تُعاني العديد من السيدات من مشكلة غزارة الطمث (بالإنجليزية: Menorrhagia)، وتتمثل هذه الحالة باستمرار الحيض مدة تزيد عن الحدود الطبيعية وبنزف غزير، وتُعتبر هذه المشكلة شائعة لدى النّساء؛ إذ تُعاني منها امرأة واحدة من بين كل عشرين امرأة، وفي الحقيقة تتطلب هذه الحالة التّوجه للطبيب واتّخاذ الإجراءات المُناسبة خاصّة في الحالات التي تؤثر فيها غزارة الطمث في الأنشطة اليومية لحياة المرأة، وبشكلٍ عامّ قد تتسبّب هذه الحالة بحدوث بعض المُضاعفات كفقر الدم، واضطرابات النّوم، والشعور بألم أسفل البطن، وغير ذلك.
تخفيف نزيف الدورة الشهرية
العلاجات المنزلية والطبيعية
هُناك العديد من الطُرق المنزلية التي يُمكن اتّباعها لتخفيف الأعراض المُرتبطة بغزارة الطمث، وفيما يأتي بيان لأبرزها:
تناول كمية كافية من الماء: ففي الحقيقة تفقد المرأة كمية كبيرة من سوائل جسمها في فترة الطمث خاصّة عند المُعاناة من غزارته، وقد تتسبّب هذه الحالة بانخفاض حجم الدم لدى المرأة، لذلك يُنصح بشرب ما مقداره أربعة إلى ستة أكواب إضافية من الماء بشكل يومي حفاظاً على حجم الدم.
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي: حيث يُساعد هذا الفيتامين على امتصاص الحديد، وهذا بحدّ ذاته يقي من الإصابة بفقر الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفيتامين يوجد بكميات وافرة في البرتقال، والفليفلة الخضراء والحمراء، والكيوي، والفراولة، وعصير الطماطم.
إضافة المزيد من الحديد إلى النّظام الغذائي: فكما ذكرنا سابقاً فقد يتسبّب نزيف الطمث بالمُعاناة من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، ولذلك يُعتبر تناول الأطعمة الغنية بالحديد أمراً ضرورياً في هذه المرحلة، ومن هذه الأطعمة: لحم البقر، والدجاج، والديك الرومي، والفاصولياء، والسبانخ. وتجدر الإشارة إلى إمكانية طهي الطعام في مقلاة مصنوعة من الحديد بهدف زيادة كمية الحديد، إذ يرى العديد من الخبراء أنّ الأطعمة تمتص معظم الحديد عند طهيها في هذا النّوع من الأواني، كما أنّ تحريك الوعاء أثناء الطهي له دور في سحب المزيد من الحديد إلى الطعام، وتجدر الإشارة إلى تجنّب المُبالغة في ذلك تفادياً للآثار الضارة التي قد تحدث نتيجة زيادة مستوى الحديد في الجسم.
استخدام كمادات الثلج: فعند المُعاناة من غزارة الطمث يُنصح بوضع كيس من الثلج على البطن مدة ثلث دقيقة بحيث يتمّ تكرار ذلك عدّة مرات في اليوم الواحد.
المكمّلات الغذائية
قد يساعد تناول الفيتامينات أثناء الدورة الشهرية على تخفيف النّزيف وتعويض ما تخسره المرأة أثناء هذه الفترة، ويُنصح باستشارة الطبيب قبل تناول هذه المكمّلات ليُحدّد مدى حاجة المرأة لها، والجرعة المناسبة، والآثار الجانبية، والتفاعلات التي قد تحدث، وفيما يأتي بيان لأبرز المكمّلات التي يُمكن استخدامها في هذه الحالة:
فيتامين سي: حيث يُساهم في تعزيز امتصاص الحديد، وبالتالي الحدّ من المُعاناة من فقر الدم الناجم عن عوز الحديد، بالإضافة إلى دور فيتامين سي في السيطرة على النزيف.
الحديد: فقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ نقص الحديد قد يُساهم في غزارة الطمث، وقد يُلجأ إلى استخدام مكمّلات الحديد في الحالات التي لا يكون فيها النّظام الغذائيّ كفيلاً في تحسين مستويات هذا العنصر في الجسم.
العسل الأسود: (بالإنجليزية: Blackstrap molasses)، ويُعتبر هذا المُنتج مصدراً غنياً بالعديد من العناصر؛ بما في ذلك الحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والسيلينيوم.
الخيارات الدوائيّة
هناك العديد من الخيارات الدوائية التي يمكن أن يلجأ إليها الطبيب المختص في حال المُعاناة من غزارة الطمث، ويختار الطبيب فيما بينها بناءً على التاريخ الصحّي للمرأة، وفيما يأتي بيان أبرز هذه الخيارات الدوائية:
موانع الحمل التي تُعطى عن طريق الفم: (بالإنجليزية: Oral contraceptives)، إذ تُساهم هذه الأدوية في تخفيف نزيف الطمث بنسبة تبلغ حوالي 60%، نظراً لقدرتها على منع الإباضة وتخفيف سمك بطانة الرحم.
البروجيستين: (بالإنجليزية: Progestin)، حيث يُساهم في تخفيف نزيف الطمث بنسبة تبلغ حوالي 15%، إذ يُساهم في الحدّ من تأثير الإستروجين في الجسم، والحدّ من نمو بطانة الرحم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية هي أكثر الأدوية الموصوفة لعلاج غزارة الطمث.
اللولب الرحمي: (بالإنجليزية: Intrauterine device)، ويُستخدم ليفونورجيستريل (بالإنجليزية: Levonorgestrel) كأحد أشكال اللولب الرحمي لعلاج غزارة الطمث لدى النّساء اللاتي يستخدمن هذه الوسيلة للوقاية من منع الحمل، وفي الحقيقة يُنصح بهذا النّوع للنّساء اللاتي يمتلكن طفلاً واحداً على الأقل.
الخيارات الجراحية
يُلجأ للجراحة في الحالات التي لا تُجدي فيها الخيارات الدوائية مفعولاً في السيطرة على الأعراض، وفيما يأتي بيان لأبرز أنواع الجراحة التي قد تخضع المرأة لها في هذه الحالة:
استئصال الرحم: (بالإنجليزية: Hysterectomy)، وتتطلب هذه الجراحة إدخالاً إلى المستشفى وفترة من الراحة تمتد عدّة أسابيع، ويُعتبر هذا الخيار الجراحيّ فعّالاً في إنهاء نزيف الرحم بشكل تامّ بحيث تنقطع الدورة الشهرية عن المرأة بشكل كليّ في هذه الحالة.
إصمام الشريان الرحمي: (بالإنجليزية: Uterine artery embolization)، ويُلجأ لهذه الجراحة في حالات المُعاناة من الأورام الليفية الرحمية أيضاً.
استئصال الورم العضلي: (بالإنجليزية: Myomectomy)، وتُجرى هذه الجراحة بهدف إزالة الأورام الليفية الرحمية أيضاً.