تأتي سورة لقمان رقمها الواحدة والثلاثين بين سور القرآن الكريم، وهي من السور المكية باستثناء ثلاثة آيات، وهي 27، و28، و29، حيث إنّها مدنيّة النزول، وجاء تزامن نزول سورة لقمان بعد سورة الصافات مباشرة، وهي واحدة من السور التي استهّلت آياتها بحروف الهجاء "الم"، وعدد آياتها أربع وثلاثون آية كريمة.
لا بدّ لنا من التعريف بالرجل الصالح الحكيم لقمان، إذ إنّه أحد الرجال الذين أحبوّا واتقوه الله فأحبّهم، وهو ممن عاصروا نبي الله داوود -عليه السلام-، وتربطه صلة قرابة بالنبيّ أيوب -عليه السلام-، وقد منّ الله سبحانه وتعالى على هذا الرجل بالحكمة التي اقترن اسمه فيها حتى بات يعرف باسم لقمان الحكيم، وتعود أصوله إلى منطقة أسوان في مصر، ويجدر بنا التنويه إلى أنه ليس من الأنبياء وإنما وليٌّ فقط، وتضاربت الأقاويل حول موقع قبره إذ قالت بعض الاراء إنه في طبرية، ومنهم مَن قال إنه باليمن، ومنهم من قال بأنه في منطقة بلجرشي.
سبب نزول سورة لقمان
جاء نزول آيات سورة لقمان تفنيداً لبعض الأمور، فالآية السادسة جاءت لتؤكد حرمة بيع المغنّيات وتداولهنّ والتأكيد بأن ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو خير الحديث، أما الآية الرابعة عشر فقد جاء نزولها في الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص مع والدته، أما فيما يتعلق بالآية الرابعة والثلاثين من السورة فنزلت برجلين من أهل الصحراء، وهما مجاهد وعكرمة جاءا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يسألانه عن الساعة، وعن مواعيد لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
فضل سورة لقمان
جاءت سورة لقمان بالوصايا العظيمة التي ترشدنا إلى الطريق الحقّ، كإقامة الصلاة، والتخلي عن لهو الحديث، والأمر بأداء الزكاة، وضرورة إقامة الحجة على المشركين الذين أعرضوا عن ذكر الله والحق، ومن بين الوصايا أيضاً الأمر ببرّ الوالدين وعدم مخالفتهما إلا في حال طلبهما الشرك بالله.
تسمية سورة لقمان
يعود سبب تسمية السورة إلى الرجل الصالح لقمان الحكيم، ووصاياه العظيمه لابنه التي جاء ذكرها في هذه السورة الكريمة، وامتازت وصاياه بأنها أدرجت ضمن القصص القرآنية، وميّز الله سبحانه وتعالى هذا العبد الصالح بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعّد وصايا لقمان من الوصايا التي خلدها القرآن الكريم، ومن بينها وعظه لابنه بعدم الشرك بالله تعالى.