النّاقد والأديب طه حسين، وأحد أعظم الأدباء في مِصر، ومن الشّخصيّات التي برزت فيما يتضمّنه الأدب المصريّ من نقد وقصص
يُعدّ طه حسين علي سلامة الملقّب بـِ عميد الأدب العربي أديباً وناقداً مصرياً، وعلماً من أعلام الحركة الأدبية العربية في العصر الحديث، ومن أهمّ إنجازاته تطوير الرواية العربية، أمّا أشهر مؤلفاته فهو كتاب الأيام الذي نشره في عام 1929م وتناول فيه سيرته الذاتية بأسلوب إبداعي.
وُلد طه حسين في عام 1889م في محافظة المينا في مِصر، وفي تلك الفترة كانت الدّولة تحت الاحتلال البريطانيّ، وقد كان طه حسين أخًا لـ10 أطفال، وكان يعيش في حياة مُتواضعة، فلقد كان والده موظفًا بوضع ماليّ محدود جداً. وفي سِنّ الثالثة من عُمره أُصيب بالعمى وذلك على إثْر العديد من أمراض العيون والطّب الشّعبيّ.
كان طه حسين يدرس في مدرسة القرية، ويتعلّم القرآن الكريم فيها، فوالده لم يستطع إرساله إلى مدرسة مُميّزة، وبعد الانتهاء من الدّراسة فيها، تمّ إرساله إلى مدينة القاهرة تحديدًا إلى جامعة جامع الأزهر؛ للدراسة فيها وذلك عام 1902م، إلا أنه انتقل من جامعة الأزهر؛ بسبب محدودية نظام التّعليم فيها.، إذ التحق بالجامعة المصريّة الأهليّة الجديدة، وكانت هذه الجامعة تتطرّق إلى استخدام أساليب تدريس وأفكار لم يتسنّ لطه حسين أن يحصل عليها في الأزهر. حيث حصل فيها على شهادة الدكتوراة في عام 1914م، فكانت رسالته تتحدث عن الفيلسوف السّوريّ الأعمى أبي العلاء المعريّ. وفي عام 1915م حصل على منحة دراسيّة من جامعته للدراسة في جامعة سوربون الفرنسيّة، وكانت دراسته حينها تُعنى بالأدب والفلسفة الشّاملة، كما أنّه اهتمّ بالأدب الفرنسيّ الحديث، وتعلّم الّلاتينيّة، واليونانيّة، وعلم الاجتماع، وعلم النّفس. وعندما حصل على شهادة الدّكتوراه، وشهادة دبلوم الدّراسات العُليا في تاريخ القانون المدنيّ عاد أدراجَه إلى مِصر عام 1919م.
بعد عودة طه حسين إلى مِصر، أصبح مُحاضراً في الجامعة المصريّة الأهليّة يُدرّس التّاريخ القديم والأدب العربيّ. وبعد ذلك كانت له رئاسة قسم الّلغة العربيّة والأدب، ثمّ انتُخِب عميداً فيها. وعُيِّن مُستشاراً للفنون في وزارة التّعليم، وكان رئيساً لجامعة الاسكندريّة في الوقت ذاته، وقد بقي في الوظيفتين حتّى عام 1944م، بالإضافة إلى أنه في الفترة المُمتدّة من عام 1939م وحتّى عام 1942م كان مُراقباً في المجال الثّقافيّ لوزارة التّربية والتّعليم، ثم تولّى وزارة التّربية والتّعليم عام 1950م، واستمرّ فيها عامين، ثمّ رجع إلى المجال الأكاديميّ، فكان أستاذًا جامعيًّا للأدب العربيّ في جامعة القاهرة.
كان لمؤلّفات طه حسين إقبال كبير من قِبَل النّاس، فكان له من المُؤلّفات أكثر من عشرين مُؤلّفاً، كما يملك روايات تُعنى في المجالات الأدبيّة، والثّقافيّة، والنّقديّة، بالإضافة إلى الدّراسات التي أجراها عن المُفكّرين، والشُّعراء. ويَظهرُ جليّاً في مُصنّفاته شغفه بالأدب اليونانيّ، فقام بترجمة الكلاسيكيّات اليونانيّة القديمة، والفرنسيّة الحديثة، كما كان لكتاباته أساليبه المُتعددة؛ لاستعانته بالسّرد أحياناً، أو القصص في أخرى، أو أن يتعمد أسلوب التّشويق، أو التّكرار، فكان أسلوبه مُميّزاً؛ لكونه سهلًا مُمتنعًا. وكانت آخر أعماله في سنة 52 وهو في القاهرة، ومن مُصنّفاته:
كتب المجالات المختلفة:
توفي طه حسين في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1973م، وبوفاته خسر الأدب العربي أحد أهمّ أعمدته، إذ قال عنه عباس محمود العقّاد: "إنّه رجلٌ جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدّي، فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث، من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير"، وقد أثرى طه حسين خلال حياته المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، من أهمّها: في الشعر الجاهلي، وحديث الأربعاء، ومستقبل الثقافة في مصر، ومع أبي العلاء المعري في سجنه، وغيرها