اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    ما هو عدد السور المكية والمدنية؟

    0
    8 Jul 2024
    8 Jul 2024
    0

    القرآن الكريم

    يُعرّف القرآن الكريم اصطلاحاً على أنه الكتاب المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمكتوب في المصاحف، والمنقول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتواتر من غير شبهة، ولا بُد من الإشارة أن للقرآن الكريم 55 اسماً، منها: الكتاب، والفرقان، والنور، والهدى، والرحمة، والموعظة، والحكمة، والمبين، والذكر.


    اصطلاحات العلماء في المكي والمدني

    اختلف العلماء في المراد بالمدني والمكي ، حيث اعتمدوا على ثلاثة اصطلاحات مختلفة في تحديد المكي والمدني من السور، ويمكن بيان الأقوال الثلاثة فيما يلي:

    القول الأول: اعتمد القسم الأول على اصطلاح المكان في تحديد المكي والمدني، حيث أطلقوا اسم المكي على ما نزل في مكة أو أحد ضواحيها؛ كعرفات، أو الحديبية، أو منى، حتى وإن كان نزوله بعد الهجرة، وأطلقوا اسم المدني على ما نزل في المدينة المنورة أو أحد ضواحيها؛ كبدر وأحد، وتجدر الإشارة إلى صعوبة تطبيق الخصائص المرتبطة بتطور الدعوة في ظل هذا التقسيم، لا سيّما أن الآيات المكية التي نزلت قبل الهجرة تختلف في موضوعها وأسلوبها عن الآيات المكية التي نزلت بعدالهجرة ، ولذلك يصعب دمجها في إطار نسق واحد موضوعي وأسلوبي.

    القول الثاني: اعتمد الفريق الثاني من العلماء على اصطلاح الزمن في تحديد المكي والمدني من السور، حيث أطلقوا اسم المكي على ما نزل قبل الهجرة، وإن كان نزولها في المدينة، وأطلقوا اسم المدني على السور التي نزلت بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وإن كان نزولها في مكة المكرمة، ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم هو الأشهر، ومن الأمثلة عليه قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، فعلى الرغم من أن هذه الآية نزلت الكريمة في عرفة يوم حجة الوداع، إلا أنها تُصنّف من السور المدنية؛ لأن نزولها بعد الهجرة، وتجدر الإشارة إلى يُسر تطبيق الخصائص الزمانية المتعلقة بالمكي والمدني من السور في ظل هذا التقسيم.

    القول الثالث: اعتمد الفريق الثالث من العلماء على اصطلاح المخاطَب في الآيات لتحديد المكي والمدني، حيث أطلقوا اسم المكي على التي خاطبت أهل مكة، وغالباً ما يبدأ الخطاب بقول الله تعالى: (يا أيها الناس)، إذ إن أغلب أهل مكة كانوا من الكفاراً، وأطلقوا اسم المدني على الآيات التي خاطبت أهل المدينة المنورة، وغالباً ما يبدأ الخطاب بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا)، لأن أغلب أهل المدينة المنورة كانوا من المؤمنين.

    نُقل عن ميمون بن مهران -رحمه الله- أنه قال: (ما كان في القرآن يا أيها الناس أو يا بني آدم فإنه مكي، وما كان يا أيها الذين آمنوا فإنه مدني).

    وفي الحقيقة أن كانوا يتابعون نزول الوحي، ويعرفون تاريخ نزول كل آية، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت. ولو أعلم أن أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه)، ولذلك فإن السبيل الوحيد إلى معرفة المكي والمدني هم الصحابة رضي الله عنهم.


    عدد السور المكية والمدنية

    تُقسّم سور القرآن الكريم من حيث المكي والمدني إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول هو السور التي أجمع العلماء على أنها مدنية، ويبلغ عددها عشرون سورة.

    القسم الثاني هو السور التي اختلف العلماء في تصنيفها؛ فمنهم من صنّفها ضمن السور المكية، ومنهم من صنّفها ضمن السور المدنية، ويبلغ عددها اثنتي عشرة سورة.

    القسم الثالث هو السور التي أجمع العلماء على أنها مكية، ويبلغ عددها اثنين وثمانين سورة.


    فوائد معرفة السور المكية والمدنية

    هناك العديد من الفوائد المكتسبة من معرفة المكي والمدني من السور، ويمكن بيان بعض هذه الفوائد فيما يأتي:


    فهم المنهج الصحيح للدعوة:

     حيث إن دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرت بمرحلتين، وهما المرحلة المكية والمرحلة المدنية، وكان لكل مرحلة منها فقهها الخاص في الدعوة الى الله، وبما أن الأمّة مأمورة بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا بُد من معرفة هدي النبي في استعمال القرآن الكريم، لا سيّما أن القرآن الكريم كان ينزل معالجاً للواقع.


    معرفة الناسخ والمنسوخ:

     فإن معرفة المكي والمدني من سور القرآن الكريم وسيلة لمعرفة الناسخ والمنسوخ، ففي حال ورود حكم شرعي في الآيات المكية فيه تعارض مع حكم ورد في الآيات المدنية، يُحكم بنسخه إذا استحال الجمع بينهما.


    فهم التدرج في التشريع: 

    فمن خلال معرفة المكي والمدني، يتم تحديد الأوقات التي نزلت فيها الأحكام الشرعية، لتتجلّى حكمة الله -تعالى- في التدرج في تشريع هذه الأحكام، فأول ما فُرض على الناس في مكة هو توحيد الله تعالى، ثم الصلاة، ثم الصوم، ثم الزكاة، ثم الحج، وكذلك أيضاً تتجلى حكمته -عز وجل- في تحريم بعض العادات المنتشرة في ذلك الوقت، كالتدرج في تحريم الخمر، وزواج المحارم، وغيرها من العادات السيئة.


    8 Jul 2024