يعتبر الحب مهماً جداً في حياة الإنسان، فهو فطرة يولد عليها، حيث إنّ الحياة تصبح أجمل بوجود شخص يتشارك معه الإنسان تفاصيل يومه، ويبادله مشاعر الحب والاهتمام، ولكن الرجل عندما يحب فهو على الأغلب لا يبوح بمشاعره، ويمكن اكتشاف الرجل الذي يحب من خلال تصرفاته وأفعاله، حيث إنّ الأفعال أحياناً تتحدث بصوت أعلى من الأقوال، فالرجال يعبرون عن حبهم من خلال تصرفاتهم وأفعالهم
تخطىء النساء في فهم ابتعاد الرجل؛ وذلك لأنّ المرأة عادة ما تبتعد لأسباب مختلفة فهي تبعتد عندما لا تثق في أن الرجل سوف يفهم مشاعرها، أو عندما تنجرح مشاعرها وتخشى أن يتكرر ذلك، أو عندما يخطىء الرجل في شيء وتشعر تجاهه بخيبة الأمل يبدل الرجل بشكل تلقائي بين حاجته الى الحب وحاجته إلى الاستقلالية، فهناك طريقتين تعترض بهما المرأة دورة الحب الطبيعية عند الرجل وهما:
سلوك المطاردة: عندما يبتعد الرجل ويؤثرالعزلة والأنسحاب، تتبعه جسدياً؛ فإذا ذهب إلى غرفة أخرى مثلاً ذهبت وراءه عندما يبتعد الرجل، تتبعه عاطفياً ؛ فهي تقلق عليه، وتريد أن تساعده حتى تتحسن مشاعره، وتشعر تجاهه بالشفقة والحزن، وهي تعترض على حاجته إلى أن يبقى بمفرده وتبدو في شوق إليه، وتشعر بجرح مشاعرها وربما تحاول أن تخرجه من عزلته بأن توجه إليه أسئلة تثير بداخلة الشعور بالذنب مثل كيف يمكنك أن تعاملني بهذه الطريقة؟ أو ما الذي دهاك؟ أو ألا تدرك إلى أي مدى أشعر بجرح مشاعري عندما تبتعد عني؟ وتصبح لطيفة ومجاملة أكتر مما ينبغي وهي تحاول أن تكون مثالية حتى لا يجد الرجل أي سبب للأبتعاد والعزلة وتتخلى عن إحساسها بذاتها وتحاول أن تصبح في الصورة التي تعتقد أنه يريدها عليها.
سلوك العقاب: عندما يعاوده الشوق إليها مرة ثانية، تقوم برفضه عندما يرجع إليها، لا تظهر السعادة برجوعه وتلقي باللوم عليه، وهي تعبر عن رفضها لما فعله من خلال كلماتها ونغمة صوتها والنظر إليه بطريقة جريحة عندما يرجع إليها، ترفض مصارحته ومشاطرته مشاعرها، وتصبح باردة وتبدي استياءها منه؛ لأنه آثر العزلة ورفض مصارحتها والحديث معها تتوقف عن أن تثق في أنه يهتم بها بحق، وتعاقبه بعدم الاستماع له وبعدم إعطائه الفرصة لكي يكون رجلاً صالحاً ما يجب أن تعرفه كل امرأة عن الرجال إذا لم يكن لدى الرجل الفرصةللأبتعاد عن المرأة والاختلاء بنفسه لفترةمن الوقت، فلن تواتيه الفرصة أبداً لكي يشعر برغبته القوية في الاقتراب، ومن المهم أن تفهم المرأة أنه إذا ما أصرت على التقارب الدائم أو على "مطاردة" الرجل عندما يؤثر العزلة والابتعاد بنفسه، وبالتالي لن تواتيه الفرصة أبدا لكي يشعر بحنينه العميق وشوقه المتقد إلى الحب.
الرجل الحكيم الرجل عادةً لا يدرك أن انسحابه المفاجىء ثم عودتة فيما بعد لهما أثر كبير على المرأة. ومن خلال هذه الرؤية الجديدة عن مدى تأثر النساء بدورة الحب عند الرجل، يستطيع الرجل أن يدرك أهمية أن يصغي إلى المرأة بإخلاص عندما تتحدث، والرجل الحكيم يفهم ويحترم حاجنها إلى أن يطمئنها بصفة مستمرة إلى أنه مهتم بها وحريص عليها بالفعل، وفي الأوقات التي لا يشعر فيها بحاجته إلى الاختلاء بنفسه، فإن الرجل الحكيم يستغل كل فرصة لكي يستهل محادثة معها.
المرأة الحكيمة تعرف أنها لكي تفتح الحوار مع الرجل يجب عليها ألا تطلب منه الكلام، ولكن تطلب منه الاستماع إليها بإخلاص، وهي على ثقة من أنه سوف يفتح قلبه معها شيئاً فشيئاً، وهي لا تعاقبه أو تطارده إذا ما أراد الاختلاء بنفسه قليلاً، وهي تفهم أن مشاعرها الحميمة تجاهه هي التي تثير في بعض الأحيان حاجته إلى الابتعاد عنها قليلاً، في حين أنه في أوقات أخرى (عندما يكون في طريق العودة إليها).