تُدعى أنثى الخيل فرساً إن كان عمرها أقل من ثلاث سنوات، بينما تُدعى حجراً إن كان عمرها يزيد عن خمس سنوات، تتميّز بشكل جسمها المتناسق، وقوائمها المرتفعة القويّة، وهي أصغر حجماً من الذكر، إلا أنّها تفوقه في قوّة تحمّلها وأدائها للأعمال المختلفة خاصّة الشاقّة منها.
موسم التناسل عند الخيل
تتباين مواسم التناسل عند الخيول ذكورها وإناثها؛ فالذكور تكون على استعداد للتناسل على مدار العام، بينما يعتمد الأمر عند الإناث على حدوث ما يُسمّى بدورة الشبق، وهي الوقت الذي تكون فيه الفرس على استعداد للحمل، ويتأثر كثيراً بطبيعة البيئة المحيطة بها؛ فالإناث التي تُربّى في السهول والمروج المزهرة تكون مستعدة للحمل في فترة الربيع وتوفّر الغذاء، بينما الأفراس المدجّنة والتي تعيش في إسطبلات مُجهّزة ويتوفر لها الغذاء بشكل مستمرّ فإنها تنشط جنسياً على مدار العام، وهذا يدل على ارتباط النشاط الجنسيّ عند الإناث بالظروف البيئيّة المحيطة بها.
مدّة الحمل
تحمل الفرس بجنين واحد كلّ عام، لذا تُعدّ من أقلّ حيوانات المزرعة تكاثراً مقارنة بغيرها من الحيوانات المدجّنة، مثل: الأبقار، والأغنام، وتتراوح فترة حملها بين ثلاثمئة وستة وثلاثين يوماً وثلاثمئة واثنين وأربعين يوماً حسب نوع السلالة التي تنتمي لها، ففي بعض السلالات تلد الأنثى بعد مرور مدّة ثلاثمئة وعشرين يوماً من الحمل، وفي بعضها الآخر تؤخر ميعاد الولادة إلى أن تشعر بالأمان وتتأكد من عدم وجود من يراقبها، وحتى تهيّئ المكان المناسب للولادة، وهذه من العادات التي لا زالت تحتفظ بها من حياتها البريّة التي كانت تتطلّب منها الحيطة والحذر عند حدوث عمليّة الوضع، خوفاً من مباغتة الأعداء لها، وتعرّضها للخطر هي وصغيرها.
مراحل الولادة
مرحلة طلق ما قبل الولادة
تُخرِج الفرس في هذه المرحلة سوائل مخاطيّة، وتتبوّل بشكل لا إرادي بكثرة، وهذه علامات أكيدة على اقتراب موعد الولادة، تحدث بعد ذلك تقلّصات لا إراديّة في رحمها، ويستدير الجنين استدارةً تامّةً لاتخاذ وضعية الخروج من الرحم، حيث يرتخي عنق الرحم تماماً، ويزداد الدفع التلقائيّ تدريجياً عندها، وتظهر عليها حالة من الاضطراب والتعرق الشديدين، والتي تدلّ على مدى الألم الذي تشعر به، ويفضّل ترك الفرس وحدها دون تدخّل خارجي في هذه المرحلة، إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
مرحلة الولادة
تبقى الفرس في حالة اضطراب وألم شديدين قبل وأثناء حدوث تقلّصات الولادة، فمرّة تستلقي على الأرض، وتتقلب عليها، ثمّ تثب واقفة مرّة واحدة، وتستمرّ هذه الحالة إلى أن يقترب الجنين من الحوض، ويتزايد تردد التقلّصات الرحمية حتى يصبح دقيقتين أو ثلاثة، لتستمرّ هذه الحالة مدّة ست ساعات حتّى ينفجر كيس الماء المحيط بالجنين، ويخرج سائله من المهبل.
تستلقي الفرس في هذه الفترة على الأرض منهكةً، وتبدأ بالانتفاض بقوّة كلّما راودها ألم المخاض القويّ، فتصدر أصواتاً عالية تشبه النخير، وتُحرّك قوائمها الأربعة رغبةً في دفع الجنين إلى الخارج، والتخلّص من هذا الألم الذي تشعر به كلّه، وعندما يصل الجنين إلى الحوض، يُدفع بسبب التقلصات الرحمية إلى عنق الرحم، ومن ثمّ إلى فتحة الفرج، فتظهر حوافره الأمامية أوّلاً ومن ثمّ ينساب شيئاً فشيئاً إلى خارج الرّحم، وهو مكسوٌّ تماماً بغشاء شفاف يُدعى برقع الجنين، والذي يتفجّر عند أوّل محاولة حركة للصغير.
مرحلة خروج الجنين
بعد خروج الجنين من برقعه ينقطع الحبل السريّ بعد وقوف الفرس الأم على قدميها ووضع المولود، ثمّ يغلق صمام الدم الذي كان يمرّر الدم بين المشيمة والجنين؛ حتّى يمنع نزف الدم من الجنين فور ولادته، ويصبح الصغير قادراً على التنفس بشكل طبيعي، وتلعق الأم صغيرها المهر؛ حتى تخلّصه من الأوساخ العالقة في جسمه، وحتّى تمنحه الدفء والسكينة، ليبدأ بعدها الصغير بالرضاعة بعد نصف ساعة من الولادة.