تعتبر أفعى الكوبرا الملك هي أكبر أفعى في العالم،تنتمي الكوبرا الملك (بالإنجليزية: King Cobra)، التي تُعرف أحياناً باسم الصل الناشر الملكي (بالإنجليزيّة Hamadryad) إلى عائلة العرابيد، وجنس "Ophipohagus" وهي كلمة لاتينية تعني Snake Eater أي "آكلة الأفاعي"، وذلك لأن الكوبرا الملك تفترس الأفاعي الأخرى.
تُسمى الكوبرا الملك بهذا الاسم لوجود إحدى عشرة حرشفة كبيرة الحجم على الرأس تُشكِّل ما يشبه تاج الملك.
تنتشر الكوبرا الملك في شبه القارة الهنديّة، وجنوب شرق آسيا، وشمال إفريقيا، ويشمل موطنها السُّهول، والحقول، والمناطق الزراعيّة، والغابات الكثيفة، وتُفضّل الكوبرا الملك الوجود بالقرب من الجداول والبحيرات، والمستنقعات، ولأنها تجيد التسلق، والسِّباحة يمكن العثور عليها فوق الأشجار، أو في الماء.
تكون ذكور الكوبرا الملك غالباً أضخم وأكثر سمكاً من الإناث.
تتميّز بالمرونة، ويمكنها رفع ما يقرب من ثلث جسمها للأعلى أثناء زحفها.
تمتلك أنياباً ثابتة في الجزء الأمامي من فمها، وتستخدم هذه الأنياب القاتلة مثل الإبر لحقن السم في فريستها.
تختلف الكوبرا الملك عن باقي أنواع الكوبرا بأنها أكبر حجماً، وقلنسوتها أطول وأضيق، وعندما تشعر بالخطر فإنها تنفخ قلنسوتها وتُبرز الحرشفتين اللتين تشبهان العيون البرونزيّة في الجزء الخلفيّ من القلنسوة، وتبدأ بالفحيح لإخافة أعدائها.
يختلف لون حراشف الكوبرا الملك باختلاف أماكن وجودها، مثلاً حراشف كوبرا الصين تكون بنيّة داكنة، أو سوداء، بنطاقات بيضاء، أو صفراء، أو بنية، أما تلك التي توجد في جنوب شرق آسيا فتكون عادةً ذات لون أخضر زيتونيّ، أو أصفر مائل للأخضر، أما كوبرا الهند فيكون لونها أخضر زيتونيّاً، بنطاقات صفراء اللون.
تتمكّن الكوبرا الملك من حقن (200-500) ملجم من السّم في جسم الفريسة في المرة الواحدة، وهي كميّة كافية لقتل عشرين رجلاً.
يهاجم سم الكوبرا الملك الجهاز العصبيّ المركزي ويسبّب الدوار، والألم الشديد، والشَّلل، والغيبوبة، وفشل الجهاز التنفسيّ، وفي حالات قليلة الفشل الكلوي، وغالباً تموت الفريسة خلال نصف ساعة.
تتمتّع بحاسة إبصار قوية تمكنُّها من إبصار الفريسة على بعد (100) متر، كما أنَّها تمتلك حاسة الشم ممتازة، فهي تلتقط الروائح بلسانها وتنقلها إلى عضو جاكبسون الذي يتكوّن من تراكيب شديدة الحساسية تُمكنّ الأفعى من تمييز الروائح، واصطياد الفرائس.
تتغذّى بشكلٍ أساسيّ على الثعابين الأخرى السَّامة مثل أنواع الكوبرا الأخرى، وغير السامة، إلا أنَّ وجبتها المفضلة هي أفعى الفئران، والأصلات صغيرة الحجم، كما يمكنها التهام الثدييات الصغيرة، والطيور، والسَّحالي إذا لم تتمكن من اصطياد الثعابين.
تتميّز الكوبرا الملك بخاصيّة فريدة من نوعها في عالم الأفاعي، فهي الأفعى الوحيدة في العالم التي تبني عشاً لتضع فيه البيض، إذ تضع الأنثى ما بين (20- 40) بيضة، وتتناوب مع الذكر في حماية البيوض طوال فترة الحضانة التي تستمر ما بين (60-90) يوماً، وتتصف الكوبرا الملك بالعدوانيّة خلال هذه الفترة فتهاجم أي حيوان يقترب من بيوضها. وعندما تفقس البيوض ويخرج الصغار منها، تسارع الأم بالابتعاد؛ وذلك لتتمكن من مقاومة غريزة الافتراس الفطريّة التي قد تقودها لالتهام صغارها.
يبلغ طول صغار الكوبرا الملك (50) سنتيمتراً تقريباً، وتكون شبيهة بالكوبرا البالغة، إلا أنّها تحتاج لبعض الوقت لتتكوّن لها القلنسوة، ويتحول لون حراشفها من الأسود اللامع إلى الأخضر الزيتونيّ.
يمكن أن تعيش في البرية حتى يصل عمرها إلى عشرين عاماً.