نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ
وردت قصة نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ في جميع الكتب السماوية، ونبي الله لوط ـ عليه السلام ـ هو ابن أخي نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ وقد آمن به ونصره وآزره وهاجر معه ودعا معه إلى عبادة الله الواحد، قال ـ تعالى ـ عن نبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ : ” وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ۞ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ “، ولقد اشتهر قوم لوط بفاحشة لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم ، فلقد كانوا ينكحون الذكران ويذرون ما خلق لهم ربهم من أزواج؛ قال ـ تعالى ـ: ” وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ ۞ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ “. وقد دعاهم سيدنا لوط ـ عليه السلام ـ إلى ترك تلك الفاحشة فعصوه وتمادوا في غيهم وكانت زوجته منهم فأمر الله لوطًا ـ عليه السلام ـ بأن يترك القرية ولا يلتفت إليها ثم خسف الله بها الأرض ونجى الله لوطا ومن آمن معه، قال ـ تعالى ـ : “فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ۞ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ “.
بداية قصة سيدنا لوط عليه السلام
تبدأ قصة سيدنا لوط ـ عليه السلام ـ حينما عاش في مدينة تسمى سدوم وكانوا أول من أتى تلك الفاحشة، وقد نهاهم سيدنا لوط ودعاهم إلى ترك تلك الفاحشة فأبوا وأرادوا أن يخرجوه من قريتهم فأرسل الله ـ عز وجل ـ ملائكته غليه على هيئة رجال غاية في الحسن فسارعت زوجته الكافرة إلى إخبار قومها بقدوم الضيوف فجاء قومه يهرعون إليه يطالبونه بتسليم ضيوفه إليهم فساءه ذلك وضاق بهم ذرعا، وعرض على قومه أن يتزوجوا بناته ويتركوا الضيوف وشأنهم فأبوا، قال ـ تعالى ـ: ” وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ۞ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ۞ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ “، ولكن الملائكة طمأنوه أنهم رسل ربه إليه أرسلهم ليدعوه إلى ترك المدينة هو ومن معه من المؤمنين ليلا، وألا يلتفت أحد منهم إلى المدينة إلا امرأته؛ فقد كانت كافرة مثل قومها، قال ـ تعالى ـ: ” قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ۞ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ”
اكتشاف مدينة سدوم في العصر الحديث
في عام 2005 بدأت مهمة الكشف في البحر الميت للبحث عن أنقاض المدينة واستمرت عملية البحث لأكثر من عشر سنوات وانتهت باكتشاف آثار تعود إلى العصر الحجري وقد تأكد للمستكشفين أن هذه المدينة هي مدينة سدوم.