على مر العصور ألقى أصحاب الفلسفات القديمة وعلم النفس الضوء على عمليّة النمو ومراحل تكوينها وتطوّرها، فذكرت الكتب القديمة اهتمام الفلاسفة المصريين بوضع تصوّر بسيط لحياة الجنين في بطن أمه، والتطوّرات النمائيّة التي تطرأ عليه منذ الإخصاب
النمو على مر العصور ألقى أصحاب الفلسفات القديمة وعلم النفس الضوء على عمليّة النمو ومراحل تكوينها وتطوّرها، فذكرت الكتب القديمة اهتمام الفلاسفة المصريين بوضع تصوّر بسيط لحياة الجنين في بطن أمه، والتطوّرات النمائيّة التي تطرأ عليه منذ الإخصاب وحتى الولادة، بالإضافة إلى اهتمام كلٍّ من الحضارتين اليونانيّة والإغريقية بذلك، فتحدث أفلاطون عن التكاثر الإنسانيّ وأُسس ومبادئ النمو التي يمرّ بها الطفل في مختلف مراحله العمريّة، وذكر أرسطو ضرورة تقديم الرعاية والاهتمام بالعمليّة النمائيّة للطفل، وتأكيد الدور المهم للأسرة في عمليّة التنشئة الاجتماعيّة.
يدرس علم نفس النمو المراحل النمائيّة المختلفة التي يمرّ بها الإنسان منذ بداية تكوُّنه كبويضة مخصبة وحتى انتهاء حياته، فهو الدراسة العلميّة التي تحدد المعايير والأسس التي تقوم عليها عمليّة النمو في كل مرحلة من المراحل العمريّة، وبالتالي فهم الخصائص النمائيّة التي تتميز بها كل مرحلة عن الأخرى، وطرق استخدام المقاييس العلميّة لتحليل هذه الخصائص، فبرزت أهمية علم نفس النمو في الجوانب الآتية:
إن الهدف الثالث للتطبيقات العلمية لعلم نفس النمو هو محاولة التحكّم بالسلوك وضبطه من خلال إجراء التدخلات المناسبة أثناء حدوث التغيرات السلوكيّة، والسعي إلى توجيهها بشكل سليم. وتقوم جميع هذه الأهداف بالتفاعل بينها، فإنّ وصف السلوك وفهمه وفهم أسبابه يتيح إمكانية إجراء التدخلات اللازمة والبنّاءة.