تعتبر الفلسفة علم من العلوم البارزة منذ العصور القديمة، حيث إنّها قائمة على التفكير والحكمة بأسلوب فلسفي راقي، يوصلنا لحقيقة الأمور بفلسفة واقعية، ويرجع الأصل اللغوي للفلسفة، لكلمة يونانية مركبة من جزأين وهما فيلو ويقصد بها حب، وكلمة سوفيا ويقصد فيها حكمة
تعتبر الفلسفة علم من العلوم البارزة منذ العصور القديمة، حيث إنّها قائمة على التفكير والحكمة بأسلوب فلسفي راقي، يوصلنا لحقيقة الأمور بفلسفة واقعية، ويرجع الأصل اللغوي للفلسفة، لكلمة يونانية مركبة من جزأين وهما فيلو ويقصد بها حب، وكلمة سوفيا ويقصد فيها حكمة، وتصبح الكلمة وهي مجمعّة (فيلوسفيا)، وبما أنّ معاني الأجزاء حب وحكمة، فهي كمعنى مكتمل تعني حب الحكمة؛ ولهذا أصبح الفيلسوف محب للحكمة، ويقصد بالحكمة: الإدراك المتكامل للحقيقة والمعرفة العقلية الراقية، والتأمل التفكيري لتصدي كل المشاكل التي قد تواجهك في الحياة، ويتم حلها وتفسيرها على أحسن حال.
الفلسفة لُغةً
الفلسفة في اللُّغة: أصل كلمة فلسفة هو اختصارٌ لكلمتَين يونانيّتين، هما: فيلو، وتعني: حُبّ، وسوفيا: تعني الحِكمة؛ أي إنّ معنى الفلسفة هو حُبّ الحِكمة، وينسب بعض المؤرّخين هذا الاصطلاح إلى فيثاغورس، الذي أطلق على نفسه لقب فيلسوف، وأرجعهُ البعض إلى سقراط الذي وصف نفسه بالفيلسوف؛ رغبةً منهُ في تمييز نفسه عن السّوفسطائيين الذين يدّعون الحِكمة، ويرى آخرون أنّ مُصطلح فلسفة يعودُ إلى أفلاطون؛ حيث استخدمها في وصف سولون وسُقراط.
الفلسفة اصطِلاحاً
يختلف تعريف الفلسفة اصطِلاحاً عند الفلاسفة؛ إذ يُعرّفها الفارابي بأنّها: (العلم بالموجودات بما هي موجودة)، أمّا عند الكنديّ فإنّ الفلسفة هي: علم الأشياء بحقائقها الكليّة؛ حيث يُؤكّد أنّ الكُليّة هي إحدى خصائص الفلسفة الجوهريّة التي تُميّزها عن غيرها من العلوم الإنسانيّة، ويرى ابن رُشد أنّ التّفكير في الموجودات يكون على اعتبار أنّها مصنوعات، و(كلّما كانت المعرفة بالمصنوعات أتمّ كانت المعرفة بالصّانع أتمّ)، أمّا إيمانويل كانت فيرى أنّ الفلسفة هي المعرفة الصّادرة من العقل.
بالطبع نحن نعلم أنّ الله عزّ وجلّ قد ميّز الإنسان دوناً عن سائر خلقه بالعقل، والعقل يترجم الأفكار والأساليب التي تتبعها الأفكار، فالإنسان الوحيد القادر على التفكير بسلوك ذو وعي منظم مع أسلوب يتبع السلوب بتنوع، والتفكير يعتبر مجموعة من العمليات الفكرية الراقية التي تنتج لدى عقل الإنسان اتجاه مسألة أو قضية أو مشكلة ما، بينما الأسلوب فهو الطريقة المختلفة في التعبير عن ما في داخل الإنسان من فكر وتفكير، ويختلف التفكير من شخص لآخر، والأسلوب المتبع للتفكير أيضاً مختلف من شخص لغيره، ويختلف الأسلوب المتبع في التفكير من بيئة لأخرى، ومن عصر لآخر، ويتعدد الأسلوب الفكري للإنسان لأربعة أنواع رئيسية، وهي:
عُرِّفت الفلسفة قديماً بأنّها أمُّ العلوم؛ نظراً لتدنّي مستوى المعرفة آنذاك، ومع ازدهار المعرفة واتّساعها، استحال على العقل الواحد الإلمام بها وبهذا الكمّ الهائل من المعلومات؛ فظهرت الحاجة إلى تخصيص العلوم ودراسة الوقائع الماديّة، ممّا أدّى إلى ابتكار منهجٍ مناسبٍ يقوم على الملاحظة والتّجربة.