هو الصحابيّ الجليل عبد الله بن الزبير بن العوّام بن خويلد الأسدي بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة، يكنّى بأبي خُبيب، أو أبي بكر، أمّه هي: أسماء بنت أبي بكر الصّديق، وخالته السيّدة عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، وُلد عبد الله بن الزّبير في السنة الأولى للهجرة، وهو أوّل مولود في الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، حيث كانت أمّه أسماء -رضي الله عنها- قد حملت به وهي في مكّة، ثمّ وضعته بعد أن وصلت قباء في المدينة المنوّرة، ولقد أخذت أسماء ابنها عبد الله إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ليحنّكه بالتمر، وورد في ذلك: (فأخذه رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- منها فوضعه في حِجرِه، ثمّ دعا بتمرةٍ، قال: قالت عائشةُ فمكثْنا ساعةً نلتمِسُها قبل أن نجدَها، فمضغَها، ثمّ بصقَها في فيه، فإنَّ أولَ شيءٍ دخل بطنَه لَرِيقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).
أولاد عبدالله بن الزبير
أولاد عبد الله بن الزّبير -رضي الله عنه-كانوا أربعة عشر من الذكور، وخمس بنات، وهم: خبُيب، وحمزة، وعباد، وثابت، وهاشم، وقيس، وعروة، والزبير، وعامر، وموسى، وأمّ حكيم، وفاطمة، وفاختة، وأبو بكر، وبكر، ورقيّة، وبكراً آخر، وعبد الله، وكانت أمّه جارية.
لقب عبد الله بن الزبير
حمل عبد الله بن الزبير لقباً كان جديراً به؛ وهو: حمامة المسجد، وقد أسمته أمّه أسماء وبعض الصّحابة بهذا اللقب؛ لكثرة عبادته؛ فكان مصلّياً في الليل، وصائماً في النهار، وفي موقفٍ آخر حاز فيه عبد الله انفراداً عن غيره من الصحابة، حيث روى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد احتجم، فأخذ الدم المسفوح، وأعطاه لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وأمره أن يريقه في مكانٍ لا يراه فيه أحد، فذهب عبد الله، وعندما عاد قال للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (جعَلتُه في أخفى مكانٍ علِمتُ أنه يَخفى عنِ الناسِ، قال: لعلَّكَ شرِبتَه، قال: نعَم، قال: ولِمَ شرِبتَ الدمَ ويلٌ للناسِ مِنكَ، وويلٌ لكَ منَ الناسِ)، فكان عبد الله بن الزبير مَن شرب دم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ رغبةً أن تصيبه بركة دمه.
مقتل عبد الله بن الزبير
قتل الحجّاج عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، يوم الثلاثاء، وصلبه في مكة، يوم السابع عشر من جمادى الأولى، سنة ثلاثٍ وسبعين للهجرة، وقد بقي صاحب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مصلوباً ثلاثة أيامٍ، حتى ذهب ابنه عُروة بن الزبير إلى عبدالملك بن مروان طالباً منه أن ينزل والده، فوافق على ذلك، وقُتل معه يومها مئتان وأربعون رجلاً، سال دم بعضهم إلى داخل الكعبة، وقال فيه نافع بعد وفاته: (سمع ابن عمر التكبير فيما بين المسجد إلى الحجون -مكان بمكّة- حين قُتل ابن الزبير، فقال: لمن كبّر حين وُلد أكثر وخير ممّن كبّر لقتله)؛ وذلك دلالة على ظُلم مَن قتلوه.