الأذكار
يراد بالذّكر لغه: تارةً يراد به هيئة للنّفس بها يمكّن الإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ، إلاّ أنّ الحفظ يقال اعتبارًا بإحرازه، والذّكر يقال باعتبار استحضاره، وتاره يقال لحضور الشّيء القلب أو القول. ولذلك قيل: الذّكر ذكران: ذكر بالقلب، وذكر باللّسان.
الأذكار في العشر الأوائل من ذي الحِجّة
تعتبر أول عشره أيام من شهر ذي الجحّة مباركه لارتباطها بأيّام الفريضه الخامسة من أركان الإسلام ألا وهو الحج، ولا سيّما يوم عرفة، حيث يجتمع الحُجّاج على جبل عرفة يدعون الله، ويذكرونه، ويُمجّدونه، ويتقرّبون إليه بالدّعاء، والصّلاة وقراءة القرآن، قال تعالى في كتابه العزيز: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)،وأكّد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام هذا الأمر في الحديث الشّريف: (ما من أيام أعظمُ عندَ الله ولا أحب إليه منَ العمل فيهن من هذه الايام العشر فأكثروا فيهن من التهليل، والتكبير).
هناك الكثير من الأشياء المذكورة في أول عشرة أشهر من إنجازات ذي الحجة ، قال تعالى: (الفجر وعشر ليال) ، يعتقد الكثير من المعلقين أن هذه الليالي هي عشرة أيام من ذي الحجة ، والعديد من الأحكام ، وآداب السلوك والفضيلة،التى حددتها دار الافتاء المصرية ومنها:
- أولاً: فضل العشر من ذي الحجة: العشر من ذي الحجة ولياليها أيام مشرفة ومفضلة ، ومضاعفة العمل فيها ، ومن المستحب العمل بجد في العبادة ، وزيادة عمل الخير والبر في كل صوره ، لأن الأعمال الصالحة في هذه الأيام خير من الأعمال الصالحة في أيام أخرى من السنة،: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
- ثانياً: حكم صيام أول ذي الحجة: يستحب صيام أول ذي الحجة ليس لصومه ، بل لإحسان في هذه الأيام ، والصيام عمل صالح ، حتى لو لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صومه هذه الأيام عليه ، ولا يحث عليه في هذه الأيام .
- ثالثاً: حكم صيام يوم عرفة: صوم يوم عرفة سنة فعلية صلى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقوله في صدقه وصدقه. كلمات مرفوعة عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله قال: أخرجها المسلم حتى يصوم يوم عرفة لغير الحاج. وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة ، وصومه يكفر لمدة سنتين: سنة ماضية ، وسنة مقبلة كما ورد في الحديث.روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم.
- رابعاً: حكم صيام اليوم العاشر: صيام اليوم العاشر من ذي الحجة ، ممنوع لأنه يوم عيد الأضحى ، والصيام يوم العيد. يوم عيد الأضحى وأيام التشريق بعد ثلاثة أيام من يوم النحر. وذلك لأن هذه الأيام تمنعها من الصيام. إلى حديث أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ" رواه البخاري ومسلم واللفظ له.