لمساعدة الطفل في مواجهة خوفه من المهم بدايةً فهم مخاوف الطفل وأخذها على محمل الجد دون تجاهلها، والنظر إليها من منظور الطفل دون استخفاف، فالأطفال قد يخافون من الظلام، أو من ظهور وحش لهم في الغرفة المظلمة
لمساعدة الطفل في مواجهة خوفه من المهم بدايةً فهم مخاوف الطفل وأخذها على محمل الجد دون تجاهلها، والنظر إليها من منظور الطفل دون استخفاف، فالأطفال قد يخافون من الظلام، أو من ظهور وحش لهم في الغرفة المظلمة حيث قد يعتبرها الكبار لا تستدعي الخوف، لكّنهم يجب أن يتقبّلوا خوف الأطفال والحديث معهم حول مخاوفهم ومشاركتهم مشاعرهم وهذا ما يمنح الطفل شيئاَ من الراحة ويزيد الترابط مع الطفل.
قد يؤدي تعريض الطفل لفعل شيء يخافه لمفاقمة مخاوفه بدلاً من التخلّص منها، فلا يجب إجبار الطفل على مواجهة مخاوفه، بل لا بدّ من منحه الوقت الكافي لضبط خوفه والتغلّب عليه، مع تقديم الرعاية والدعم التي يحتاجهما الطفل.
وتشير هانا كريستيانزن، التي ترأس فريق علم النفس السريري للأطفال والمراهقين، في جامعة ماربورغ، إلى أن الخوف من الوحوش أمر طبيعي للغاية للأطفال في سن نمو معينة. يخاف الأطفال في البداية من الغرباء والأشياء غير المعروفة والأصوات المرتفعة والارتفاعات. وبحلول سن الرابعة يخافون من الحيوانات والظلام ثم من الوجود بمفردهم.
وفي سن ما قبل المدرسة، يخاف الأطفال من الكائنات الخيالية مثل الوحوش والأشباح وكذلك العواصف الرعدية والانفصال وكونهم بمفردهم في الليل. وبمجرد بدء الذهاب للمدرسة، تتغير المخاوف المسيطرة إلى أشياء على صلة بالمدرسة والفشل والاختبارات والإصابات والمرض والوفاة والتدخل الطبي والكوارث والخطف والحوادث البيئية والحروب.
فإن كان الطفل يعاني الخوف من الظلام فيجب أن يقوم الأهل بخلق روتين هادئ خاص له قبل النوم؛ كقراءة قصة له، والنوم بجانبه أو الغناء له، وإن كان يخاف وجود الوحوش تحت السرير فيمكن التحقق معه ألا شيء موجود تحت السرير، وإن كان الطفل يتأثر بالصور والأفلام والمشاهد المخيفة فمن الأفضل تجنّب مشاهدتها معه.