عملية تنشيط التبويض أو الإباضة هي عملية تهدف إلى حث المبيضين على إنتاج البويضات الناضجة للسعي لحدوث حمل إما بالطريقة الطبيعية، أو بالتلقيح الصناعي أو بالتلقيح المجهري عن طريق التحكم بمستويات الهرمونات المسؤولة عن الإباضة في جسم الأنثى باستخدام هرمونات صناعية كحقن أو حبوب أو أشكال دوائية أخرى جديدة ظهرت بالأسواق.
الحالات التي تستوجب عملية تنشيط الإباضة
قد تعاني المرأة من تكيسات المبايض أو كسل المبايض أو ضعف الإباضة أو إجهاد وتوتر نفسي أو عدم ثبات الوزن (نحافة أو سمنة) أو اضطراب في الغدد الضماء (النخامية أو الدرقية) أو من ارتفاع في هرمون البرولاكتين، لذا يتم اللجوء إلى تنشيط المبيضين كعلاج للحالة الصحية التي تعاني منها المرأة وتمنعها من حدوث الحمل. ومن الممكن أن يعاني الزوج من مشكلة تضطر الطبيب لإجراء تحفيز الإباضة عند الزوجة ليتوفر له عدة بويضات ليتمكن من النجاح في تخصيب إحدى هذه البويضات بالحيوانات المنوية المأخوذة من الزوج.
تشخيص الحالة، وفحوصات ما قبل التنشيط
في البداية يتم تشخيص السبب في منع الحمل في كلا الزوجين، فيتم التأكد من حالة المبيضين والرحم بالأشعة فوق الصوتية بالإضافة إلى بعض التحاليل الهرمونية؛ كهرمون الغدة الدرقية وهرمون البرولاكتين وهرمون تحفيز الحويصلة FSH وهرمون تنشيط الجسم الأصفر LH وهرمون التيستوستيرون.
اعتماد نظام لتنشيط الإباضة
يجب الأخذ بالاعتبار عند وضع نظام للتنشيط عمر المرأة ووزنها ووحالتها ومعدل الخصوبة والتبويض لديها ومعدل استجابتها للعقاقير، ونوع الإجراء الطبي المراد تطبيقه (علاج أو تلقيح صناعي أو مجهري). يلجأ الأطباء إلى استخدام حبوب Clomiphene (هرمون أستروجين صناعي)، يؤخذ بدءا من اليوم الخامس للدورة، فيبدأ بالإرتباط بمستقبلات هرمون الأستروجين في الدماغ في غدة تحت المهاد (حيث يشبه هرمون الأستروجين من حيث التركيب الكيميائي الفراغي)، فترسل إشارات إلى الغدة النخامية لإفراز هرموني LH و FSH المسؤولان عن تنشيط المبيض وتحفيز الإباضة وانطلاق البويضة. أو قد يلجأ الأطباء إلى استعمال هرمون FSH على شكل حقن بدءا من اليوم الثاني للدورة، فيعمل على تنشيط المبيض ونمو عدد كبير من البويضات بداخله، ولكن يختلف عدد الحقن بين حالة علاج حالة المرأة وحالة الإجراء الطبي لعملية حقن مجهري، حيث يكون عدد الحقن أكثر في حالة الإجراء الطبي. ويتم اختيار الدواء المنشط تبعا للحالة المرضية أو الإجراء الطبي، كما يتم ذلك وفق جدول معين وجرعات محددة حسب العوامل التي ذكرناها، مع إجراء الفحوصات الدورية لمتابعة التبويض حتى الوصول إلى حجم معين للبويضة أو مكان معين في قناة فالوب أو عدد معين من البويضات يسمح بإجراء عملية مثل الحقن المجهري مثلا.
متابعة البويضات
يتم متابعة حالة الزوجة بدءا من اليوم التاسع للدورة تقريبا كل يومين لمتابعة المبيضين ونمو البويضات، ويكون ذلك بجهاز الموجات فوق الصوتية المهبلي (المنظار)، وعندما تصل عدد الحويصلات (التي تحوي البويضات) في المبيضين إلى (2-3) وحجم (18-24) ملم يتم إيقاف الإبر المنشطة وتعطى حقنة التبويض (أو التفجير) ليكتمل نمو البويضات ويخرجن من المبيض إلى قناة فالوب، حيث يتم خروج البويضات من حويصلاتها في المبيض بعد (36-38) ساعة تقريبا من أخذ الحقنة، وتصبح البويضات جاهزة للتلقيح سواء بالطريقة الطبيعية أو التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري.
تحذير
لا يتم إعادة تناول المنشطات قبل مرور (6-12) شهرا دون حدوث الحمل، أو إستخدام هذه الحقن دون استشارة الطبيب أو بدون متابعة نمو البويضات بشكل دقيق، حيث إنّ لهذه المنشطات آثار جانبية خطير تتمثل بتضخم المبيضين وتجمع السوائل في منطقة الحوض، وقد تؤدي إلى الفشل الكلوي.