قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن صلاة التراويح من خصائص شهر رمضان الفضيل، فيبدأ فيها المسلم عند ثبوت رؤية الهلال مستحضرًا فيها الله عز وجل بقلب خاشع واقفًا ذليلًا بين يدي الله داعيًا ربه أن يتجاوز عنه ما قدَّم من سيئات وأن يغفر له ويرحمه.
أنه تجوز صلاة التراويح في المنزل وخاصة لأصحاب الأعذار، وإن كان الأفضل صلاتها في المسجد لمن استطاع لأنها من شعائر الإسلام، وعلى الإمام أن يراعي أحوال الناس فعليه أن يخفف ولا يطيل القراءة أو الصلاة.
ما هو الأفضل قيام رمضان جماعة في البيت أم كل على انفراد، ما هوالأفضل قيام رمضان في البيت أم في المسجد، هل إذا صليت الصبح جماعة في البيت أكون في ذمة ﷲ أم ذلك يكون فقط في المسجد ؟
صلاة التراويح في البيت أفضل إذا كان القصد حث الأهل عليها، وعليه فالأفضل له أن يصليها في البيت جماعة مع أهله خصوصا إذا كان المسجد القريب منه تقام فيه صلاة التراويح أي لم يعطل ، فقد ذكر بعض أهل العلم أن الانفراد بصلاة التروايح أفضل إذا لم يعطل المسجد بأن كان في المسجد جماعة يصلون صلاة التراويح غير الشخص الذي يصلي في بيته، فإن توقفت صلاة التراويح عليه فالأفضل له صلاتها في المسجد، وكنا قد ذكرنا اتفاق العلماء على جواز الجماعة في النفل ولو كان ذلك في البيت مع أهله . أنه لا يجوز للقادر التخلف عن المسجد بقصد الصلاة مع أهله جماعة في الفرض، لكن لو فاتته الصلاة في المسجد يوما أو كان له عذر من مرض أو غيره فهنا يصلي جماعة مع أهل البيت.
ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله سواء كان في المسجد أو في جماعة أخرى بدليل أن أغلب روايات الحديث الوارد في هذا المعنى لم تذكر الجماعة أصلا في المسجد ولا في غيره، ونص رواية مسلم:( من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم ). وهكذا رواية الترمذي وابن ماجه وبعض شراح الحديث يذكرون في جماعة أي من صلى الصبح في جماعة إلخ. وهذا لا يعني التقليل من شأن الصلاة في المسجد.
صلاة التَّراويح في البيت:
صلاة التَّراويح سنّة مؤكّدة للرجال والنّساء، وهي جزء من قيام اللّيل الموصى به في ليالي شهر رمضان، لما ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ)، إلّا أنّ الرّسول عليه السّلام لم يُصلِّ بالمسلمين جماعةً خوفاً من أن تُفرض عليهم، وكان يُصلّيها منفرداً في بيته، والتزم صحابته بهذا الأمر تيمّناً به، إلا أنّ أول صلاة جماعة كانت بعد الرّسول عليه السّلام كانت في عهد عمر بن الخطّاب حين صلّى أُبيّ بن كعب في المسلمين جماعة، ومازال المسلمون يُقيمونها حتّى هذا اليوم.
كيف تصلّي صلاة التراويح:
تُقام صلاة التراويح بحيث تكون كل ركعتين منفصلتان على حِدة، وهو أمر اتّفق عليه آراء العلماء من المذاهب الأربعة، إضافة إلى رأي الإمام ابن باز، وابن عثيمين، واستندوا بذلك على حديث الرّسول عليه السّلام: (صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى، فإذا رأيتَ أنَّ الصبحَ يُدركُك فأَوتِرْ بواحدةٍ . فقيل لابنِ عمرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قال: أن تُسلِّمَ في كلِّ ركعتَينِ).
وقت صلاة التروايح:
يمتدّ وقت صلاة التراويح ما بعد صلاة العشاء وحتى قُبيل وقت الفجر بقليل، ويمكن لمن يقوم ليل رمضان بأداء الوتر في أول الليل أو في آخره، إلا أنّه من الأفضل أن يختم صلاته بالوتر، وهو لما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (اجعلوا آخرَ صلاتِكم بالليلِ وِترًا)
فإن صلّى الوتر في أول الليل ثمّ أدّى قيام الليل في آخره فلا يوتر مرّة أخرى، وهو أمر ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (لا وِتْرانِ في ليلةٍ). تجوز صلاة التراويح للنساء جماعة في المساجد، ولا حرج في ذلك، وهو لما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشّريف: (لا تَمْنَعُوا إِماءَ اللهِ مساجِدَ اللهِ)، ويُشترط في هذه الإباحة السّترة، والابتعاد عن الفتنة، كالعطور، والزينة، والخضوع في القول والمشي، كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (أيُّما امرأةٍ أصابت بُخورًا، فلا تشهدْ معنا العِشاءَ الآخرةَ).