الصلاة ، فضل الصلاة ، أهمية الصلاة ، مظاهر وسوسة الشيطان فى الصلاة ، كيف أتخلص من وسوة الشيطان فى الصلاة
أهميّة الصّلاة
الصّلاة هي عمود الدين، وهي الرُّكن العظيم من أركان الإسلام، الذي لا يتمّ الإسلام إلّا به، وهي أول ما يُسأَل عنه العبد يوم القيامة، ولعِظمة مكانتها فقد فرضها الله -عزّ وجلّ- في السّماء ليلةَ الإسراء والمعراج، حيث كانت في بداية فرضيّتها خمسين صلاةً في اليوم والليلة، فما زال سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- يُراجع ربّه فيها حتّى استقرّ أمرها على خمس صلوات في اليوم والليلة، وقد جعلها المولى -سبحانه- بأجر خمسين صلاةً.
والصّلاة عبادة توقيفيّة، فلها شروط وأركان، ولها أحكام كثيرة يُحسُن بالمسلم أن يتفقّه فيها، وقد أمرنا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأداء الصّلاة كما كان يؤدّيها هو، فقد قال:(صلّوا كما رأيتموني أصلّي(، ولأنّ الصّلاة صِلةٌ للعبد بربّه؛ فإنّ الشيطان يحاول بكلّ ما أُوتِي من مكرٍ وخبثٍ ومكيدةٍ أن يصرف المسلم عن الخشوع فيها، لذا فعلى المُصلّي أن يُجهد نفسه للتّخلّص من وسوسة الشيطان أثناء وقوفه بين يدَي الله تعالى، فكيف يكون ذلك؟
مظاهر وسوسة الشيطان في الصّلاة
تبدأ وسوسة الشيطان للمصلّي بتشكيكه بانعقاد نيّته عند الشروع بالصّلاة؛ فقد يجهرُ بالنيّة بشكلٍ مُبالَغٍ فيه، والنّية محلّها القلب، ومن وسوسة الشيطان ما يهمّ به بعض المصلّين من إعادة الصّلاة، لورود الرّيب إلى قلبه من ترك ركنٍ فيها، أو حصول ما يُبطلها، وتظهر آثار الوسوسة عند بعض المُصلّين بتشديد وتكرار النّطق بتلاوة الآيات، أو الأذكار المشروعة في الصّلاة، وأحياناً تكون الوسوسة في الصّلاة بتكرار المصلّي لتكبيرة الإحرام؛ إذ يدخل الشكّ بأنّه لم ينوِ، فيقطع صلاته مرّاتٍ عدّةً تبعاً للشكّ، وقد يقطع المصلّي صلاته لدخول الشكّ في صحّة الوضوء أو انقطاعه.
كيفيّة التخلص من وسوسة الشيطان في الصّلاة
دلّ الشرع الحكيم على الوسائل الناجحة للتّخلص من الوسوسة، وبيّن ما يُعين على السلامة منها، وتحقيق الخشوع في الصّلاة، ومن ذلك ما يأتي:
مُجاهَدة النّفس في دفع الوسوسة، والاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم، ثمّ التّفل على جهة اليسار، وتعويد النّفس على عدم الانسياق لتلك الوساوس، وقد اشتكى أحد الصّحابة -رضي الله عنهم- للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّ الشيطان حال بينه وبين صلاته، حتّى ما عاد يعرف ما قرأ فيها؛ فأرشده الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقال له: (ذاك شيطانٌ يُقالُ له خَنزَبٌ، فإذا أحسستَه فتعوَّذْ بالله منه، واتفُل على يسارِك ثلاثاً).
الاحتماء بالله عزّ وجلّ، والدُّعاء والتضرّع له بأن يمنع عنه تلك الوساوس، مع ضرورة استحضار معاني الآيات التي تُقرَأ في الصّلاة، فإنّ في تدبّر ما يُقرَأ في الصّلاة، أو ما يُسمَع من الإمام حفظ للقلب من حظّ الشيطان، قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
استذكار معنى الوقوف بين يدي الله -سبحانه وتعالى- وجلاله، وأنّه مُطَّلِع على صلاة عبده.
حرص المسلم قبل الشروع بالصّلاة أن يخلّص نفسه من كلّ العلائق، والشواغل، والحاجات التي يُمكن أن تشغل باله وذهنه في الصّلاة، أو يكثُر تردّدها في خاطره؛ فإنّ قطْعَ السبيل عنها أصلٌ في دفع الوسوسة، وأدعى لحضور الذّهن، وامتلاك الفكر، وتمكّن الخشوع في صلاة العبد.
ضرورة انتباه المصلّي على لذّة مناجاة الله تعالى، ومتعة الوقوف بين يديه، التي لا تتحصّل إلا بأداء الصّلاة بخشوعها والخضوع فيها، وقد أثنى المولى -سبحانه- على من كانت تلك صفتهم فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).
الإكثار من تلاوة سورة البقرة في المنزل، وتعويد اللسان على ترديد سورتَي الفلق والنّاس، وآية الكرسي، والأذكار التي تعصم من وسوسة الشيطان؛ فإنّ في ذلك حصانةً للمسلم من تمكّن الشيطان من صلاة العبد، مع التأكيد على الاحتراس من دخول اليأس إلى قلب العبد، وقنوطه من رحمه الله تعالى.
إكثار العبد من الاستغفار؛ فلعلّ سيطرة الشيطان على صلاة العبد بسبب الذنوب التي تحتاج إلى تجديد التوبة، والإنابة إلى الله تعالى.