شهر رمضان ، أحب الأعمال إلى الله فى رمضان ،فضائل شهر رمضان
شهر رمضان
شهر رمضان هو الشهر التاسع من الشهور الهجرية، حيث إن عدّة الشهور في السنة الهجرية اثنا عشر شهر، كما في قول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ)، تبتدئ بمحرمٍ، وتنتهي بذي الحجة، ورمضان يأتي بعد شهر شعبان، وقبل شهر شوال، ويبلغ عدد أيامه تسعةً وعشرين، أو ثلاثين يوماً، ومن الجدير بالذكر أن دخول شهر رمضان يثبت بأحد أمرين، أوّلهما رؤية هلال رمضان، مصداقاً لقول الله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، وتثبت رؤية الهلال بشهادة مسلمٍ، عدلٍ، عاقلٍ، بالغٍ، موثوق بخبرته وأمانته، وفي حال تحرّى الناس الهلال ولم يروه، فيثبت دخول شهر رمضان بالأمر الثاني وهو تمام شهر شعبان ثلاثين يوماً، حيث إن غاية الأشهر القمرية ثلاثين يوماً ولا تزيد عن ذلك، كما رُوي عن رسول الله -صلى الله عيله وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)
أحب الأعمال إلى الله في رمضان
شهر رمضان من الأزمنة الفاضلة المباركة، ولذلك ينبغي استغلاله بالأعمال الصالحة والطاعات، وفيما يأتي بيان لأحب الأعمال إلى الله -تعالى- في رمضان:
المحافظة على الصلاة المفروضة: تعدّ المحافظة على الصلوات المفروضة من أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى- في كلّ وقت، ويشمل ذلك شهر رمضان، فقد رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ فقالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ).
الصوم: يعدّ الصوم من العبادات العظيمة، وقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن صيام رمضان سببٌ لمغفرة الذنوب، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه سلم- أنه قال: (مَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
إطعام الطعام: يعدّ إطعام الطعام من صور الصدقة، وللصدقة فضلٌ عظيمٌ في رمضان، فقد رُوي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وقد أثنى الله -تعالى- على أصحاب هذه الطاعة حيث قال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)، وكان السلف الصالح -رحمهم الله تعالى- يقدّمون إطعام الطعام على الكثير من الطاعات في رمضان ويحرصون عليه، سواءً كان بإطعام أحد الصالحين، أو إسكان جوع الفقراء والمساكين، وقد رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان لا يُفطر إلا مع الأيامى والمساكين، وكان الحسن وابن المبارك يطعمون إخوانهم ويقومون على خدمتهم وهم صائمون.
العمرة: تعدّ العمرة من الأعمال الفاضلة في شهر رمضان المبارك، فقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها تعدل حجة، حيث قال: (عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً).
الاعتكاف: يُعرّف الاعتكاف لغةً على أنه لزوم الشيء وحبس النفس عليه، أما اصطلاحاً فيُعرّف على أنه التقرب إلى الله -تعالى- من خلال الإقامة في المسجد ولزومه، وتجدر الإشارة إلى أن الاعتكاف من أفضل الأعمال في رمضان، لا سيّما أنه يجمع بين الصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، وحكم الاعتكاف هو الاستحباب، وأفضل وقتٍ له العشر الأواخر من رمضان ترقّباً لليلة للقدر، وقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان في كل عام، وأنه اعتكف عشرين يوماً في العام الذي قُبض فيه.
قراءة القرآن: من أفضل الأعمال في رمضان الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، لا سيّما أن شهر رمضان هو شهر القرآن، وقد ثبت أن جبريل -عليه السلام- كان يُدارس النبي -عليه الصلاة والسلام- القرآن الكريم في رمضان، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يقتدون به، حيث كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يختم القرآن في كل يومٍ من رمضان، وكذلك السلف الصالح رحمهم الله، فقد رُوي عن الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه كان يختم القرآن الكريم ستّين مرةً في رمضان، ورُوي عن الإمام الزهري أنه كان يفضّل قراءة القرآن على الحديث ومجالسة أهل العلم في رمضان.
فضائل شهر رمضان
يُعدّ شهر رمضان المبارك من الأشهر العظيمة في الإسلام، فقد ميّزه الله -تعالى- عن سائر شهور العام بالعديد من الفضائل، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:
مغفرة الذنوب: حيث إن صيام رمضان إيماناً واحتساباً سببٌ لمغفرة ما تقدّم من الذنوب، مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار: حيث إن أبواب الجنة تفتح، وأبواب النيران تغلق، وتصفّد الشياطين في أوّل ليلة من ليالي رمضان، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ).
العتق من النار: حيث إن الله -تعالى- يصطفي من عباده عتقاء من النار في كل ليلةٍ من رمضان، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ).