في كل شهر تنمو بطانة رحم (بالإنجليزية: Endometrium) جديدة لتتهيأ لاستقبال البويضة المخصبة (بالإنجليزية: Fertilized Egg) لحدوث الحمل، وفي حال عدم حدوث الحمل فإنّ بطانة الرحم تنذرف ليحدث ما يُعرف بالدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menstrual Cycle)، وغالباً ما تبدأ الدورة الشهرية في مرحلة المراهقة في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 11 و14 عاماً، وتستمر حتى بلوغ المرأة ما يُقارب الخمسين من العمر، وبعد انقطاعها يُقال إنّ المرأة قد بلغت سنّ اليأس (بالإنجليزية: Menopause)، وفي الحقيقة يقوم هرمونا الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) بالتحكّم في الدورة الشهريّة بشكل رئيسيّ، وذلك تحت تأثير منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) والغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland).
اضطراب الدورة الشهرية
يمكن القول إنّ الدورة الشهرية تُحسب من اليوم الأول من حدوث النزيف إلى اليوم الأول من الدورة التالية، وفي الحقيقة غالباً ما يتراوح عدد أيام الدورة الشهرية ما بين 21 و35 يوماً، وبمعدل 28 يوماً، ومن الجدير بالذّكر أنّ ما يُقارب 14-25% من النساء يُعانين من اضطراب الدورة الشهرية، وتتلخص الاضطرابات بحدوث الدورة لعدد أيام أقلّ أو أكثر من المعتاد، أو بنزف أخفّ أو أشدّ من المعتاد، أو أن تُرافقها اضطرابات صحيّة، وبعض هذه الاضطربات يُرافقها انقطاع الإباضة (بالإنجليزية: Anovulation) أمّا في بعضها الآخر فتبقى الإباضة قائمةً كما يجب، وأكثر اضطرابات الدورة الشهرية شيوعاً ما يلي:
انقطاع الحيض (بالإنجليزية: Amenorrhea)، ويُعرّف على أنّه غياب الدورة الشهرية لثلاثة شهور متتالية دون وجود الحمل، أو عدم حدوث الدورة الشهرية بعد بلوغ الفتاة السادسة عشر من العمر.
قلة الطمث (بالإنجليزية: Oligomenorrhea)، وتُعرف هذه الحالة بتجاوز الدورة الشهرية 35 يوماً، وعدم انتظامها خلال السنة.
غزارة الطمث (بالإنجليزية: Menorrhagia).
طول فترة نزف الدورة الشهرية، وفيها تنزف المرأة لأكثر من ثمانية أيام في كل دورة بشكل روتينيّ ومستمر.
عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea)، ويتمثل بمعاناة المرأة من ألم شديد وحادّ، وغالباً ما يكون مغصاً مؤلماً للغاية.
تعدد الطمث (بالإنجليزية: Polymenorrhea)، وفي هذا الحالة تحدث الدورة الشهرية لأقل من 21 يوماً، دون انتظام خلال السنة.
قصر الدورة الشهرية ليحدث النزف لأقل من يومين في كل مرة.
النزف بين الدورات الشهرية.
عدم انتظام الدورة الشهرية، وحدوث اختلافات من دورة إلى أخرى بفارق أيام يزيد عن 20 يوماً.
أسباب اضطرابات الدورة الشهرية
هناك العديد من الظروف والعوامل التي تؤدي إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، ومن هذه العوامل ما يلي:
التوتر وتغير طبيعة الحياة: هناك الكثير من التغيرات التي تحدث في حياة المرأة فتؤثر في دورتها الشهرية، ومنها تعرّضها للمرض، وزيادة الوزن ونقصه بشكل ملحوظ، واختلاف التمارين الرياضية المُمارسة من يوم إلى آخر، وطبيعة الغذاء، والسفر وغير ذلك.
أدوية منع الحمل: تؤثر حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth Control Pills) في دورة المرأة بشكلٍ ملحوظ، وأغلب هذه الحبوب تحتوي إمّا على الإستروجين والبروجسترون معاً، وإمّا على البروجسترون وحده، وقد تُلاحَظ اضطرابات الدورة عند البدء بتناول هذه الحبوب أو التوقّف عن تناولها، ويجدر التّنبيه إلى أنّ هذه الحبوب تعمل على منع المبايض من إطلاق البويضات، وحتى بعد التوقف عن تناولها تظل الدورة الشهرية مضطربة لما يُقارب ستة شهور؛ فقد لا تحدث خلال هذه المدة أو أنّها تحدث بشكل غير منتظم، ولعلّ هذا الأمر يجب أخذه بالحسبان وخاصة عند النساء اللاتي يُخطّطن لحدوث الحمل.
لحميات الرحم: (بالإنجليزية: Uterine Polyps) وتُعرّف على أنّها نمو غير طبيعيّ لأنسجة غير سرطانية في بطانة الرحم.
ورم ليفي في الرحم: (بالإنجليزية: Uterine Fibroids) والذي يكون على شكل أورام تظهر في جدار الرحم، وغالباً ما تكون حميدة غير سرطانية، وقد تكون صغيرة بحجم حبّة التّفاح أو كبيرة بحجم حبة الجريب فروت، وقد تتسبّب بغزارة الطمث والشّعور بألم شديد أثناء الدورة الشهريّة، وفي حال كانت كبيرة للغاية فإنّها تتسبب بالشعور بالانزعاج في المثانة (بالإنجليزية: Bladder) والمستقيم (بالإنجليزية: Rectum).
الانتباذ البطانيّ الرحميّ: (بالإنجليزية: Endometriosis) ويُعرّف على أنّه نمو بطانة الرحم خارجه، كأن تنمو في الأمعاء أو الأجزاء السفلية من الجهاز الهضميّ، وكذلك ما بين المستقيم والرحم، وقد تنمو على المبايض أو في قنوات فالوب، وتتسبب مثل هذه الحالة بشعور المرأة بألم شديد أثناء الدورة الشهرية أو قبلها، والشعور بألم أثناء الجماع، ونزف غير طبيعيّ.
مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، ويُعتبر عدوى بكتيرية تُهاجم الجهاز التناسليّ في الإناث، وتصل هذه البكتيريا إلى الجهاز التناسليّ خلال الولادة، أو الإجهاض، أو العمليات النسائية، أو خلال ممارسة الجنس، ومن أعراض وعلامات هذا المرض اضطرابات الدورة الشهرية، والشعور بألم في الحوض والمناطق السفلى من البطن، وإفرازات المهبل الشديدة ذات الرائحة الكريهة، والحمّى، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال.
متلازمة المبيض متعدد الكيسات: (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، ويحدث في هذه المتلازمة نمو لأكياس صغيرة مملوءة بالسوائل في المبايض، وقد يُعزى ذلك لحدوث اضطرابات في الهرمونات بما في ذلك زيادة إفراز هرمون الأندروجين الذكوريّ، ولكن لا يمكن حتى الآن توضيح السبب الحقيقيّ وراء ذلك، وغالباً ما ترتبط هذه المتلازمة باضطرابات الدورة الشهرية وربما انقطاعها، ومشاكل العقم، والسمنة، والشعرانية (بالإنجليزية: Hirsutism). ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأكياس يتم الكشف عنها بالتصوير بالموجات فوق الصوتية.
فشل المبايض المبكر (بالإنجليزية: Premature ovarian failure)، وفي هذه الحالات لا تعمل المبايض في النساء دون الأربعين من العمر بشكل طبيعيّ فتتوقف الدورة الشهرية كما هو الحال في سنّ اليأس. وقد تحدث هذه المشكلة بسبب اضطرابات الكروموسومات، أو نتيجة وجود تاريخ عائليّ للمشكلة ذاتها، أو بسبب الخضوع للعلاج بالإشعاع أو العلاج الكيماويّ بسبب الإصابة بالسرطان.