ليلة القدر هي ليلةٌ عظيمة ومباركة من ليالي شهر رمضان، حيث يؤمنُ المسلمون بأنّ أول الآيات القرآنيّة أنزلت على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- فيها، وتصادفُ هذه الليلة في الأيّام العشر الأواخر من رمضان، وقد سمّيت بهذا الاسم؛ لأنّ الله تعالى يقدّر فيها ما يكون في تلك السنة، ويكتب ما سيجري فيها في ذلك العام، وهذا من حكمة الله -عزّ وجل-.
قوّة النور والإضاءة في تلك الليلة المباركة، وهذه العلامة لا يشعرُ بها إلا مَن كان في البرّ بعيداً عن الأنوار والأضواء.
الرياح تكون ساكنة وهادئة لا يأتي فيها قواصفُ ولا عواصف بل يكون الجوُّ لطيفاً.
الطمأنينة والراحة، أي انشراح الصدر وطمأنينة القلب التي يجدُها المؤمن أكثرَ من ممّا يجده في بقية الليالي.
يشعرُ المؤمن الذي أحبه الله تعالى بهذه الليلة العظيمة من خلال القشعريرة والرعشة في جسده، وتدمع عيناه من خشية الله ومخافته، ويلين قلبه ولسانه.
أنه قد يُري الله سبحانه وتعالى الإنسان الليلة في المنام، ويشعر المسلم بريح طيبة.
أن يجدَ الشخص في القيام لذّةً واستمتاعاً أكثرَ من غيرها من الليالي.
أن الشمس تطلع في صبيحتها صافيةً، ليس لها شعاعٌ كعادتها في بقيّة الأيام، ويدلّ لذلك حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنّه قال: أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- (أنّها تطلع يومئذٍ لا شعاعَ لها) رواه مسلم.
كما أنّ ظهور علامات لليلة القدر تكونُ بوضوح بعد صلاة العشاء والتراويح.
فضل ليلة القدر
أنْزِلَ فيها القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القدر) [القدر، الآية: 1]
وصْفُ القرآن الكريم لها بأنّها مباركة، حيثُ قال تعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة مباركة) [الدخان، الآية: 3]
يكتبُ الله سبحانه وتعالى الآجال والأرزاق خلالَ العام.
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي عظيمٌ ومُضاعَف، (ليلة القدر خير من ألف شهر) [القدر، الآية: 3]
تنزلُ الملائكة فيها إلى الأرض بالبركة والخير والمغفرة والرحمة.
ليلة خالية من الشرّ والأذى، وتكثر فيها أعمال الخير والطاعة والبرّ، وتكثرُ فيها السلامة من العذاب، وتُحبَس فيها الشياطين، فهي ليلة سلام حتّى مطلع الفجر.
فيها غفرانٌ للمعاصي والذنوب لمَن قامَها، واحتسب في ذلك أجرَه عند الله -عزّ وجل-، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) متّفقٌ عليه.