جاء في السنة النبوية الترغيب في صيام شهر الله المحرم، ففي الحديث الشريف: (أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم).واستنتج من هذا الحديث فضل صيام جميع أيام شهر المحرم إلا أنه ثبت عن النبي الكريم أنه لم يصم شهراً كاملاً غير شهر رمضان المبارك، كما كان من سنته الإكثار من صيام النافلة في شهر شعبان، ولعله ترك صيام شهر المحرم بسبب أنه لم يوح إليه شيء من فضائل هذا الشهر إلا في آخر حياته عليه الصلاة والسلام، وقد جاء في السنة النبوية كذلك استحباب صيام اليوم العاشر من شهر المحرم، حيث حرص النبي الكريم على تحري صيامه لما فيه من الفضل والأجر، كما حث المسلمين على صيامه محتسبا أن يكفر الله لمن صامه ذنوب سنة مضت، وقد نوى النبي الكريم أن يصوم اليوم التاسع إضافة إلى اليوم العاشر فلم يأت العام القادم حتى توفي عليه الصلاة والسلام فلم يتمكن من صيامه، ووتجلى الحكمة في صيام اليوم التاسع أن في صيامه مخالفة لأهل الكتاب في اقتصارهم على صيام اليوم العاشر منه.
فضل صيام يوم عاشوراء
قد كان من عادة العرب في الجاهلية صيام عاشوراء، كما أتى النبي الكريم إلى المدينة فوجد اليهود تصوم هذا اليوم فسألهم عن سبب صيامه فبينوا له أنه يوم صالح نجا الله تعالى فيه موسى وقومه من فرعون وجنده، فصامه موسى عليه السلام، وهم يصومونه تعظيماً له، فحث النبي الكريم المسلمين على صيامه باعتبار أن المسلمين هم أحق بموسى عليه السلام من اليهود.
فضل الصيام في شهر محرم
اختص الله سبحانه وتعالى الأشهر الحرم بالفضل والتعظيم، ففي تلك الأشهر تتضاعف الأجور، وتتعاظم الذنوب، ومن تلك الأشهر شهر الله المحرم الذي يعتبر أول شهر من شهور السنة الهجرية، وقد سمي هذا الشهر في الحديث الشريف بشهر الله تعظيما له.