سورة الحجر وسبب نزول السورة الكريمة وتسميتها
المحتويات
1. سورة الحجر
2. سبب التسمية
3. مضمون السورة ومقاصدها
سورة الحجر سورة مكية ماعدا الآية 87 فمدنية ، وهي من المئين وقيل من المثانى ، آياتها 99، وترتيبها في المصحف 15، في الجزء الرابع عشر، نزلت بعد سورة يوسف ، بدأت بحروف مقطعة
" الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ " ، والحجر هي مساكن ثمود قوم صالح.
سبب التسمية
ورد اسم الحجر التى سميت السورة الكريمة عليه في الآية الثمانين منها: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) [الحجر: 80]، والحجر هو مكان سكن قوم ثمود أو مدائن ثمود؛ وهم قوم نبي الله صالح عليه السلام، ولم يتكرر لقب أصحاب الحِجْر في غير هذه السورة في القرآن الكريم، وتناولت السورة الشريفة أحداثهم وتكذيبهم ودعوة النبى
صالح لهم وعذابهم فوصف الله فيها أخذهم بالصيحة جزاءً لطغيانهم وتكذيبهم بالرغم من القوة التي كان الله عز وجلّ قد مكّنهم بها، فقد كانوا ينحتون بيوتاً من الجبال، ويتخذونها سكناً لهم بأمانٍ وسلام، حيث كانت هذه المنازل تُبنى كملاجئ ليختبئوا فيها من الزّلازل والصواعق، وحين عتوا عن أمر الله أخذتهم الصيحة دون أن تغني عنهم
هذه البيوت شيئاً، وفي كلِّ ما سبق دلالة على أنّ الحفظ والرعاية لا تتمُّ دون اتباع أمر الله، وما الوسائل المادية إلّا سببٌ مُتمّمٌ لذلك.
مضمون السورة ومقاصدها
يمكن تقسيم سياق السورة هنا إلى خمس جولات.
الجولة الأولى:
بيان سنة الله التي لا تتخلف في الرسالة والإيمان بها والتكذيب. مبدوءة بذلك الإنذار الضمني الملفع بالتهويل " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ " ومنتهية بأن المكذبين أنما يكذبون عن عناد لا عن نقص في دلائل الايمان " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ" وأنهم جميعاً من طراز واحد : (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين. ما يأتيهم من رسول إلا
كانوا به يستهزئون. كذلك نسلكه في قلوب المجرمين. لايؤمنون به وقد خلت سنة الأولين)
الجولة الثانية:
تأتى على ذكر بعض آيات الله في الكون في السماء وفي الأرض وما بينهما. وقد قدرت بحكمة وأنزلت بقدر :
(ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم. إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين. والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون. وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين. وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم.وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) وإلى الله مرجع كل شيء وكل أحد في الوقت القدر المعلوم : (وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين. وإن ربك هو يحشرهم، إنه حكيم عليم)
الجولة الثالثة:
تعرض قصة البشرية وأصل الهدي والغواية في تركيبها وأسبابها الأصلية، ومصير الغاوين في النهاية والمهتدين. وذلك في خلق آدم من صلصال من حمأ مسنون والنفخ من روح الله في هذا الطين. ثم في غرو إبليس واستكباره وتوليه الغاوين دون المخلصين.
الجولة الرابعة: في مصارع الغابرين من قوم لوط وشعيب وصالح ،(نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو
العذاب الأليم) ثم يتتابع القصص، يجلو رحمة الله مع إبراهيم ولوط، وعذابه لأقوام لوط وشعيب وصالح.. ملحوظاً في هذا القصص أنه يعرض على قريش مصارع أقوام يمرون على أرضهم في طريقهم إلى الشام ويرون آثارهم :
الجولة الخامسة:
والأخيرة فتكشف عن الحق الكامن في خلق السماوات والأرض المتلبس بالساعة وما بعدها من ثواب وعقاب، المتصل بدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو الحق الأكبر الشامل للكون كله، وللبدء والمصير: (وما
خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق، وإن الساعة لآتية فأصفح الصفح الجميل. إن ربك هو الخلاق العليم. ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم..)