ما حكم الإستمناء قبل الإفتار
الاستمناء لا يجوز، لا في رمضان ولا في غيره، الاستمناء محرم ومنكر، عند جمهور أهل العلم لا يجوز فعله، لما فيه من مخالفة قوله تعالى:
undefined( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ دُونَ) [المؤمنون:5-7] فالاستمناء غير إتيان الزوجة وغير إتيان ملك اليمين، فهو عبث ومنكر، وهو عدوان.
على من استمنى في رمضان أن يقضي اليوم، عليه أن يتوب إلى الله، وعليه أن يقضي ذلك اليوم؛ لأنه أفطر فيه بهذا الاستمناء، يعني صار في حكم المفطرين وإن لم يأكل ويشرب؛ لكنه صار في حكم المفطرين، فعليه القضاء، قضاء اليوم.
وقال الرافعي: "المنِيُّ إن خرج بالاستمناء أَفْطَرَ؛ لأن الإيلاجَ من غير إنزالٍ مُبْطِلٌ، فالإنزال بنوع شهوةٍ أوْلى أن يكون مُفطرًا". وقال ابن عُثَيْمين
في "الشَّرح الممتع": "إذا طلب خروج المَنِيِّ بأيِّ وسيلة، سواءٌ بيده، أو بالتدلُّك على الأرض، أو ما أشبه ذلك حتى أنزل، فإنَّ صومَه يفسُد بذلك،
وهذا ما عليه الأئمة الأربعةُ رحمهم الله: مالكٌ، والشافعيُّ، وأبو حنيفة، وأحمدُ. وأَبَى الظاهريَّةُ ذلك، وقالوا: "لا فِطْرَ بالاستمناء ولو أمنى؛
لعدم الدَّليل من القرآن والسُّنة على أنه يُفْطِرُ بذلك، ولا يمكن أن نُفْسِدَ عبادةَ عبادِ الله إلا بدليل منَ الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم".
ولكن عندي والله أعلم أنه يمكن أن يُسْتَدَلَّ على أنه مُفْطِرٌ من وجهين
الوجه الأول النص: فإن في الحديث الصحيح أن الله سبحانه وتعالى قال في الصائم: يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. والاستمناء شهوة، وخروج المني شهوة، والدليل على أن المني يطلق عليه اسم شهوة قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم : وفي بضع أحدكم صدقة قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر ؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. والذي يوضع هو المني .
الوجه الثاني: القياس، فنقول: جاءت السنة بفطر الصائم بالاستقاء إذا قاء، وبفطر المحتجم إذا احتجم وخرج منه الدم ، وكلا هذين يضعفان البدن .
أما خروج الطعام فواضحٌ أنه يضعف البدن؛ لأن المعدة تبقى خالية فيجوع الإنسان ويعطش سريعاً .
وأما خروج الدم فظاهر أيضاً أنه يضعف البدن، وخروج المني يحصل به ذلك فيفتر البدن بلا شك، ولهذا أمر بالاغتسال ليعود النشاط إلى البدن، فيكون هذا قياساً على الحجامة والقيء .
وعلى هذا نقول: إن المني إذا خرج بشهوة فهو مفطر للدليل والقياس.
ما حكم الإستمناء بعد الإفتار
فالاستمناء وهو في الزمن الفاضل كرمضان أشد تحريماً، ولكنه لا يفسد الصوم إن وقع ليلاً لأن الليل ليس محلاً للصوم، وإنما يفسد الصيام ويوجب القضاء إذا وقع نهاراً
وإذا خرج المني بلذة فإن خروجه موجب للغسل، ولا تجوز الصلاة بعد خروج المني إلا بعد التطهر بالاغتسال لقوله تعالى: وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ {النساء:43}، وسواء أمكنت السيطرة عليه أو لم تمكن ما دام قد خرج بلذة في اليقظة، وكذا إذا خرج في النوم بلذة أو بغير لذة فإنه موجب للغسل، وأما خروج المني في اليقظة بغير شهوة ففي وجوب الغسل منه خلاف بين العلماء، والأحوط هو الاغتسال.
إلا إن كان الشخص مصاباً بسلس المني، فإنه يكفيه على الراجح أن يتوضأ لكل صلاة كسائر الأحداث الدائمة.
هُمُ العا