إنّ الصيام سببٌ من أسباب دخول الجنة، فقد أعدّ الله -تعالى- للصائمين باباً في الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون؛ تكريماً من الله -تعالى- لهم، ومصداق ذلك ما رواه سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ في الجنَّةِ باباً يُقالُ له: الرَّيَّانُ، يَدخُلُ مِنه الصَّائمونَ يومَ القيامَةِ، لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم، يُقالُ: أينَ الصَّائمونَ؟ فيَقومونَ لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم، فإذا دَخَلوا أُغلِقَ، فلن يَدخُلَ مِنه أَحدٌ).
كيفية التغلب علي العطشفي رمضان
لقد خلق الله سبحانه وتعالى جسم الإنسان وجعله في حاجة مستمرة إلى الماء، إذ يقول الله سبحانه وتعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء:30] فشعور الصائم بالعطش هو نتيجة طبيعيّة للصيام حيثُ يمتنعُ عن الأكلِ والشربِ لساعاتٍ طويلةٍ ممكن أن تصلُ إلى ستَ عشرةَ ساعةً أيام الصيفِ، وهذا يعني أنّ الجسمَ سوف يفقدُ السوائلَ طوالَ يوم الصيام وهو بحاجة لتعويض ذلك، فيمكن لنا أن نقلّلَ من الشعورِ بالعطشِ وشدّته من خلال اتباع هذه الخطوات الصّحية:
مراعاة نوع الطعام المتناول خلال اليوم السابق ليومِ الصّيام، فعلى الصائم أن يتجنّبَ المأكولات التي تحتوي على نسبة عاليةٍ من التوابلِ والأملاحِ، والحوامض، كالسمكِ، والمخللِ، والليمونِ، والإكثار من تناول الخضروات والفواكه خلال الليل وأثناء فترة السحور؛ نظراً لأنّها تحتوي على نسبة من الماء والألياف؛ إذ تمكث في المعدة فترات طويلة مما يقلل من حدة الشعور بالعطش.
التركيز على تناولِ مجموعةٍ من المشروباتِ مثل العصائرِ الطبيعيّة كالكركديه، والعرقسوس، واللبن الرائب، والبعد عن تناول المشروبات الغازية التي تسبب الشعور بالانتفاخ، والماء المثلج؛ لأنّه يؤدّي إلى انقباض الشعيرات الدموية ممّا يضعف عملية الهضم، والمنبّهات كالشاي والقهوة.
تجنب شرب الماء بكميات كبيرة؛ فالاعتقاد السائد أن شربَ كميات كبيرة من الماءِ سوف يحمي الانسان من الشعورِ بالعطشِ هو اعتقاد خاطئ؛ إذ تقوم الكلية بالتخلّص من المياه الزائدة خلال ساعات قليلة من شربها، إضافة إلى التقليلِ من شرب الماء أثناء تناول الإفطار؛ لأنّه يعيق عملية الهضم حين يمنع اللعاب من النزول إلى الطعام.
تأخير موعد السحور وهو سنة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيُفضّل أن يكونَ السحور في منتصفِ الليل؛ حتى يستطيعَ الصائمُ أن يقاومَ الشعور بالعطشِ، ويُفضّل أن يكونَ السحورُ غذاءً صحياً خفيفاً.
حجب دخول الشمس إلى البيت قدر المستطاع، وعدم التعرّض لها بشكل مباشر.
القيام بالاستحمام بالماء الدافئ، ممّا يخلص الجسم من الزيوت ويفتح المسام العرقية في الجسم، الأمر الذي ويخفّف من الشعور بالعطش.