أهمية الوقت فى الاسلام، اغتنام الوقت فى رمضان،الوقت فى رمضان ، كيف أقضى وقتى فى رمضان ، حال السلف فى رمضان ، حال السلف فى اغتنام الوقت فى رمضان
المحتويات
أهمية الوقت في الإسلام
نعمة الوقت هى من اهم النعم التى أنعم الله بها على الإنسان عامة والمسلم خاصة ، ولأهميته فقد أقسم الله -تعالى- به في عدد من المواضع في القرآن الكريم فقال: (وَالْفَجْر*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وقال أيضاً: (وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)، وقال في موضع آخر: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى*وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)، ومن المعلوم عند العلماء أنّ الله -تعالى- إذا أقسم بشيء كان المُراد من ذلك لفت الأنظار إليه، والتنبيه على أهميته، حيث شرع الله -تعالى- على المسلمين عبادات كثيرة، وحدّد لبعضها أوقاتاً مخصوصةً كالصلوات الخمس، والصيام المفروض في رمضان، والحجّ إلى بيت الله الحرام، بل وأخبر عن بعض العبادات الأخرى غير المحدّدة بوقتٍ أنّها تكون أفضل وأكبر أجراً ومنفعة للعبد إذا أدّاها في أوقات معينة؛ كالتسبيح، والاستغفار الذين أخبر الله -عزّ وجلّ- أنّهما أفضل وقت السحر في قوله: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)، وفي هذا كلّه إشارة من الله -عزّ وجلّ- على أهمية الوقت، وضرورة استثماره في فعل الطاعات، والقيام بالعبادات، والتقرّب من رب العباد.
وورد فى سنة الحبيب -صلّى الله عليه وسلّم- تأكيد على أهميّة الوقت كذلك، وضرورة المسارعة في استثماره بما يرضي الله، حيث قال: (لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِه فيما فعل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيما أنفقَه، وعن جسمِه فيما أبلاهُ)، وكذلك قال: (نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ).
الوقت في رمضان
في شهر رمضان المبارك هو شهر اغتنام الوقت فمن لم يغتنم وقت رمضان ف العبادة وتحصيل مايقدر عليه من الحسنات والقرب من الله خسر وقتا من اعظم الأوفات التى تمر على الانسان؛ لما خصّه الله -تعالى- بخصائصٍ عديدةٍ جعلته موسماً للحصاد والخيرات، فقد جعل الله -تعالى- له خصائص عظيمة، فهو موسم لمغفرة الذنوب، ومضاعفة الأجور، والتقرّب من المولى عزّ وجلّ، وقد وصفه الله -تعالى- بأنّه: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)، وفي هذا الوصف ما يُشعر بسرعة انقضائه، وأنّ الوقت فيه هام جداً، لذا فعلى الإنسان الاهتمام باستثماره خير استثمار، والاستفادة من أوقاته قدر ما يستطيع.
كيفية قضاء الوقت في رمضان
لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الوقت في رمضان يحسُن بالإنسان أن يهيئ نفسه وقلبه لرمضان مُسبقاً، فيستمع لبعض المحاضرات عن فضله، أو يقرأ بعض الكلمات في أهميته، لعلّ قلبه يتشوّق بذلك ويعزم على الاجتهاد فيه بشكلٍ كبيرٍ، ثمّ يأخذ بعد ذلك في تحديد الوقت الذي يستطيع تفريغه واستثماره في العبادة في رمضان، فيحدّد تلك الساعات بدقّة ليعمل فيها على تحقيق أهدافه المرجوّة من رمضان، بعدها يحدّد تلك الأهداف، وصحيح أن الهدف الأكبر لرمضان تحقيق التقوى في قلب الإنسان إلّا أنّه من الهام أن يفصّل في ذلك، فيكتب أهدافاً أكثر دقّة يسعى للوصول إليها، فيكون من هذه الأهداف ما هو متعلّق بعدد الختمات التي ينوي ختمها من القرآن الكريم، وكم منها سيكون للقراءة، وكم سيكون للتدبّر أو الحفظ، وما هي الأفعال التي يريد القيام بها في مجال برّ الوالدين، أو صلة الأرحام، وما هي العادات أو الذنوب التي يريد التخلّص منها، وما هي البرامج الفضائية المفيدة التي ينوي حضورها، وغير ذلك من الأهداف التي يريد تحقيقها.
وعلى المسلم كذلك أن يحرص على الابتعاد عن وسائل الإعلام في رمضان إن كان يريد فعلاً أن يقضي وقته فيما ينفعه، ومن الوسائل التي يمكن للإنسان فيها استثمار الوقت في رمضان بأكبر قدر من الأجور أن يفطّر الصائمين؛ لأنّ من فطّر صائماً كان له من الأجر مثل ذلك الصائم كما أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وله أن يحرص على الدعاء وقت الإفطار فدعاءه حينها مجاب بإذن الله، وليجتهد في البقاء في المسجد بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، فيكون في ذلك الوقت بين قراءة للقرآن وذكر لله عزّ وجلّ، ثمّ يصلّي ركعتي الضحى، وذلك لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلّى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ)، وليحرص المسلم في رمضان على إدراك تكبيرة ال