من هو هولاكو- هو هولاكو خان، ابن الإمبراطور المغولي تولوي بن جنكيز خان، المولود عام 1217م، من أمّ تنتمي لأحد قبائل الترك، وتعتنق المذهب النسطوري المسيحي، وهي سرقويتي بيجي، ومذهبها هو نفس المذهب الذي تعتنقه زوجة هولاكو الرئيسية دوقوز خاتون، وهولاكو هو أحد الأخوة الأربعة أبناء تولوي، وهم الذين سادوا إمبراطورية المغول فترة طويلة، وفي عهدهم بلغت الإمبراطورية ذروة توسعها؛ حيث قاد هولاكو جيوش المغول بأمر من أخيه الإمبراطور مونكو خان الذي تولى الحكم بعد والده تولوي؛ حيث احتلّ هولاكو بجيش يزيد عن مئة ألف مقاتل معظم مناطق جنوب غرب آسيا مدمرًا عاصمة الخلافة العباسية عام 656هـ 1258 بعد أن قضى على جماعة اللور وطائفة الحشاشين في أراضي إيران.
- حين فرغ هولاكو من تدمير بغداد بدأ باجتياح مدن الشام واحدةً تلو أخرى وصولًا إلى دمشق التي أرسل منها التهديد والوعيد للماليك في مصر قبل أن يعود إلى تبريز؛ ليكون قريبًا من عاصمة الإمبراطورية في فترة اختيار الإمبراطور الجديد، وهو قوبلاي خان الذي تولى الحكم بعد أخيه مونكو خان، وفي تبريز تلقى أخبار الهزائم التي منيت بها جيوشه في الشام على يد الممالك، فحاول الانتقام بإرسال الحملات تباعا إلى الشام وبالاتصال مع أوربا والصليبين للتحالف ضد المسلمين، فبائت محاولاته بالفشل إلى أن مات في جزيرة أسلامي من بحيرة أورميا عام 1265م مخلفًا ابنه أباقا في قيادة الجيوش
العمليات العسكرية
- قام مونكو خان حفيد جنكيز خان الذي أصبح خانا عظيما في 1251، بتكليف أخيه هولاكو في 1255 بقيادة الجيش المغولي الهائل لغزو أو تحطيم الدول الإسلامية الباقية في جنوب غرب آسيا. أرادت حملة هولاكو إخضاع اللور -وهم جماعة يستوطنون جنوب إيران- والقضاء على طائفة الحشاشين وإخضاع أو تدمير الخلافة العباسية في بغداد. أمر مونكو أخاه هولاكو بمعاملة من يستسلمون برحمة، والقضاء تماما على من يقاومون. وقام هولاكو بتنفيذ الجزء الأخير من هذه الأوامر بمنتهى الشدة والقسوة.
- خرج هولاكو مع ما يقال إنه أكبر جيش مغولي تم تكوينه على الإطلاق بأمر من مونكو خان؛ حيث خرج ضمن هذا الجيش مقاتل من كل عشرة مقاتلين في كامل الإمبراطورية. وبدأت العمليات العسكرية بهزيمة اللور بسهولة، ونتيجة لسمعته أصاب الحشاشين خوف كبير لذا قاموا بتسليم قلعتهم الحصينة ألموت إليه بدون معركة.
- قام جيش هولاكو بعد انتصاره على اللور والحشاشين بالانطلاق إلى بغداد وأرسل رسالة تهديد إلى الخليفة يطالبه فيها بالاستسلام، إلا أن الخليفة رفض ذلك وبدلا من هذا أرسل رسالة إلى هولاكو ينذره فيها بعقاب الله إن هاجم خليفة المسلمين.
- بعد رد الخليفة، انطلق الجيش المغولي إلى بغداد بقيادة هولاكو، وعندما اقترب من المدينة قام بتقسيم جيشه إلى قسمين لكي يحاصروا كلا الجانبين من المدينة في الجهتين الشرقية والغربية من نهر دجلة. نجح جيش الخليفة في رد بعض القوات التي هاجمت من الغرب، لكنه انهزم في النهاية، وفي 10 فبراير عام 1258 استسلمت بغداد.
هولاكو بعد الهزيمة
حاول هولاكو أن يثأر لهزيمة جيشه في عين جالوت، ويعيد للمغول هيبتهم في النفوس؛ فأرسل جيشا قويا إلى حلب فأغار عليها ونهبها، ولكنه تعرّض للهزيمة بالقرب من حمص في المحرم (659هـ = ديسمبر 1260م) فارتد إلى ما وراء نهر الفرات.
اتصالاته مع أوروبا
حاول هولاكو إنشاء تحالف مع أوروبا ضد المسلمين، ففي 10 أبريل 1262 أرسل رسالة للملك لويس عن طريق جون الهنغاري. إذ كانت الرسالة قد وصلت للملك لويس، كما أن النسخة الوحيدة المعروفة من الرسالة بقيت في فيينا بالنمسا. على أية حال فلقد أظهرت الرسالة نية هولاكو في أن يقوم بغزو القدس من أجل البابا، وطلب من لويس أن يهاجم مصر عن طريق البحر المتوسط بواسطة أسطوله.
وفاته
في عام 1265 م، مات هولاكو ودفن في جزيرة جزيرة أسلامي في بحيرة أورميا، وكانت جنازته هي الجنازة الوحيدة لأحد الخانات التي شهدت التضحية بنفس بشرية. وخلفه ابنه أباقا.