إنّ وجود ورم أو كتلة تحت الإبط (بالإنجليزية: Armpit lumps) لا يشكل خطراً على الشخص في أغلب الأحيان، ولكنّها قد تكون نتيجة لحالات طبية خطيرة في أحيان أخرى، ويختلف حجم الأورام من شخص لآخر؛ إذ يمكن أن تكون صغيرة أو كبيرة و مُلاحظَة، وتتمثل أورام الإبط في العادة بتضخم العقد الليمفاوية الموجودة هناك والتي تظهر بشكل بيضاوي، وتجدر الإشارة إلى أنّ العقد الليمفاوية تنتشر في جميع أجزاء الجسم، حيث تلعب دوراً مهماً في عمل الجهاز المناعي في الجسم.
يعود وجود ورم تحت الإبط إلى أسباب عديدة عادةً ما تكون غير خطيرة؛ والتي قد تعود إلى نمو غير طبيعي بالأنسجة، لكن في بعض الأحيان قد يكون السبب متعلق بأمراض ومشاكل صحية داخلية، وبالتالي تحتاج إلى علاج بإستشارة من طبيب، وفيما يلي أهم الأسباب المؤدية إلى ظهور أورام تحت الإبط:
الحساسية:
في بعض الأحيان يعود سبب الأورام إلى استخدام مزيل عرق أو أحد أنواع الصابون التي تؤدي إلى حدوث رد فعل تحسسي من الجسم.
التكيُّسات:
(بالإنجليزية: Cysts) وهو تَكوُّن أكياس مملوءة بمواد سائلة، أو شبه صلبة، أو غازية، ويعود سبب تكونها إلى عوامل عدة منها: عوامل جينية، أو عدوى، أو غيرها، إذ تكون الأكياس الموجودة بمنطقة الصدر مملوءة بسائل، ولكن يتوجب زيارة الطبيب للتأكد من أنّها ورم حميد.
الورم الغدّي الليفي:
(بالإنجليزية: Fibroadenoma)، وهو تكوُّن ورم حميد على شكل كتلة صلبة ملساء ذات شكل منتظم، يمكن أن تتحرك أسفل الجلد عند الفحص، وقد يختلف حجمها من حالة إلى أُخرى، وغالباً ما تظهر عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15-35 عاماً وتكون غير مؤلمة في طبيعتها، ويُنصح بشكل عام بزيارة الطبيب فور الإحساس بكتلة لم تكن موجودة من قبل، أو زيادة حجم الكتلة، أو إذا رافقت الحالة تغيرات أُخرى على الثدي، وذلك لتحديد العلاج المناسب اعتماداً على طبيعة الكتلة وعمر المصاب من خلال القيام بعدد
من الإجراءات الطبية مثل: التصوير الإشعاعي (بالإنجليزية: Mammography)، أو الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، أو أخذ خزعة من الورم، واعتماداً على النتائج يكون العلاج إما عن طريق استئصال الورم بعملية جراحية، أو إبقائه حيث يمكن أن يتلاشى من تلقاء نفسه، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية المراجعة الدورية للطبيب المختص.
سرطان الثدي:
(بالإنجليزية: Breast cancer) يُعدّ سرطان الثدي عند النساء ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشاراً؛ فهو غالباً ما يصيب النساء وتكون نسبته أكثر عند النساء اللواتي تعدت أعمارهن الخمسين عاماً، ويمكن أن يصيب الرجال أيضاً، ولكن بنسبة قليلة جداً، ومن الجدير بالذكر أنّ السبب المباشر لنمو سرطان الثدي غير معروف، ولكن هنالك بعض العوامل التي تزيد من إحتمالية الإصابة به ومنها:
التقدم بالعمر،
والعوامل الوراثية حيث تتضاعف نسبة الإصابة في حال وجود حالات من الإصابة بهذا المرض في العائلة مثل: الأم أو الأخت أو الإبنة، بالإضافة إلى الحمية الغذائية المتبعة والوزن، وغيرها الكثير من العوامل، ويمكن التعبير عن سرطان الثدي بأنّه نمو غير طبيعي للخلايا، حيث يرافقه عدد من الأعراض والعلامات التي قد تساعد على الكشف المبكر للإصابة، حيث يُنصح بزيارة الطبيب فور ملاحظة هذه التغيرات لإجراء فحوصات طبية المناسبة لتشخيص الحالة، ومن هذه الأعراض: تَكوُّن ورم بجانب الثدي أو تحت الإبط لا يختفي خلال الدورة الشهرية، وتغير حجم الثدي أو شكله، وخروج إفرازات غير طبيعية من الثدي قد تكون شفافة أو تحتوي على دم، واحمرار جلد الثدي أو الحلمة، وتغير شكل أو مكان الحلمة.
سرطان الغدد الليمفاوية:
(بالإنجليزية: Lymphoma)، أو كما يُعرف باللمفوما، حيث ينتج عن زيادة غير طبيعية في نمو نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء، وتعمل اللمفوما على تضخم العُقَد الليمفاوية المنتشرة في أجزاء الجسم، ومنها تضخم العُقَد الموجودة تحت الإبط والتي تظهر كَوَرم أو كتلة أسفل الجلد.
اسباب أُخرى:
مثل؛ العدوى البكتيرية أو الفيروسية، والأورام الشحمية (بالإنجليزية: Lipomas)، والعدوى الفطرية، والذئبة (بالإنجليزية: Lupus).
يعتمد العلاج الذي يختاره الطبيب على نوع الورم والسبب المؤدي إلى ظهوره، ففي بعض الأحيان لا يتطلب الورم أي علاج ويكتفي الطبيب بأخد ملاحظات دورية من المصاب إذا حدث أي تغيير على الورم، ويمكن استخدام بعض مسكنات الألم إذا رافق الورم الشعور بالألم والانزعاج، أو قد يطلب الطبيب تناول بعض المضادات الحيوية في حال كان سبب الورم عدوى بكتيرية، وعادةً ما يتم استئصال التكيُّسات أو الأورام الشحمية بطريقة بسيطة وغير مزعجة للمصاب، وأخيراً إذا كان سبب الورم يعود إلى نمو سرطاني يكون العلاج عن طريق إجراء عمليات جراحية لاستئصاله، أو بالعلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiotherapy)، أو العلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، وذلك بالرجوع إلى الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب.