تُعدّ غزوة أحد من المعارك المهمّة والمفصليّة في مسيرة الدعوة الإسلامية؛ حيث لقِيَ المسلمون فيها هزيمةً موجعةً بعد أن حُسِم أمر النّصر لصالحهم، وقد حدثت هذه الغزوة بعد غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً ساحقاً على مشركين قريش في السنة الثانية من الهجرة النبويّة، حيث بيّتَ كفار قريش نيّة الثّأر من الإسلام والمسلمين؛ بسبب فقدانهم الكثير من رجالاتهم وزعمائهم في غزوة بدر.
وقد أعدّت قريش العُدّة لذلك؛ حيث حشدت جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة المسلمين، وعندما علم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بشأن هذا الحشد استشار أصحابه -رضي الله عنهم- حتى استقرّ الأمر على الخروج خارج المدينة لملاقاة جيش المشركين، وفي الطريق تخلّف ثلاثمئة مقاتل من المنافقين عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقيادة عبد الله بن أبي سلول، وقد تواجه الطرفان ودارت بينهما ملحمة عظيمة، وكان النّصرُ في بدايةِ الأمر لصالح المسلمين.
وعندما شعر المسلمون بأنّ النّصر لصالحهم ولاحظوا فرار المشركين، بدأ الجيش الإسلاميّ بجمع الغنائم التي خلَّفها وراءهم جيش قريش، عندها سارع فريق الرّماة الذين كلّفهم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بحماية ظهر المسلمين بالنزول من موقعهم على الجبل؛ لجمع الغنائم مع المسلمين، وقد كان هذا الموقف سبباً مهمّاً في انكشاف ظهر المسلمين لأعدائهم، وانقلاب نتيجة القتال لصالح المشركين.
تاريخ غزوة أحد
جرت أحداث غزوة أحد يوم السبت في السابع من شهر شوال في السنة الثالثة للهجرة النبوية.