اسالة متشابهة

    اسالة مرتبطة

    كيفية جمع الصلوات؟

    0
    23 Sep 2024
    23 Sep 2024
    0
    0

    الجمع بين الصلوات ، طريقة جمع الصلاة ، أسباب الجمع وأحواله ، الجمع بسبب السفر ، الجمع بسبب المطر ، الجمع لأسباب أخرى

    0


    الجمع بين الصلوات

    فرض الله -تعالى- على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة؛ هنّ: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وقد وردت فرضية الصلاة في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والصلوات يسيرة من حيث الأداء، كما أنّها موزّعة على طول اليوم والليلة، وذلك للتخفيف على الناس فكما هو معلوم لجميع الناس أنّ الصلاة كانت فرضيتها على خمسين صلاةً، ثمّ جرى تخفيفها إلى خمس صلواتٍ، وهنّ في الفعل خمسين في الأجر، وليست الصلاة مجرّد حركات جسدية تؤدّى بطريقةٍ معينةٍ فقط، بل إنّ لها معاني أعمق وأسمى من ذلك، حيث إنّ الهدف الرئيسي من الصلاة تواصل العبد مع خالقه روحياً، وربطه بقيم وفضائل وأخلاق ممّا تدعو له الصلاة، ولما كان مبدأ فرضية الصلاة قائم على التخفيف على العباد جعل الله -تعالى- أداؤها مقترناً بالقدرة والاستطاعة، فمتى ما وجد المكلّف مشقّةً في العبادة كان له منفذ للتخفيف، ومن أبواب التخفيف على المسلمين في صلواتهم إن كان في أدائها مشقّة حقيقية ما يُعرف بالجمع بين الصلوات، فما هو الجمع، وما طريقته، وما هي أوقاته، وحالاته، وأسبابه؟




    طريقة جمع الصلاة

    لا يختلف الجمع بين الصلوات عن أداء الصلوات في أوقاتها الأصلية، إلّا من حيث الوقت، فالجمع بين الصلوات يكون بتقديم أحدهما، أو تأخير أخرى عن وقتها الأصلي، كأن تُصلى العصر في وقت الظهر، وهذا الجمع يُطلق عليه: جمع التقديم؛ أي تقديم فرضٍ إلى وقت الفرض الآخر الذي يكون قبله، أو يؤخر صلاة عن وقتها الأصلي، ويصليها في وقت التي تليها؛ كأن يُصلي الظهر والعصر في وقت العصر، وهذا الجمع يُطلق عليه: جمع التأخير، أمّا الجمع فلا يكون إلّا في أربعة أوقات، هي: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وجمع التقديم يكون بين فرضي الظهر والعصر في وقت الظهر، أو بين المغرب والعشاء في وقت المغرب، أمّا جمع التأخير فيكون بين الظهر والعصر في وقت العصر، أو بين المغرب والعشاء في وقت العشاء، وعلى من أراد الجمع بين الصلوات لأيّ سببٍ من الأسباب أن يراعي ترتيب الصلوات الأصلي، فلا يُقدِّم صلاةً عن التي تكون قبلها، كأن يُصلي العصر قبل الظهر في جمع التقديم، أو يُصلّي العشاء قبل المغرب في جمع التقديم كذلك، والحال ذاته في جمع التأخير، ولا يجوز الجمع مطلقاً بين الفجر وأي فريضة أخرى، فلا يُجمع بين الظهر والفجر مطلقاً، ولا بين الفجر والعشاء أبداً، ولا يجوز كذلك الجمع بين العصر والمغرب.




    أسباب الجمع وأحواله

    أسباب الجمع بين الصلوات متعدّدة بحسب حال المُصلّي أو الحالة العامة المرافقة لوقت الصلاة، فالجمع هو استثناء عن القاعدة الأصلية من أداء الصلاة في وقتها؛ فلا يجوز إخراج الصلاة عن وقتها إلّا في أحوالٍ خاصةٍ، من بين تلك الحالات أن يكون لدى المُصلّي عذر أقعده عن أداء الصلاة، أو رتّب عليه مشقةً في أدائها، كالمسافر الذي ربما يعجز عن أداء الصلاة في وقتها بسبب انشغاله بالطريق والسفر والراحلة، أو كما يحصل عند الجمع لأجل المطر، أو البرد الشديد الذي يترتّب عليه المشقّة لمن يريد أداء الصلاة، أو أن يكون المكلّف مصاباً ببعض الأمراض التي تعجزه عن أداء الصلاة كغيره، وفي هذه الجزئية من المقالة سيتم بحث أسباب الجمع بين الصلوات وأحواله بالتفصيل.




    الجمع بسبب السفر

    من أبرز وأكثر الرّخص التي يتم تداولها والحديث فيها حول الجمع بين الصلوات ما يُعرف بالجمع لأجل السفر، فإنّ الشارع الكريم رخّص للمسافر تخفيفاً عليه من عناء ومشقّة السفر أن يجمع بين الصلوات ويقصُر بينهن، وكما سبق بيانه في الفقرة الماضية فإنّ الجمع يكون بين الظهر والعصر تقديماً أو تأخيراً، وبين المغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً، وقد أُخذ الجمع بين الصلوات لأجل السفر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن فعله، ولكنّه مع فعله له وتذكيره به لم يواظب عليه في جميع أسفاره التي كان يُسافر فيها، بل كان يجمع في بعض الأحيان، وفي أوقات وأسفار أخرى يترك الجمع ويؤدّي الصلوات في أوقاتها المعتادة، ولذلك فإنّ العلماء الأجلّاء وبناءً على فعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقد بنوا عليه أحكاماً شرعيةً، فيرون أنّ من الأفضل للمسافر ترك الجمع في السفر إلّا إذا رأى حاجةً إليه، أو مشقةً من السفر بحيث لم يكن بإمكانه تأدية الصلاة في وقتها، ومن الثابت فقهاً وعُرفاً أنّ للجمع بسبب السفر شروط وأحوال ينبغي التنبّه إليها، وفيما يأتي بيانها تفصيلاً:


    أن يبلغ المسافر مسافة القصر حتى يصحّ له الجمع عند الجمهور، وخالف المالكيّة فلم يشترطوا المسافة، بل أجازوا الجمع في مطلق السفر، ودون بلوغ مسافة القصر، أمّا مسافة القصر فتقارب 80 كيلو متراً، وأرجعها بعض الفقهاء إلى العرف ولم يحدّدوها بمسافةٍ ثابتةٍ.

    أن يكون السفر مباحاً، فلا يجوز الجمع عند جمهور العلماء إلّا إن كان السفر في مباح، وخالف أبو حنيفة في ذلك فأجاز الجمع لأي نوعٍ من أنواع السفر.

    أن ينوي من يريد الجمع أن يُقيم في البلد التي يُسافر إليها أربعة أيامٍ أو أقلّ، وذلك بعد أن يصل إلى وجهته؛ فإن نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام لم يجز له الجمع والقصر.

    أن يخرج من مدينته التي يُقيم فيها، فلا يجوز له الجمع ما دام في مدينته حتى يخرج منها ويفارقها حتى لو نوى السفر، فإن فارقها جاز له الجمع.

    الموالاة بين الصلاتين، فلا يجوز له أن يفصل بينهما بأي أمرٍ.

    الترتيب بين الصلوات إن كان الجمع بينهما جمع تقديم، فلو أخّر الظهر عن العصر في الجمع كان آثماً ووقعت صلاة العصر نفلاً.

    هذا ويشترط علماء الشافعية لجمع التأخير في السفر استثناءً عدّة شروط؛ منها:


    أن ينوي تأخير الصلاة الأولى إلى وقت الصلاة التي يريد أن يجمعها معها، كأن ينوي تأخير الظهر إلى العصر، في وقت الظهر، وقبل دخول وقت العصر.

    أن يكون السفر متواصلاً بين الصلاتين التي يريد الجمع بينهما، فإن أقام قبل دخول وقت الثانية لم يجز الجمع.



    الجمع بسبب المطر

    من أبرز الرّخص التي يبرز الحديث عنها من بين الرّخص الجمع بين صلاتين بعذر المطر، وقد جاء في السنة النبوية ما يدلّ على جواز الترخّص بهذه الرخصة بل حتى بدون سبب، حيث يروي ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعاً فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلا سَفَر)، ولكنّ هذا النوع من الجمع لا يكون سمة غالبة على حال المسلم، ثمّ بعد ذلك جاء التفصيل في شروط الجمع لأجل المطر عند الفقهاء، حيث اشترطوا لجوازه عدّة شروط؛ بيانها في ما يأتي:


    وجود المطر وقت الجمع.

    الترتيب بين الصلاتين؛ فلا يبدأ بالعصر قبل الظهر، أو بالعشاء قبل المغرب، ويجدر التنبيه إلى أنّ جمع المطر لا يكون إلّا تقديماً.

    الموالاة بين الصلاتين؛ فلا يفصل بينهما بفاصلٍ طويلٍ؛ كأداء سنّة أو غيرها.

    أن ينوي الجمع عند الصلاة الأولى وعند البدء بالثانية.

    أن تكون صلاة الجمع في المسجد جماعةً، فلا يجوز له الجمع لأجل المطر في بيته، أو في المسجد منفرداً.

    أن ينوي الإمام الصلاة بالناس إماماً، وأن ينوي الجمع بين الصلاتين.

    وممّا يندرج تحت باب الجمع لأجل المطر؛ الجمع مع وجود البرد القارص الشديد، أو عند نزول الثلج ولأجله، وذلك قياساً على الجمع لعلّة المطر، وقد أورد صاحب كشاف القناع ما يُشير إلى ذلك حيث قال: (ويجوز الجمع بين العشاءين المغرب والعشاء، دون الظهرين الظهر والعصر لثلج وبرد؛ لأنّهما في حكم المطر، ويجوز الجمع بين العشاءين لجليد؛ لأنّه من شدّة البرد).




    الجمع لأسباب أخرى

    لا تنحصر أسباب الجمع في الصلاة بالسفر والمطر أو البرد فقط، بل يوجد أسباب أخرى تُبيح الجمع بين الصلوات، وقد عدّها بعض العلماء ثمانية أسباب، ومن ذلك:


    المريض الذي يلحقه مشقّة وضعف؛ كالمستحاضة.

    المرضع التي تتضرّر من كثرة النجاسة خلال تطهيرها لرضيعها، حتى تتوضأ لكلّ صلاة واعتبرها بعض العلماء بحكم المريض.

    العاجز عن الطهارة بالماء، وهو من يتضرّر إن أصابه ماء أو حتى يعجز عن التيمم لكلّ صلاة، حيث يدخل في معنى المسافر الذي لا يجد الماء.

    الذي لا يتمكّن من معرفة متى يدخل وقت الصلاة كالأعمى الذي لا يجد من يعينه، أو شخص لا يرى كما أشار الإمام أحمد.

    أصحاب الأعذار؛ كالمستحاضة، ومن كان مصاباً بسلس البول، أو المذي، أو يصيبه الرُّعاف كثيراً.

    من كان لديه عذر يُشغله أو يُبيح له ترك أداء صلاة الجمعة، كمن خاف على نفسه من عدو، أو من وحش، أو من خشي على ماله، أو أهل بيته من عدوٍ أو نحوه، أو كانت حياته أو معيشته تتضرّر إن أدّى الصلاة في وقتها فجاز له الجمع حينها.



    23 Sep 2024