صلاة الجماعة ، المقصود بالإمامة والإمام ، كيفية إمامة المرأة للنساء فى الصلاة ، هيئة إمامة المرأة ، اللأولى بالإمامة ، فضل الإمامة ، أداب الإمام ف الصلاة
صلاة الجماعة
تُعتبر الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي واجبة مع الجماعة، ولا بدّ في صلاة الجماعة من إمام ومأموم، وقد حثّ الإسلام على صلاة الجماعة لما فيها من أجرٍ وثوابٍ عظيمين؛ وقد حرص الصّحابة رضوان الله عليهم على أداء صلاة الجماعة مع النّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، فهي تزيد من تماسك وتواصل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، وفيها من الخير الكثير، وفيها ألفة، وخشوع، وتسهيل على النّاس، وتعليمهم الصّلاة؛ لأنّ الإمام يكون أعلمهم بتلاوة القرآن الكريم، وأعلمهم بالسّنة، كما أنّ صلاة الجماعة من حيث الأجر تفوق أجر صلاة الفرد وحده منفرداً في بيته، وبما أنّ لصلاة الجماعة فضلاً عظيماً، كان لا بدّ من معرفة المقصود بالإمامة في صلاة الجماعة، وكيف تؤم المرأة غيرها من النساء، وفضل الإمامة، وحكم إمامة المرأة للنساء، هذا ما سيتناوله هذا المقال.
المقصود بالإمامة والإمام
الإمامة مأخوذة في اللغة من: أمَّ الناس؛ أي صار لهم إماماً يتبعونه في صلاتهم، والإمامة تنقسم إلى قسمين: إمامة كبرى ويُقصد بها: خلافة المسلمين ورياستهم، وإمامة صغرى ويُقصد بها: ربط صلاة المؤتم بالإمام بشروط. الإمام في اللغة: كل من أُقتدي به، وقُدّم في الأمور. والإمام في الصلاة: الشخص الذي يتقدّم المُصلّين، ويُتابعونه في حركات الصلاة.
كيفية إمامة المرأة للنساء
الأصل في إمامة الإمام للمصلين أن يكون الإمام متقدّماً على المأمومين، ولكن في إمامة المرأة لجنسها من النساء فإنّ هنالك حالتين تأمُّ المرأة بهما:
الحالة الأولى: أن تؤم المرأة مجموعة من النساء؛ وفي هذه الحالة تقف المرأة الإمام بينهنّ في صفِّ النساء المأمومات نفسه، أي في وسطهن، لأنّ ذلك أستر؛ فالمرأة مطلوب منها الستر، وتصلي المرأة بالنساء كما يصلي الإمام في صلاة الجماعة، حيث تُصلي الصلاة ويتبعنها النساء، وتجهر المرأة في الصلاة الجهريّة، وتُسر في موطن الإسرار، إلاّ أن تخشى وجود رجال أجانب أو يوجدون في قربهنَّ فعلاً بحيث يمكن لهم سماعهن فتُسرُّ إطلاقاً.
الحالة الثاني: أن تؤم المرأة إمرأةً أخرى فقط وليس مجموعةً من النساء؛ وفي هذه الحالة يكون وقوف المأمومة إلى يمين المرأة الإمام لا خلفها، أي كما يقف الرجل مع الرجل، وتكمِّل الصلاة كما تُصلّى عادة مع اقتداء المرأة بالإمام.
هيئة إمامة المرأة
ينبغي الإشارة إلى أنَّ إمامة المرأة لغيرها من النساء في الصلاة كإمامة الرجل من حيث الهيئة، باستثناء ما تمَّ بيانه سابقاً، فيجب على المرأة الإمام أن تفتتح الصلاة بالتكبير، وتنتقل لقراءة الفاتحة بعد أن تقرأ دعاء الاستفتاح، ثم سورةً قصيرةً من القرآن، ثم تنتقل للركوع والقيام والسجود، إلى أن تصل للجلوس الأخير، كأيِّ صلاةٍ أخرى تؤديها المرأة مأمومةً أو منفردةً أو إماماً.
الأَولى بالإمامة
تُقدَّم في إمامة الصلاة عند النساء أكثرهنّ حفظاً للقرآن الكريم، وأعلمهنّ بفقه الصلاة، وشروطها وأركانها، ومبطلاتها، فإن استوين النساء المصلِّيات في هذا يقدّمن أفقههنّ، وذلك قياساً على إمامة الرجال، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يَؤُمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ، فإن كانوا في القراءةِ سواءً، فأعلمُهم بالسُّنَّةِ، فإن كانوا في السُّنَّةِ سواءً، فأقدمُهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرةِ سواءً، فأقدمُهم سِلْمًا، ولا يَؤُمنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانِه، ولا يقعدُ في بيتِه على تَكرِمتِه إلا بإذنِه قال الأشجُّ في روايتِه ( مكان سِلمًا ) سِنًّا).
حكم إمامة المرأة
ذهب جمهور الفقهاء؛ من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، إلى جواز إمامة المرأة للنساء، واستدلوا بحديث أم ورقة رضي الله عنها: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جعل لها مؤذِّنًا يُؤذِّنُ لها وأمرها أن تؤُمَّ نساءَ أهلِ دارِها)، هذا وقد كره فقهاء الحنفية أن تؤمّ المرأة؛ لأنّ إمامة المرأة لا تخلو عن نقص واجب أو مندوب، فالنساء يُكره لهن الأذان والإقامة، ويُكره تقدُّم المرأة الإمام على النساء، فهي تقف في وسطهنّ، أما فقهاء المالكية فلا تجوز عندهم إمامة المرأة مطلقاً لا في صلاة فرض ولا في صلاة نفل.
فضل الإمامة
للإمامة في الإسلام فضل عظيم، ومكانة سامية، ومن فضائل الإمامة ما يلي:
الإمامة في الإسلام نظام إلهي، يرشد الله سبحانه وتعالى به عباده إلى أهداف ومقاصد سنية؛ من حسن الطاعة، والاقتداء بالقادة؛ فقد كانت سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده، ومن تبعهم، أن يقوم الأمير بالإمامة في الصلاة والجهاد، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث أميراً على حرب، كان هو الذي يؤم المسلمين معه.
تُعتبر إمامة الصلاة من خير الأعمال وأفضلها، التي يتولاها خير الناس، أصحاب الصفات الفاضلة؛ من علم وقراءة وغيرها.
ذهب بعض الفقهاء إلى القول إن الإمامة أفضل من الأذان والإقامة، وذلك لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها.
آداب الإمام في الصلاة
توجد العديد من الآداب التي يجب أن يراعيها الإمام في صلاته وبعدها، ومن ضمن هذه الآداب ما يلي:
أن يُخفّف الإمام في صلاته مع تأديتها على وجه الكمال والتمام؛ وذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمَّ أحدُكم الناسَ فليخفِّفْ؛ فإن فيهم الصغيرَ، والكبيرَ، والضعيفَ، والمريضَ، فإذا صلَّى وحده فليصلِّ كيف شاء).
أن يُطيل الإمام الركعة الأولى أكثر من الركعة الثانية، وذلك لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( لقد كانت صلاةُ الظهرِ تقام، فيذهب الذاهبُ إلى البقيعِ، فيقضي حاجتَه ثم يتوضأ، ثم يأتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الركعةِ الأولى، مما يطولها ).
أن يراعي الإمام مصلحة المأمومين، بشرط ألّا يخالف السُنّة.
ألاّ يخُصّ الإمام نفسه بالدعاء الذي يؤمّن عليه المأمومون دونهم، لأنّ ذلك يعتبر من الخيانة.
ألاّ يصلي الإمام في مكان مرتفع جدّاً عن المأمومين، إلا أن يكون معه بعض الصفوف منهم.
ألاّ يطيل الإمام القعود بعد السلام مستقبلاً القبلة.