اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    ما تعريف الفلسفة؟

    0
    20 Sep 2024
    20 Sep 2024
    0
    0

    تعتبر الفلسفة علم من العلوم البارزة منذ العصور القديمة، حيث إنّها قائمة على التفكير والحكمة بأسلوب فلسفي راقي، يوصلنا لحقيقة الأمور بفلسفة واقعية، ويرجع الأصل اللغوي للفلسفة، لكلمة يونانية مركبة من جزأين وهما فيلو ويقصد بها حب، وكلمة سوفيا ويقصد فيها حكمة

    0

    الفلسفة


    تعتبر الفلسفة علم من العلوم البارزة منذ العصور القديمة، حيث إنّها قائمة على التفكير والحكمة بأسلوب فلسفي راقي، يوصلنا لحقيقة الأمور بفلسفة واقعية، ويرجع الأصل اللغوي للفلسفة، لكلمة يونانية مركبة من جزأين وهما فيلو ويقصد بها حب، وكلمة سوفيا ويقصد فيها حكمة، وتصبح الكلمة وهي مجمعّة (فيلوسفيا)، وبما أنّ معاني الأجزاء حب وحكمة، فهي كمعنى مكتمل تعني حب الحكمة؛ ولهذا أصبح الفيلسوف محب للحكمة، ويقصد بالحكمة: الإدراك المتكامل للحقيقة والمعرفة العقلية الراقية، والتأمل التفكيري لتصدي كل المشاكل التي قد تواجهك في الحياة، ويتم حلها وتفسيرها على أحسن حال.




    تعريف الفلسفة


    الفلسفة لُغةً

    الفلسفة في اللُّغة: أصل كلمة فلسفة هو اختصارٌ لكلمتَين يونانيّتين، هما: فيلو، وتعني: حُبّ، وسوفيا: تعني الحِكمة؛ أي إنّ معنى الفلسفة هو حُبّ الحِكمة، وينسب بعض المؤرّخين هذا الاصطلاح إلى فيثاغورس، الذي أطلق على نفسه لقب فيلسوف، وأرجعهُ البعض إلى سقراط الذي وصف نفسه بالفيلسوف؛ رغبةً منهُ في تمييز نفسه عن السّوفسطائيين الذين يدّعون الحِكمة، ويرى آخرون أنّ مُصطلح فلسفة يعودُ إلى أفلاطون؛ حيث استخدمها في وصف سولون وسُقراط.


    الفلسفة اصطِلاحاً

    يختلف تعريف الفلسفة اصطِلاحاً عند الفلاسفة؛ إذ يُعرّفها الفارابي بأنّها: (العلم بالموجودات بما هي موجودة)، أمّا عند الكنديّ فإنّ الفلسفة هي: علم الأشياء بحقائقها الكليّة؛ حيث يُؤكّد أنّ الكُليّة هي إحدى خصائص الفلسفة الجوهريّة التي تُميّزها عن غيرها من العلوم الإنسانيّة، ويرى ابن رُشد أنّ التّفكير في الموجودات يكون على اعتبار أنّها مصنوعات، و(كلّما كانت المعرفة بالمصنوعات أتمّ كانت المعرفة بالصّانع أتمّ)، أمّا إيمانويل كانت فيرى أنّ الفلسفة هي المعرفة الصّادرة من العقل.




    أسلوب التفكير ومكانة الأسلوب الفلسفي


    بالطبع نحن نعلم أنّ الله عزّ وجلّ قد ميّز الإنسان دوناً عن سائر خلقه بالعقل، والعقل يترجم الأفكار والأساليب التي تتبعها الأفكار، فالإنسان الوحيد القادر على التفكير بسلوك ذو وعي منظم مع أسلوب يتبع السلوب بتنوع، والتفكير يعتبر مجموعة من العمليات الفكرية الراقية التي تنتج لدى عقل الإنسان اتجاه مسألة أو قضية أو مشكلة ما، بينما الأسلوب فهو الطريقة المختلفة في التعبير عن ما في داخل الإنسان من فكر وتفكير، ويختلف التفكير من شخص لآخر، والأسلوب المتبع للتفكير أيضاً مختلف من شخص لغيره، ويختلف الأسلوب المتبع في التفكير من بيئة لأخرى، ومن عصر لآخر، ويتعدد الأسلوب الفكري للإنسان لأربعة أنواع رئيسية، وهي:


    • الموقف الخرافي أو البدائي وأسلوبه: كان الأسلوب البدائي في تفسير أي ظاهرة تحدث في ذلك العهد سيّئ للغاية، حيث إنّه كان ينظر للظاهرة بأسلوب ساذج ولا ينم على وعي، فكانت تختلف التفسيرات نظراً لعقليته وعدم نضجها، فكان التفسير لديه محدود جداً، وليس من السهل تعليل حدوث الظاهرة ومعرفة السبب الحقيقي وراء حدوثها،فمثلاً، كان قديماً يربطون الظواهر الطبيعية بوجود أكثر من إله لافتعال تلك الظواهر، ولحل هذه المشكلة كانوا يقدمون القرابين لها، باعتقادهم أنها ستحل المشكلة.
    • الموقف الديني وأسلوبه: كان الإنسان في ذلك الوقت ينظر للظاهرة من ناحية دينية، باعتبارها ظاهرة تفوق قدرات الإنسان، فكان يتم ربط حدوث الظواهر بقدرة الإله، وأن هناك إله قدراته تفوق قدرات البشر، ويقوم بفعل تلك الظواهر، فمثلاً، بالنسبة لظاهرة الرعد والبرق، كان يربطونها بالقدرات الإلهية غير المحدودة، باختلاف الأديان السماوية، وكانوا يسعون وراء تفسير الظاهرة وحقيقة حدوثها تبعاً لقناعة وجود القدرات الإلهية الأقوى من أي شيء.
    • الموقف الفلسفي وأسلوبه: لو أمعنا النظر أيضاً في نفس الظاهرة السابقة، ظاهرة الرعد والبرق، لوجدنا أن الفلاسفة تميزوا عن غيرهم في تفسير الظاهرة، من خلال التأمل العقلي والفكري لديهم، والذي ينم عن مهارة في تفسير الظاهرة بتفكير فلسفي منطقي، وتحليله بأسلوب متناسق، وربط حدوث هذه الظاهرة في الظواهر الأخرى الموجودة في الكون، حيث إنّهم ربطوا الظواهر الجزئية ببعضها البعض، ولم يقفوا عن حد ظاهرة معينة، فكان يمتد لتفسير ظواهر الوجود ككل، فكان الفلاسفة ينظرون للمسألة نظرة شمولية، تدفعهم لمعرفة العلل التي وراء الظواهر المختلفة، لذلك عرف هذا الأسلوب بالمذهب الفلسفي، حيث اختلف تفسير الظاهرة من فيلسوف لآخر؛ بسبب اختلاف العقلية والعصر.
    • الموقف العلمي وأسلوبه: لنفترض نفس الظاهرة التي ذكرناها البرق والرعب، فإن التفسير العلمي لهذه الظاهرة مختلف كلياً عن المواقف السابقة، فهنا يقوم العالم ببحث الأسباب المباشرة لحدوث الظاهرة، ولا ينظر لما وراء الظاهرة، حيث إنّه يستخدم التأمل العقلي المجرد، ويستخدم في كشف الظاهرة الحواس والأجهزة المختلفة، فهنا تقوم التجارب الكثيرة على تفسير الظاهرة، وللتوصل لقانون محدد خلف حدوثها.
    • فيفسر العالم حدوث الظاهرة، بتفريغ شحنات كهربائية لا تتجانس مع بعضها البعض، فيما بين الجزء الأسفل والأعلى في السحب، وينتج عنه ضوء وهو البرق، وينتج عنه صوت وهو الرعد، وبالتالي فإن النتائج العلمية التي ترتبت على هذا الاكتشاف يساهم في سيطرة الإنسان على الظاهرة من خلال تحاشي الصواعق الكهربائية. ونستخلص من كل هذه المواقف أن الأسلوب الخرافي قائم على البدائية غير المنطقية، والأسلوب الديني قائم على ربط الظواهر بقدرة الله عز وجل، أما الأسلوب الفلسفي فهو تأمل عقلي يشمل كافة الظواهر في الكون، بينما الأسلوب العلمي فهو قائم على العلم التجريبي الحسّي المختص فالظاهرة فقط دون الرجوع ما وراء الحدث.




    استقلاليّة العلوم عن الفلسفة


    عُرِّفت الفلسفة قديماً بأنّها أمُّ العلوم؛ نظراً لتدنّي مستوى المعرفة آنذاك، ومع ازدهار المعرفة واتّساعها، استحال على العقل الواحد الإلمام بها وبهذا الكمّ الهائل من المعلومات؛ فظهرت الحاجة إلى تخصيص العلوم ودراسة الوقائع الماديّة، ممّا أدّى إلى ابتكار منهجٍ مناسبٍ يقوم على الملاحظة والتّجربة.



    20 Sep 2024