ولد الأصمعي في محافظة البصرة بالعراق، وكانت ولادته عام 123هـ، وقيل أيضاً أنها كانت عام 125هـ،
هو ابو سعيد عبد الملك ابن قريب الأصمعي الذي كان بارعا في النحو والشعر وعلوم الحيوان أيضا، حتى أن الخليفة الأموي هارون الرشيد أطلق عليه لقب (شيطان الشعر)، وقيل فيه العديد من الأقوال الطيبة التي تشهد له، ومنها ما قاله (أبو الطيب) عن أنه (الأعلم في الشعر، والأحضر في الحفظ، والأتقن في اللغة)، وكذلك شهد له الشاعر الأخفش بقوله: (ما رأينا أحدًا أعلم بالشعر من الأصمعي)، وقد كان نديم مجالس الأمراء والسلاطين والشعراء ينهل منهم ويبارزهم في اللسان والكلمة فيتفوق عليهم
وُلد الأصمعي في البصرة في العراق عام 740م، وتوفي فيها عام 828م، وهو من نسل عائلة بارعة في الشعر ومتذوقة للغة العربية أيضًا؛ فوالده الشاعر المعروف أبو عينية المحلبي، وقد برزت عليه علامات العلم وحب المعرفة منذ نعومة أظفاره فكان يقصد مجالس العلم والعلماء فيستمع إليهم ويسأل ويتعلم، حتى كبر وشب وقربه الخليفة هارون الرشيد منه بل وجعله معلمًا ومدرسًا لأولاد المأمون والأمين، وإلى جانب ذلك بدأ الأصمعي يكتب مجلدات ومخطوطات تضم كافة القواعد النحوية في اللغة العربية؛ وذلك كي يسهل على الطلبة تعلمها واستذكارها وتلقيها، ومن اللطيف في الأمر أنه سخّر طلاقة لسانه وفصاحته في حبه لعلم الحيوان، فكان يعمد إلى الخيل فيشرحها ويكتب في دفاتره تفصيل أعضاء جسمها وأجزائها في وصف علمي دقيق سهل القراءة والفهم، وكان الأصمعي سريع البديهة وحاضر الذهن، فمتى بادر أحد إلى سؤاله أو تحديه أو محاولة النيل منه وجه إليه أشعاره وأقواله على الفور، وكان يصف تسلسل الطلبة في العلم ويتحدث عن تدرجاته، فهناك الصمت والاكتفاء بالاستماع، ومن ثم الحفظ، فالعمل بما تعلم، وأخيرًا الحرص على النشر وإفادة الغير.