سورة النّساء
كيفية حفظ سورة النساء
نصائح في حفظ القرآن الكريم
سورة النّساء هي السّورة الرّابعة في ترتيب السور في المصحف الشّريف، ويأتي تصنيفها بأنّها السّورة الثّالثة من ضمن السّور السّبع الطّوال، وهنّ السّور الأكثر طولاً من حيث عدد الآيات في القرآن الكريم، وتعدّ سورة النّساء من السّور المدنيّة الّتي نزلت بعد الهجرة، ومن يقرأ هذه السّورة ينال أجراً عظيماً كغيرها من سور القرآن الكريم، فبكلّ حرفٍ يقرؤه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والله تعالى يضاعف لمن يشاء.
وتسمّى سورة النّساء بالنّساء الكبرى، لاشتمالها على الأحكام الكثيرة المتعلّقة بالنّساء؛ من حيث الزّواج، والطّلاق، والتّعدد في الزّوجات، والميراث، وقد نزلت سورة النّساء بعد سورة الممتحنة، أي يأتي ترتيبها في النّزول السّورة الثّانية والتّسعون، ويبلغ عدد آياتها مئة وستٌّ وسبعون آية.
هنالك طرق متعدّدة يُفضّل اتّباعها خلال حفظ سورة النّساء، وكذلك أيّ سورةٍ من القرآن الكريم، حيث إنّها تساعد على أن يكون الحفظ ممكّناً ومتقناً، ومن هذه القواعد المهمة في الحفظ:
الطّريقة الأولى: حفظ الوجه الأوّل من السّورة؛ وذلك بالبدء بقراءة الآية الأولى من السّورة عشرين مرّة، ثمّ قراءة الآية الثّانية عشرين مرّة، ثمّ قراءة الآية الثّالثة عشرين مرّة، ثمّ قراءة الآية الرابعة عشرين مرّة، ثمّ قراءة الأربع آيات مع الربط بينهم عشرين مرة، وتكرار ذلك مع الأربع آيات اللاحقة، ثمّ ربط الثماني آيات معاً وتكرارها عشرين مرة، والاستمرار كذلك إلى حين الانتهاء من الآيات الموجودة في الوجه الأوّل، وإعادتها كاملةً عشرين مرّة، فهكذا يفعل الحافظ في كلّ وجهٍ من وجوه السّورة، وقبل الانتقال إلى حفظ الوجه الثّاني في اليوم التّالي، يجب عليه أن يعيد الوجه السّابق من بدايته إلى نهايته عشرين مرّة لكي يكون مثبّتاً.
الطّريقة الثّانية: وهي أن يقرأ المسلم الصّفحة من السّورة من بدايتها إلى نهايتها بشكلٍ صحيحٍ، وهادئٍ، وهو مطمئنّ البال، وصافي الذّهن، وتكرارها من ثلاث إلى خمس مرّات، بعد ذلك يغلق المصحف، ويسمّع الصّفحة الّتي قرأها قراءة متأنيّة، فإذا لم يكن قد حفظ الصّفحة كاملة، فقد يستعين ويفتح المصحف، لكنّه يكون قد حفظ جزءاً منها، فكلّما استعان ونظر للمصحف لموضعٍ ما، في المرّة القادمة لن ينظر إليه ويكون قد حفظه، ولو أعاد تسميع الصفحة على سبيل المثال مرّتين فلا بأس، لأنّه في المرّة الثّالثة سيكون قد أتمّ حفظها، وبعد ذلك يكرّر تسميع الصّفحة بعد إتقانها حوالي ثلاث مرّات.
الطّريقة الثّالثة: وهي تسمّى بطريقة الآيات، وهي أن يقرأ المسلم الآية الأولى ويكرّرها من مرّتين إلى ثلاث مرات، ثمّ يسمّعها، ثمّ ينتقل للآية الثّانية، ويقرؤها من مرّتين إلى ثلاث، ثمّ يسمّعها، بعد ذلك يسمّع الآيتين الأولى والثّانية معاً، ثمّ ينتقل للآية الثّالثة ويفعل مثل ما فعل بالأولى والثّانية، ثمّ يسمّع الثّلاث آيات معاً، ويستمرّ على ذلك إلى حين الانتهاء من الصّفحة، ثمّ يكررها كاملةً ثلاث مرّات، وهكذا حتى إتمام السّورة.
وحتّى تكون هذه الطّرق فعّالة في الحفظ، فهنالك بعض الشّروط الواجب توافرها خلال اتّباع هذه الطّرق ليكون الحفظ صحيحاً ومتقناً، ومن هذه الشّروط:
قراءة الآيات الكريمة قراءةً صحيحةً خاليةً من الأخطاء، وذلك بالعمل على تصحيح نطق اللّسان بالمخارج، وإخراجها من مخرجها الصّحيح، وتصحيح الحركات، وتلاوة الآيات بشكلٍ سليم.
الحرص على تسميع ما حُفظ لشخص آخر، فذلك أقوَم لتصحيح الأخطاء الّتي يقع فيها الحافظ، وربّما لا ينتبه عليها بنفسه.
تكرار تسميع المحفوظ في الأوقات القريبة من الحفظ، حتّى يكون الحفظ ثابتاً، ولا يتفلّت.
ربط الآيات والصّفحات المحفوظة بما سبقها.
هنالك بعض النّصائح والوسائل الّتي تُعين من يريد حفظ القرآن الكريم على حفظه، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضٍ من هذه النّصائح:
إخلاص النّية لله تعالى، فينبغي أن تكون نيّة حافظ القرآن الكريم هي ابتغاء رضا الله تعالى، وكسب الأجر والثّواب الحاصل من حفظه.
الحرص على الحفظ في عمر صّغير، لأنّ الحفظ في هذا العمر أفضل وأقوى.
الاستعانة قبل الحفظ بكتب التّفاسير المختلفة، الّتي تساعد على معرفة معاني الكلمات، وأسباب نزول الآيات.
اختيار المكان المناسب للحفظ، والأفضل أن يكون بعيداً عمّا يشتّت الحافظ، وأن يعينه على ترك المعاصي وعدم ارتكابها.
الذّهاب لدورات تحفيظ القرآن الكريم خلال عقدها، والتزام الجماعة، والصّحبة الصّالحة في ذلك، فكلّما كان الإنسان في جماعةٍ فيما يفعل كان ذلك أفضل له، وإن لم يكن باستطاعته أن يلتحق بدورات التّحفيظ، فعليه أن يلتزم مع شخصٍ معيّنٍ خلال حفظه، ليساعده، ويقويّه على الحفظ، وينصحه إذا أخطأ.
استخدام المسلم لمصحف واحد خلال حفظه، والأفضل أن لا يستخدم مصحف الحرمين الموّجه، لإمكان الخطأ وتداخل الصفحات.
بدء الحفظ بقدرٍ قليلٍ، ومناسب، فلا يكثر الحفظ من أوّل مرّة، حتّى لا تفتر الهمّة، فيبدأ المسلم الحفظ بذلك القدر ثمّ يزيده قدر المستطاع، فعلى سبيل المثال يحفظ نصف وجه في أوّل أسبوع، ثمّ في الأسبوع الّذي يليه يحفظ وجهاً، وهكذا يزيد بالتدريج.
الالتزام بالورد اليومي؛ من حيث الحفظ، ومراجعته، وقراءة القرآن الكريم، والحفاظ على ذلك قدر المستطاع.
الانتقال بين السّور أثناء الحفظ، أي حين إتمام حفظ السّابق فعلى الحافظ أن يمكّنه، ثمّ ينتقل إلى التّالي، حتّى لو استغرق وقتاً طويلاً في الحفظ السّابق.
قراءة ما تمّ حفظه من الآيات الكريمة، أو مراجعته في الصّلوات النوافل، سواءً السّنن، أو قيام اللّيل.
استغلال الأوقات الثّمينة في الحفظ والمراجعة، كشهر رمضان المبارك، وأيّام ذي الحجّة، ويوم الجمعة.
الحفظ في الوقت الّذي يشعر فيه الحافظ بالرّاحة والسّكينة، ليكون حفظه متقناً، وأفضل الأوقات الّتي يكون فيها الحفظ مثبّتاً هو وقت الفجر، لكن بعض الأشخاص لا يفضلّون هذا الوقت؛ لشعورهم بأنّه ليس الوقت الأمثل لهم.