في القرآن القرآن الكريم هو أعظم معجزات النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، وهو كلام الله عزَّ وجلّ، أنزله لهداية الناس، وتنظيم حياتهم، وبياناً لما جهلوا، وتنوع الإعجاز في القرآن الكريم، من إعجازٍ بيانيّ، وإعجازٍ علميّ، وأعجازٍ تشريعيّ، وإعجازٍ غيبيّ، وسوف نتحدث اليوم عن إعجاز القرآن العلمي.
تحدّثت آيات القرآن الكريم عن الكثير من الآيات الكونيّة والاختراعات والاكتشافات التي أثبتها العلم، فعلى سبيل المثال قوله تعالى:"فإذا انشقت السّماء فكانت وردةً كالدِّهان"؛ فقد أثبت العلم الحديث في رصد الكواكب والأجرام السّماويّة لحظة انفجار نجمٍ في السَّماء فكان يتحوّل إلى اللَّون الأحمر ثُمّ يتشكل بشكل الوردة.
ورد الرَّقم في القرآن للدَّلالة على العدد الفعليّ أو للدَّلالة العلميّة أو لإثبات الحقائق التي أكدها العِلم الحديث؛ فقد وردت كلمة شهرٍ ومشتقاتها 12 مرّة وهو عدد شُهور السَّنة، كما وردت كلمة يومٍ 365 مرةً وهي عدد أيام السّنة، وغيرها الكثير.
يعدّ هذا الإعجاز من أعظم أنواع الإعجاز التي لمسها العرب منذ بعثة النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ فبعد الإسلام وانتشاره في معظم الجزيرة العربيّة ثُمّ العالم أجمع انتقل العرب بفضل تعاليم الإسلام وتشريعاته وتطبيقاته الإصلاحيّة للفرد والمجتمع من قبائل بدويّةٍ متناحرةٍ تشكو الفقر والجوع وضيق الحال إلى سادة الدُّنيا وملوكها؛ ففتحوا بلاد الفرس ووصلوا إلى حدود بعيدةٍ شرقًا وغربًا، ونشروا العدل والمساواة، وملؤوا الكون علمًا ونورًا.آن الكريملتّصويريّ
كما يُعرف أيضًا بالإعجاز البيانيّ، وهذا النّوع من أهمّ أنواع الإعجاز؛ فالعرب أهل البلاغة والفصاحة والأدب، فكانت لهم الأسواق للتّباري في الفصاحة والبيان والشِّعر، ومع كُلِّ بلاغتهم عجزوا عن الإتيان بمثل سورةٍ من سور القرآن أو آيةٍ من آياته، كما أنّ التركيبات اللُّغوية واللَّفظيّة في القرآن تختلف عمّا سواه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قال تعالى: "والذي يُميتني ثُمّ يُحيين" لم يقل في الآية هو؛ لأنّ الكفار والمشركين موقنون بأنّ الله هو من بيده الموت والحياة، لكن الآيات قبلها "هو يطعمني" و" هو يشفين"؛ لأنّ بعض ضعاف النُّفوس قد يراودهم الشّك بأنّ الله هو الشّافي والرازق؛ لذلك جاء بلفظ "هو" لتوكيد المعنى.