يعرف ابن العربي بأنه محمد بن عبد الله بن محمد المعافري، والمعروف بالقاضي أبو بكر بن العربي الإشبيلي المالكي الحافظ، وهو فقيه وعالم أندلسي، ولد في إشبيلية عام 468هـ، قرأ القراءات، وتأدب بأدب بلده، وسمع من أبي محمد بن خزرج، ومن أبي عبد الله بن منظور، وبعدها انتقل مع والده عام 485هـ إلى الشام، حيث سمع من أبي الفضل بن الفرات، ثم ذهب إلى بغداد، وسمع من أبي طلحة النعالي، كما أنه أخذ من الفنون، وأتقن الأصول والفقه والحديث، وتوسع في الرواية، وألف الكثير من الكتب في الحديث، والأصول، والفقه، وتفسير القرآن، ومن أشهر كتبه في تفسير القرآن كتاب أحكامالقرآن الذي سنعرفكم عليه في هذا المقال.
الأحكام، وكان بذلك مناصراً لمذهب الإمام مالك بن أنس، علماً أنه رجّح المذاهب الأخرى التي تعزز رأيه واختياره، كما وضّح منهج كتابه في المقدمة، إذ كان يذكر الآية من السورة، ثم يتحدث عن كلماتها وحروفها، فيعرّف بها مفردةً، ثم يركبها إلى غيرها، مع الحرص على الجانب اللغوي، وتجنب الوقوع في أي مناقضة، إضافةً إلى المحافظة على اللغة، ثم مقابلة هذه الآية بما يناسبها من سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مع الجمع بين القرآن والسنة، كون السنة جاءت من عند الله أيضاً، وإن كانت بكلام رسوله، ثم يعقّب على الشرح بالتوابع اللازمة لتحصيل العلم.