هو الكتاب الذي أنزلهُ الله تعالى على المسلمين والأمّة كافّة ليهدي الله فيه الخلق وليتعلّم منهُ النّاس من ناحية الحكم والقصص التي وردت فيهِ عن الأمم السابقة وفيه الحديث عن الجنّة والنار ، فالقرآن هو كلام الله عزّ وجل وهو آخر الكتب السماويّة التي نزلت ولم يدخل فيها التحريف لأنّ الله تعالى تكلّف بحماية هذا القرآن ، ومن اجمل ما في القرآن أنّهُ كلام الله تعالى ، فهو من أهم الكتب الموجودة لعدم وجود الكذب والتزوير فيهِ ولا يوجد في الإحتمال بالخطأ لأنّهُ ليس من عند البشر بل من عند ربّ البشر .
الكثير يجهل جمال القرآن ليس لقلّةِ علمهِ أو لضعفهِ في فهم الآيات بل لقلّةِ قراءة القرآن ، فأقبح شيء أن تكون تقرأ كلّ شيء ولا تقرأ من كتاب الله تعالى أو تنصت الى آيات الله تعالى ، ف للقرآن جمال خاص وفريد لا يمكن أن تجدهُ بغير القرآن لأنّهُ كلام الله خالق كلّ شيء ، فلماذا القرآن جميل !!! لأنّهُ :
، وأودع الله تعالى علم كلّ شيء ، فالله تعالى وجد فيه من العلوم شامل لمنهجيّة العلم المتّبع وطريقة التعلّم ، فالذين يفهمون القرآن من العلماء والمفكرين يعلمون جيّداً أن القرآن هو أساس العلم فمن غيرهِ لا يتمّ العلم ، فمنهجيّة القرآن بسيطة جدّاً منها ومرتكزهُ الأساس الذي وضعهُ الله تعالى هي إعمار الأرض ونشر الخير والإستفادة من العلوم الموجودة عند الناس ، بعكس الأوروبيين الذين يرتكزون على أساس أنّ المادّة هي كلّ شيء ومع أنّها في الوقت الحاضر هي الشائعة ولكنّها تقتل مفهوم الإنسانيّة وأنّ الإنسان ليس عبارة عن آلة يستخدم ويعيش ويموت من أجل المال ، فسمة القرآن هي الإنسانيّة في العلم والعمل ، فمفهوم إعمار الأرض هي إفادة الأرض بإعمارها ونشر الخير بين النّاس ، فما أجمل القاعدة التي يرتكز عليها مفهوم العلم والأساس هو كلّ شيء ، فلماذا نقتدي بالغرب بينما نحنُ نمتلك أمور يجهلونها ولا يعلمون خفاياها .
يجري بدمّ القرآن الإعجاز فيهِ كلّهُ من ألفهِ الى يائهِ كأنّهُ سبيكة واحدة : القرآن ليس مجرّد كلام يقال فيهِ أو مجرّد خطاب يلقيهِ الله عزّ وجل ، بل هو قرآن متكامل بكلّ جوانبهِ من حيث الإعجازات الموجودة فيهِ والتي لا تنتهي مع نهاية العالم ، ففي كلّ سنة أو فترة معيّنة يكتشف إعجاز جديد في القرآن ، ولو تكلّمنا عن إعجازات القرآن نحتاج الى كتاب كامل عن إعجاز القرآن وهناك كتب معروفة عن الإعجاز في القرآن ، ففيهِ الإعجاز العلمي واللغوي والحكم والمواعظ والدروس التي يعلّمها الله تعالى لنعفر قدرة الله تعالى ونؤمن بهِ وليكون القرآن علينا شهيد .
القرآن لا يعطي المجال بأن يعارضهُ أحد في جميعِ آياتهِ وسورهِ ولا يسمح لأحد أن يدخل فيهِ الشك والزور في الكلام ، فلا يوجد على هذا الكون كلّهُ يستطيع أن يكذّب آية أو يأتي بسورة منهُ ، ومن خاصم القرآن فقد خُصِم ومن عارضهُ قُصِم ومن حاربهُ هُزِم.
القرآن بمجرّد القول أنّهُ ليس من عند البشر فمن الطبيعي أن يكون لهُ حلاوة وإنّ عليهِ لطلاوة ومثمر لأعلاه ، مغدق أسفلهُ ، ويحطّم ما تحتهُ ، ويعلو ولا يعلى ، فالقرآن من أجمل ما يمكن أن يقرأهُ الإنسان وفهم آياتهِ فهو يعطي الكمال للإنسان والروح .