اجتهد العلماء حول فضل سوره يس
- ينقل الإمام ابن كثير في تفسير القرآن العظيم عن بعض أهل العلم قولهم: "إنَّ مِن خصائص هذه السورة أنها لا تُقرَأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى" انتهى. وما سبق اجتهاد من علماء الفقه ليس مقروناً بدليل واضح وقاطع من القرآن الكريم أو السنة أو حتى أقوال الصحابة والتابعين، وهذا الاجتهاد وغيره يُنسب إلى قائله، ولا يجوز نسبته إلى الله ورسوله قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف)
- يبقى لنا أن نقول في نهاية المطاف: إنّ القرآن كله خير، ومن يلجأ إلى الله لا يخيّبه سواء قرأ سورة بعينها أم غيرها، وبعض الحالات التي يقرأُ فيها المكروب سورة يس ويذهب همّه وتُفرّج كُربته، إنّما يحصل ذلك لِسعة رحمة الله وقُربه من عبده، ولصدق لجوء العبد وافتقاره إلى الله تعالى، وبالإمكان إن ضاق الحال بالمسلم أن يُكثر من الاستغفار، والدعاء، والصلاة، والصبر فإنّ الله مع الصابرين.
- ايضا سورة يس من السور المكية، ويصل عدد آياتها الكريمة إلى ثلاث وثمانين آية، تبدأ بقوله تعالى: (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) وتنتهي بقوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ونزلت يس بعد سورة الجن، وتأخذ سورة يس الترتيب السادس والثلاثين بين السور في المصحف الشريف، وتتناول السورة عِدّة مواضيع منها التوحيد والبعث والنشور، وتبدأ يس بحروف مُقطّعة إعجازيّة لا يعلم معناها إلا الله كما في فواتح سور كثيرة في القرآن الكريم.
أحاديث فضل سوره يس
إنّ هناك العديد من الأحاديث حول فضل سورة يس، لكنّ الفقهاء والعلماء أكّدوا أنّ أكثر تلك الأحاديث إمّا موضوعة أو ضعيفة، وأنه لم ترِد في القرآن الكريم أو حتى في السنة النبوية والأحاديث المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة أو التابعين أي بيّنة بخصوص فضائل سورة يس، وفيما يلي الأحاديث التي يقتضي التنبيه إلى ضعف صحّة ورودها عن النبي محمد عليه السلام.