقضي أوقاتاً طويلة من يومها في الجُلوس والرَّاحة.
تعيش هذه السَّلاحف لمُدَّة طويلة جداً إلى حدِّ أنَّه من المُحتمل رُغم أنَّ ذلك مستبعد ولكنه مُمكن أن تكون بعضُ هذه السلاحف العملاقة الموجودة الآن على قيد الحياة قد قابلت في شبابها عالم الأحياء دارون أثناء زيارته للجُزر عام 1835، وهي الزيارة التي أوحت له بنظريَّة التطور للمرَّة الأولى. تعتبر سلحفاة الغالاباغوس أكثر أنواع مجموعة الفقاريَّات تعميراً (وهذه المجموعة كبيرةٌ جداً، فهي تشملُ جميع أنواع الأسماك والطيور والزواحف والضفادع ماعدا عن الثدييات بما فيهمالإنسان)، حيث إنَّ وسطيَّ عُمر هذه السلاحف قد يتعدَّى 100 عام، وأطول عُمرٍ مُسجَّلٍ لواحدةٍ منها حتى الآن هو 152 عاماً. تتفاوت سلاحف الغالاباغوس بدرجةٍ كبيرةٍ فيما بينها، فثمَّة حالياً 14 سلالةً قد حدَّدها العُلماء منها، لكلِّ واحدة منها مظهرٌ مُتميَّز وخصائص مختلفة من حيث الحجم والشكل والتشريح، وتعيش كل واحدةٍ من هذه السلالات على إحدى جُزر الغالاباغوس الضَّخمة الرَّئيسة.