احمد بن ماجد
- أحمد بن ماجد بن محمد (821 هـ - 906 هـ) «السيباوي» .
- ملاح وجغرافي عربي من جلفار (رأس الخيمة)، برع في الفلك والملاحة والجغرافيا وسماه البرتغاليون (بالبرتغالية: almirante) ومعناها أمير البحر ، ويلقب«معلم بحر الهند» ، ينتسب إلى عائلة من الملاحين.
- كتب العديد من المراجع الملاحية، وكان خبيراً ملاحياً في البحر الأحمر وخليج بربرا (خليج عدن) والمحيط الهندي (بحر الهند) وبحر الصين.
- ويتمتع ابن ماجد بأشهر اسم في تاريخ الملاحة البحرية في الحضارة الإسلامية. وقد ارتبط اسمه بالرحلة الشهيرة لفاسكو دي غاما من ماليندي (في [[كينيا]] حالياً) إلى قليقوت (كلكتا) في الهند حيث قام ابن ماجد بمساعدة فاسكو دي غاما لاكتشاف الطريق الجديد الموصل إلى الهند.
- لكن ذلك شاع عنه خطأ من الرواة إذ إن ابن ماجد لم يأت على ذكره فيما كتب بعد رحلة دي غاما الاستكشافية سنة 1497م، كما حقق سلطان بن محمد القاسمي في الواقعة وأثبت خطأها.
- ولابن ماجد الفضل في إرساء قواعد الملاحة للعالم، وقد بقيت أفكاره وتطويره للبوصلة في مجال الملاحة سائدة في كل من البحر الأحمر (بحر القلزم) والخليج العربي وبحر الهند وبحر الصين زمناً طويلاً، وهو أول من كتب في موضوع المرشدات البحرية الحديثة .
اسمه
- شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق بن أبي الركايب.
- وكني بـ «ابن ماجد» و«ابن أبي الركائب». ولقب بـ«الشهاب»، و«شهاب الحق» و«شهاب الدين» دلالة على تدينه.
- كما لقب بـ «رابع الثلاثة» و«المعلم أسد البحار» و«ربان الجهازين» و«معلم بحر الهند» كدلالة على علمه
- . أحمد بن ماجد ولد في جلفار عام 821 هـ وتوفي عام 906 هـ.
نسبه
- تحدث ابن ماجد عن أنه ينتسب إلى القبائل العدنانية من تهامة ونجد والحجاز.
- واختلف المؤرخون في «نسبه الأرضي» أو الجغرافي إذ نسب إلى مدينة جلفارالتابعة لمملكة هرمز ذلك الزمان (محافظة مسندم الحالية).
- كما أرجع بعضهم أنه تميمي من ثادق في نجد مع أن ابن ماجد نفسه لم يقل أنه تميمي.
- كما قيل أنه ظفاري من إقليم عمان أو أنه نجدي من اليمن..
- وذكر ابن ماجد في قصيدة له اسمها "عدة الأشهر الرومانية" انتسابه إلى بني سعد بن قيس عيلان، يقول:
فخذ حكما من ماجد بن ماجد يؤول إلى سعد بن قيس بن عيلان
كان أبوه وجده ملاحين مشهورين، ويقول عن جده: «عليه الرحمة كان نادرة في ذلك البـحر (المحيط الهندي)، واستفاد منه والدي، وأسهما في معرفة القياسات، وأسماء الأماكن، وصفات البحر والبحار».
ثقافته
- عرف ابن ماجد الكتابة والقراءة رغم أن ملاحي بحر الهند في ذلك الزمن كانوا أميين، كما أن كتاباته تدل على علم بالغ باللغة العربية وتفاصيلها.
- وكان ضليعاً بعلم الفلك وتطبيقه في علم الملاحة.
- وهو يعرف أسماء الكواكب العربية واليونانية.
- ويستخدم الاسطرلاب بمهارة.
- وتحدث في كتاباته عن أمور عديدة مثل الدين والجغرافيا والتاريخ والأدب والأنساب.
- وتدل آثاره أنه تكلم اللغة التاميلية، وألم بالزنجية والفارسية لماماً بالإضافة لإتقانه اللغة العربية.
حياته
- بدأ «أحمد» وهو في سن العاشرة مصاحبة والده في رحلاته البحرية وقاد تحت إشراف والده أول رحلة وهو في سن السابعة عشرة، وتعلم البحار الصغير الفلك والرياضيات والجغرافيا جنباً إلى جنب مع التاريخ والأدب وألف أكثر من ثلاثين كتاباً أرسى فيها وأسس قواعد علم جديد هو علم البحار الذي لم يكن معروفاً من قبل كما استحدث أدوات ملاحية جديدة أهمها اختراعه «البوصلة البحرية» المقسمة إلى 22 درجة والتي ما تزال مستعملة حتى الآن.
- وكان العرب قد عرفوا آلات ملاحية وفلكية لتحديد خطوط العرض معتمدين في ذلك على معرفتهم الدقيقة بمواقع النجوم وكان من هذه الآلات «الكمال» و«البليستي» و«اللوح» والأخيرة هي التي أذهلت «فاسكو دا غاما» حين رآها مع أحمد بن ماجد «وردة الرياح» وهي آلة من الخشب تقسم عليها دائرة الأفق إلى الجهات الأربع الأصلية ويقسم كل ما بين جهتين إلى أقسام صغيرة وتستخدم لمعرفة اتجاه الرياح ومن أين تهب.
أعماله
كتاباته
- نظم ابن ماجد الشعر العلمي الملاحي وكتب فيه نثراً.
- فعدد أراجيزه وقصائده المكتشفة وصل إلى 34 قصيدة يصل عدد أبياتها إلى 4603 بيت.
- وتدل الأبحاث عن وجود 18 قصيدة مفقودة. كما له أعمال نثرية منها: «مختصر كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد» (1489م) وكتاب «الفصول» وكتاب «الملل».
- أما نثره المفقود فهما كتابين: «مطول كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد» (1475) وكتاب «شرح الذهبية» و«حاوية الاختصار في أصول علم البحار».
- وترجم له بعض الكتب مثل «المحيط» إلى التركية العثمانية ومنها نقل إلى اللغات الأوروبية.
- وفي محفوظات معهد الدراسات الشرقية بلينينغراد مخطوطة عربية كتبها أبن ماجد بالشعر في ثلاث فصول وصف فيها طرق الملاحة المختلفة عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي وبداية القرن السادس عشر باقر أمير الورد
- ويبلغ أثار ابن ماجد أكثر من أربعين عملآ مكتوبآ نذكر منها:
- الفوائد في أصول علم البحر والقواعد.
- رسالة قلادة الشموس وأستخراج قواعد الأسوس.
- كتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول.
- العمدة المهدية في ضبط العلوم البحرية.
- المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر.
- القصيدة الهمزية.
- الأرجوزة السبعية.
- كتاب الفصول.
- كتاب الملل.
- شرح الذهبية.
- حاوية الاختصار في أصول علم البحار.
علم الملاحة البحرية
يعد كتاب ابن ماجد «الفوائد في أصول علم البحر والقواعد» أهم ما يذكر في علم الملاحة البحرية وارتباطه بعلم البحار، ففيه يوضح ابن ماجد تاريخ علم البحر والملاحة البحرية حتى القرن الخامس عشر الميلادي، ويلقي الضوء على مدى تأثر البرتغال بعلوم المسلمين، وبتقاليد الملاحة البحرية بشكل عام وفي المحيط الهندي بشكل خاص، وفي الكتاب يتحدث عن العلوم والثقافات التي يجب أن يلم بها ربان السفينة فيقول أن لركوب البحر أسباباً كثيرة أهمها معرفة المنازل والمسافات والقياس والإشارات. كما رسم ابن ماجد الكثير من الخرائط البحرية وقام برحلات عديدة إلى شرق أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا والصين.
القياس بالأصابع
- أوجد ابن ماجد صلة بين تقسيم دائرة الأفق إلى 32 جزءاً تماثل أخنان البوصلة وبين استخدام قبضة اليد والذراع مبسوطة في اتجاه البصر أمام الراصد.
- فقبضة اليد من الخنصر إلى الإبهام والذراع ممدودة إلى الأمام تمثل 1/32 جزءاً من محيط دائرة مركزها نقطة اتصال الذراع بالكتف، فلو استقبلنا الشمال لأمكن باستخدام قبضة اليد فقط التعرف على أي اتجاه آخر على دائرة الأفق.
- وفي ذلك يقول ابن ماجد في كتابه الفوائد في وصف طريقة لتحديد القبلة:
- أحمد بن ماجد ...و كذلك دورة السماء 32 جزءا ً، يقصد دائرة الأفق، وكل جزء قبضة من الخنصر إلى الإبهام وأنت مستقبلها مادّا ً بها ذراعك.
- فحط بيت الإبرة أمامك وصل على أي خن جاء في النظم على أي بلد أنت بها واقبض ببعض الأدلة المشار إليها عند عدم وجود الحقة، اي البوصلة،...و لما كانت المسافة بين الخنصر والإبهام، واليد مقبوضة، تساوي نحو سبعة أصابع فإن تقسيم دائرة الأفق يصبح 334 إصبعا ً وهو الأساس الذي بني عليه تقسيم "الحقة" العربية
البوصلة
ويقول ابن ماجد انه مطور أو ماهر في استعمال البوصلة والتي يسميها «الحقة» إذ يذكر في كتابه «الفوائد»: «..ومن اختراعنا في علم البحر تركيب مغناطيس على الحقة بنفسه، ولنا فيه حكمة كبيرة لم تودع في كتاب».
فضله على فاسكو دي غاما
- ذكر بعض المؤرخين مثل «النهروالي» و«فراند» أن الرحالة البرتغالي فاسكو دي غاما استعان بابن ماجد كربان في ترحاله وبخاصة في رحلته من مالندي على ساحل أفريقيا الشرقية إلى كاليكوت في الهند سنة 1498م لذا هو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند.
- إلا أن مؤرخين آخرين عارضوا مثل هذه الفكرة من أساسها إما بسبب أخطاء «فراند» بترجمة النهروالي، أو لعدم وجود أي ذكر لابن ماجد في الأدبيات الملاحية البرتغالية.
- كما انتقد بعض المؤرخين العرب ما قام به ابن ماجد إذ أنه ساعد البرتغاليين الذين قضوا على الملاحة العربية
رأي القاسمي
رأى الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن ابن ماجد بريء من مرافقة فاسكو دي غاما في رحلته إلى الهند، وأسّسَ القاسمي رأيه بعد مراجعاته مخطوطات قديمة كتبها الذين عاصروا تلك المرحلة وعثر القاسمي على مخطوطة يوميات الرحلة الأولى لفاسكو دا غاما في مكتبة بلدية بورتو، وتبيّن له أن مرافق «دا غاما» كان هندياً كجراتياً مسيحياً ولم يكن ابن ماجد كما يُذكَر في كتب التاريخ الحديث.
ذكراه
ألف المستشرق الروسي ثيودور شوموفسكي الذي عثر على أرجوزة لأبن ماجد على شكل مخطوطة في مكتبة أستنبول وأيضآ عثر على ثلاث مخطوطات أخرى في مكتبة ليننجراد لأبن ماجد كتاب أسماهـ (ثلاث أزهار في معرفة البحار لأحمد أبن ماجد: ملاح فاسكو دي غاما),نشر مركز المزماة كتاب تحت عنوان «أحمد بن ماجد ملاح من جلفار» تَأْليف الدكتور سالم حمد.