الليل
هو وقت الهدوء والسكينة والراحة ولكنه بالنسبة للمحبين يصبح مقلق ومؤرق لينظم فيه العاشق أجمل الكلام لمحبوبته، وهنا إليكم في مقالي هذا شعر عن الليل والحب
علي محمود طه
تسائلني حلوة المبسم متى
أنت فبّلتني في فمي تحدّثت
عني وعن قبلة فيا لك من كاذب
ملهم قلت أعابثها: بل نسيت
وفي الثّغر كانت وفي المعصم
فإن تنكرينها فما حيلتي وها
هي ذي شعلة في دمي سلي
شفتيك بما حسّتاه من شفتي شاعر
مغرم ألم تغمضي عندها ناظريك
وبالرّاحتين ألم تحتمي هبي أنذها
نعمة نلتها ومن غير قصد.. فلاتندمي
فإن شئت أرجعتها ثانيا مضاعفة للفم
المنعم فقالت وغضذت بأهدابها إذا
كان حقا فلا تحجم سأغمض عينيّ كي
لا أراك وما في صنيعك من مأثم كأنّك
في الحلم قبّلتني فقلت وأفديك أن تحلمي
فاروق جويدة
ويسألني الليل أين الرفاق وأين
رحيق المنى والسنين وأين النجوم
تناجيك عشقا وتسكب في راحتيك
الحنين وأين النسيم وقد هام شوقا
بعطر من الهمس لا يستكين وأين
هواك بدرب الحيارى يتيه اختيالا على
العاشقين فقلت: أتسألني عن زمان يمزق
حبا أبى أن يلين وساءلت دهري:
أين الأماني فقال: توارت مع الراحلين ولم يبق
شيء سوى أغنيات وأطياف لحن شجي
الرنين وحدقت في الكأس:
أين الرفاق فقالت:
تعبت من السائلين ففي كل يوم طيور
تغني وزهر يناجي ونجم حزين
ودار تسائلني مقلتاها: متى سيعود
صفاء السنين وفوق النوافذ أشلاء
عطر ينام حزينا على الياسمين ثيابك
في البيت تبكي عليك ترى في الثياب
يعيش الحنين وعطرك في كل ركن
ورب وقد عاش بعدك مثل السجين
ويسألني الشعر: هل صرت كهلا فقلت:
توارى عبير الشباب فقال بحزن:
أريدك حبا وشوقا يطير بنا للسحاب
أريدك طير على كل روض أريدك زهرا
على كل باب أريدك خمرا بكأس الزمان
فقد يسكر الدهر فينا العذاب أريدك
لحنا شجي المعاني ولو عشت تجري
وراء السراب أريدك لليوم دع ما تولى
ودعك من النبش بين التراب ففي
الروض زهر وعطر.. وطير وفي الأفق
تعلو الأغاني العذاب قضيت حياتك تنعي
الشباب وترثي العهود وتبكي الصحاب