اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    ما الأشياء المبهرة في نبوة الأنبياء ؟

    0
    22 Sep 2024
    22 Sep 2024
    0
    0

    الحقائق المبهرة و التي تدل علي أن الأنبياء ما بُعثوا إلا بوحي من عند الله

    0

     لو نظرنا لها من خارج التجربة المؤمنة ، أي أننا نفترض افتراضاً أنهم ليسوا أنبياء ، بل عباقرة ملهمون ، أو سَخرت لهم الجن قوتها فإننا لا نستطيع أن نساير هذا الافتراض أبدًا..لماذا..؟

    لأن اللحظات المركزية في رسالة النبي ، و في صراعه مع الباطل ، هي لحظات متجاوزة لمبدأ أساسي عند كل مدعٍ للنبوة أو الاتصال بقوى خارقة ، و هي لحظة "تأسيس للخرافة".


    *من أشهر الأمثلة على ذلك مثلًا من نبوة عيسى عليه السلام ، لحظة إحياء الميت ، هذه اللحظة تحديدًا ، هي لحظة تأسيس مثالية للخرافة ، قام رجل من الموتى على يدك ، اللحظة التي يمكن أن تقول فيها أنك الشخص الأهم في العالم ، و أنك الشخص الذي يملك قدرات خارقة ، أنت الشخص الذي يجب أن يعبده الناس .. لماذا..؟ يجب أن تقول هنا أنك تحيي الموتى "بإذن الله"، هذا ليس فعل بشر عادي، بل هو فعل مرسل من المرسلين.


    *موسى عليه السلام، الرجل الذي هزم السحرة ، يصفه الله العظيم، بقوله : فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِۦ خِيفَةً مُّوسَىٰ . ، رجل ليس فيه من علامات السحر شيء، فلما القى العصا ، هذه هي اللحظة ، تلك هي المناسبة الأكثر إثارة لتقول: أنا ملك السحرة كلهم ، فيقول: فَلَمَّآ أَلْقَوْا۟ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ ٱلسِّحْرُ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ، . ما الذي ينقل الإنسان من توجس الخيفة إلى الثقة المطلقة إلا الوحي المنزل عليه من عند الله؟


    *في قصة إبراهيم عليه الصلاة و السلام، لحظة الإلقاء في النار فيها مشهدان مذهلان ، الأول: هو ثقة إبراهيم و هو يُلقى به في النار ، فإن هذه ليست ثقة ساحر أو كاهن ، فإن يكن كذلك ، فالأكثر إبهارًا هو لحظة الخروج من النار ، التي كانت هي اللحظة الأكثر مناسبة لإعلان الخرافة ، لكنه لم يفعل سوى أن عاد لدعوتهم مرة أخرى لدين رب العالمين ! ، إن هو إلا وحي يوحى والله!


    *في حياة نبينا، خاتم المرسلين، محمّد _صلى الله عليه وسلم_، الكثير من المواقف التي تصلح كتأسيس للخرافة ، ليس فقط المشهورة ، في كسوف الشمس عند موت ابنه ، أو في انشقاق القمر ، أو في حفظ الله له من المشركين ، بل في انقطاع الوحي عنه ، و في لحظات ظهور الضعف الإنساني الذي لا ينفك عنه إنسان.


    أما انقطاع الوحي ، فقد انقطع عنه في مكة مرة فجادله المشركون ، حتى أنزل الله "والضحى"، و تلك اللحظة والله، لو مر بها أي إنسان لاخترع كلاماً ينسجه نسجاً لينسبه لله ، لو كان كاذبا و حاشاه _صلى الله عليه وسلم_.


    *و انقطع عنه في اللحظة الأصعب ، في اتهام زوجته و ابنة صاحبه بالزنا ، و هو لو قال: أوحى الله إلي أنها بريئة، لما كذبه من الناس أحد! ، و الشائعات تتداول و تنتشر ، بل قاطعها و أمرها أن تلحق بأهلها ، إنها لحظة الخرافة بذاتها .. لكن " وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَٰبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ."


    *و في المعارك ، كان الصحابة يحتمون به ، في غزوة حنين ، التي انهزم في أولها المسلمون ، هرب الجميع ، و لم يثبت إلا رسول الله و حوله نفر من أصحابه لم يجاوزوا المائة "يحتمون به" ، فأي ثبات ، و تلك اللحظة لا يقف فيها إنسان لا يؤمن أبدًا ، فإن الشجاعة و الإيمان صنوان ، فإذا به يقول لعمّه أن ينادي في الناس ، و يقول و هو يتجه إلى عدوه الذي يفوقه عددًا و عتادًا : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطّلب .. فاجتمعوا حوله حتى انهزم المشركون ، فأي شيء هذا إلا إيمانه " يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُۥ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَٰفِرِينَ".


    *المتأمل في بناء الخرافات ، و في طرق تأسسها ، و في الطبيعة التي تنبني عليها ، يدرك يقينًا جازمًا , أن أنبياء الله ليس ثمّة سبب لسلوكهم إلا الوحي المنزّل الذي لا ريب فيه.

    سلام الله عليهم أجمعين ، و جمعنا بهم في أعلى عليين.






    22 Sep 2024